انتهت حرب السادس من اكتوبر عام 1973، وعبر خلالها الجيش المصري، إلى ما أبعد من إعادة الأرض بإعادة الهيبة، حيث ألحق بالعدو الإسرائيلي خسائر كبيرة، لكن ما لبثت الحرب تنتهي ويبدأ إحلال السلام، حتى بدأت إسرائيل في إعادة تكوين جيشها مرة أخرى.
فبعد حرب أكتوبر وخلال ثلاث سنوات، لعب الرئيس الإسرائيلي الرحل شيون بيريز دورًا مركزيًا في مجال أمن إسرائيل عندما كان وزيرًا للدفاع وقام بإعادة إحياء الجيش وتعزيز قوته، كما لعب دورًا مهمًا في مفاوضات فك الارتباط والتي تمخضت عن الاتفاقية الانتقالية مع مصر في 1975، بحسب موقع nakba.ps.
وبعد انتهاء الحرب وبدأ مفاوضات السلام مع مصر، كان بيريز أحد ممثلي إسرائيل في عملية السلام مع مصر، وكشف عن بعض كواليس المفاوضات، التي توجت بتوقيع اتفاقية سلام بين البلدين.
وخلال أحد تصريحاته قال بيريز إن إسرائيل حاولت بدء المفاوضات بعد هزيمة 67 واحتلال سيناء، حيث قال: «عرضنا على عبدالناصر السلام 5 مرات، ولكنه كان يرفض دائمًا».
وتابع بيريز الذي توفي هذا العام 2016، أنه في عام ١٩٦٨، حمل وزير الخارجية الأمريكى، ويليام روجرز، رسالة مهمة إلى القاهرة، كان مفادها تنازل إسرائيل عن سيناء كلها لصالح مصر مقابل السلام المصري الإسرائيلى، إلا أن رد عبدالناصر كان قاطعًا، وهو الرفض التام.
تحدث بيريز خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة هرزيليا بإسرائيل في يوم 8 سبتمبر 2014، عن أهمية العلم، واحتلال الأرض، وأن الصراع كان على الأرض، ولكن الآن الجيوش لا تستطيع احتلال العلم، وأنه من خلال الحروب تستطيع احتلال مزيد من الأراضي، ولكن تحصيل العلم أفضل من أي أرض، وأن إسرائيل لم تزد من مساحتها ولكن زادت من محاصيلها من خلال العلم، وتحدث بيريز عن مصر ومياه النيل قائلًا: «النيل نقصت مياهه 10% إلى الآن، بينما زاد عدد سكان مصر خمسة أضعاف، ولا يدرون ماذا يفعلون، وإثيوبيا تبني الآن سدًا لأنهم يريدون الحصول على بعض مياه النيل الأزرق، الذي تملكه إثيوبيا».
خلال لقاء الرئيس الإسرائيلي السابق، تحدث عن الوضع في مصر بعد عزل مرسي، وقال «إن الإخوان المسلمين فشلوا في مصر، لأنهم لم يقدموا حلًا، ولم يكن للجيش خيار آخر، وأن تلك كانت المرة الأولى التي تواجه فيها مصر خطر المساس بسلامة أراضيها في سيناء وفي أماكن أخرى، وهذا ما دفع الجيش للتدخل، وما دفع البعض ليدعم الجيش».
وتابع: «استعمال عبارات قديمة لوضع جديد من الخطأ، ولا أظن أن الجيش كما كان في الماضي، ولا أظن أن الإخوان المسلمين مازالوا كما كانوا في الماضي، والأمور تتغير، وإن أملي وأمنيتي هو أن تتجاوز مصر مخاطرها وصعوباتها».
وحول تجميد جزء من المساعدات الأمريكية لمصر، قال بيريز: «إنه كان من الأفضل ألا تفعل الولايات المتحدة هذا، فمصر تعيش وضعًا صعبًا جدًا، ولا يجب القيام بمثل تلك الأمور عندما نرى شعبًا يعيش وضعًا حرجًا».
في أحد التصريحات للرئيس الإسرائيلي السابق، أثنى بيريز على زعماء وقادة العرب الذين كان لهم دور في الدفاع عن حدود إسرائيل، فقد خص الرئيس مبارك بالشكر والثناء لحمايته سيناء، التي تشترك حدودها مع إسرائيل، كما شكر الملك عبدالله الثاني، العاهل الأردني، لحمايته الحد الشرقي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وشكرهم على حمايتهم للحدود معه، وقال بيريز تعليقًا على ذلك: «لم يعد الأمر كما كان، لن يكون هناك مبارك آخر، والآن الخطر يحدق بنا».
وتابع بيريز: «قلنا للمصريين لا تذهبوا للحرب، فالحرب مكلفة جدًا، ونحن نستطيع مساعدتكم في أن تصنعوا من النيل الواحد ثلاثة»، وقال إن إسرائيل تبدأ الآن تجربة جديدة، وهي (الغذاء مقابل السلام)، وإنه كما يمكن إعادة تدوير الغذاء، فإنه يمكن إعادة تدوير المياه، وإن إسرائيل تتميز في العلم كما تتميز في القتال.