رئيس عمليات "سام 6" يكشف أسرار العبور: 6 أكتوبر كانت "فسحة" بسبب حرب الاستنزاف.. وخيارتنا كانت محددة: النصر أو الشهادة

اللواء أركان حرب حسان أبو علي ومحرر اهل مصر محمد موسى

يحتفل المصريين بذكري نصر أكتوبر المجيدة وسط أجواء من الذكريات الحافلة بالتاريخ المشرف لقادة النصر. 

"أهل مصر" قررت أن تقتحم ذكريات اللواء أركان حرب حسان أبو علي، رئيس عمليات كتيبة صواريخ سام 6 دفاع جوي بالجيش الثالث أثناء حرب أكتوبر.

وخلال حوار خاص كشف "أبو علي" عن العديد من المفاجآت، مؤكدا أن القوات المسلحة المصرية قامت بمجهود جبار في حرب الإستنزاف لدرجة أن تولد عند قواتنا شعور بأن حرب أكتوبر كانت بمثابة الفسحة، كما أننا قد محينا آثار هزيمة 67 بعد اقتحام خط برليف، وأن فرحتنا بنصر أكتوبر طغى على حزننا على فقد شهدائنا بالحرب، والقوات المسلحة قادرة على القضاء على الإرهاب في سيناء خلال أيام.

وإلى نص الحوار:

* كيف كان شعور قوات الجيش المصري بعد اقتحام خط برليف وكيف كانت الأجواء وقتها؟

بعد اقتحام خط برليف شعرنا أننا أخذنا بالثأر ومحينا آثار هزيمة 67 كما أننا شعرنا بفرحة عارمة بعد رجوع سيناء إلينا مرة أخرى.

* هل استفاد الجيش المصري من حرب الاستنزاف في 6 أكتوبر؟

القوات المسلحة المصرية قامت بمجهود جبار في حرب الإستنزاف لدرجة أن تولد عند قواتنا شعور بأن حرب أكتوبر كانت بمثابة الفسحة، كما أننا قد محينا آثار هزيمة 67 بعد اقتحام خط برليف، وأن فرحتنا بنصر أكتوبر طغى على حزننا على فقد شهدائنا بالحرب، والقوات المسلحة قادرة على القضاء على الإرهاب في سيناء خلال أيام.

* ما هي أبرز المواقف التي لن تنساها في حرب أكتوبر؟

هناك بعض المواقف التي لن أنساها أبدا ودائما ما أتذكرها، أحدها أن كل أفراد جيشنا كانوا متشوقين لتحقيق النصر على العدو الصهيوني وفي يوم كنا على وشك أن نقوم بغلق الأجهزة والمعدات لإراحتها وأثناء ذلك وجدنا طائرة ناحية غرب القناة وهذا الهدف يثير الشك وقد كانت فوق قوات الجيش المصري كان هذا يظهر أمامي علي الشاشة فقمت بإرسال إليها رسالة تعارف ولكنها لم ترد على هذه الرسالة وقد كنت في حيره من كونها طائرة مصرية ولكن قواعد الإشتباك تقول بأنه إذا لم يتم الرد علي الإشارة نقوم بضربها فأخذت هذا القرار وضربت الطائرة وتحطمت وإذا باللواء صلاح دهب علية رحمة الله يقول لي: قائد الجيش يريد أن يشكرك حيث كان يريد شكر قائد الكتيبة التي قذفت الطائرة ولم أكن قائدا للكتيبة بل كنت رئيسًا للعمليات ولكني وقتها كنت جالس على الشاشة فهذا الموقف من المواقف المبهرة التي لن أنساها وعندما أتذكرها أحس بقيمتي.

ومن المواقف التي أتذكرها أيضا أنه كان معنا الجندي خريج كلية الحقوق واسمه محمود عبد الرحمن فكان عندما قذف الطيران الإسرائيلي مواقعنا بقنابل زمنية تنفجر بعد فترة من إسقاطها لنترك مواقعنا وكان هناك قنبلة موجودة على مدخل دشمة المدفع، وبذلك فلن نستطيع سحبه إلا بعد التأكد من أن القنبلة لن تنفجر إلا بعد فترة زمنية طويلة، وهو أمر صعب التحقق منه، لأنه من المحتمل أن تنفجر أثناء نقل المدفع.

أمرنا القائد بإخلاء الموقع وترك المدفع كأنه دُمر، وبينما نقوم بإخلاء الموقع فؤجئنا بهذا الجندي وهو يقول: "لقد أمنت القنبلة يا فندم" وكانت هذه القنبلة طولها يبلغ حوالي 4 أمتار، فتعجبت وقلت له كيف أمنتها؟ فقال: "لقد جلست عليها وأخذت بأسلاكها حتى أُغلقت" فقلت له هل أن مجنون كيف تفعل ذلك ألم تخف من الموت؟ فقال لي: "وماذا يحدث بعد موتي لقد كان من المحتمل أن تنفجر القنبلة في الطقم بالكامل وأنا أفدي الطقم بنفسي" فهذا الموقف أيضا من المواقف التي دائما ما أتذكرها ولن أنساها أبدًا.

* من هو أول من أستشهد من أصدقائك؟

أول من استشهد من أصدقائي كان في اليوم الثاني، حيث كان في هذا اليوم مقررا أن تعبر كتيبة 85، وحتى تعبر هذه الكتيبة يجب أن يتقدم رئيس العمليات يستطلع ويخطط الموقع وبالفعل تقدم رئيس العمليات واستشهد وكان صديقي وكان معي في نفس الغرفة أثناء وجودنا بالاتحاد السوفيتي وترتب علي ذلك أن كتيبته لم تعبر، وأخذت مكانه، وهذا طبعا لن أنساه مدي عمري وحياتي. 

* أيهما كان الإحساس الأكثر انتشارا؟ السعادة والفرح بهزيمة العدو؟ أم الأسى والحزن على موت رجال القوات المصرية؟

إن الشهداء هم أحياء عند ربهم يرزقون فلا بد من شطب كلمة الأسى والحزن على الشهيد من القاموس، وأقسم بالله وبدون أي مبالغة أنه بعد إعلان ساعة الصفر كنت في غاية السعادة حيث كان شعارنا في هذه الحرب إما النصر أو الشهاده ولن أرجع بيتنا محملا بالعار فلم يوجد أدني مانع من أن أموت أو يموت أي أحد من أصدقائي المهم هو الانتصار على العدو.

ولا ننكر أنه كان هناك عشرات الشهداء والجرحي حملناهم على أيدينا وكنا في حزن على فراقهم كما ندعو لهم دائما بالرحمة والمغفرة ولكن كانت الفرحة بالنصر واستعادة أراضينا يغفر لنا كل ذلك.

* كيف تري الأوضاع في سيناء حاليا؟ وهل يستطيع الجيش المصري القضاء على الإرهاب؟

دائما ما أقول لقوات الجيش المصري كان الله في العون، لأننا في حرب أكتوبر رغم صعوبتها إلا أن العدو كان أمامنا، ولكن حاليا فالعدو خفي. 

الجيش المصري جيش عظيم ولو أرادت القوات المسلحة أن تقضي على الإرهاب بسيناء في خلال أيام قليلة ستقضي علية تماما ولكن المشكلة تكمن في أن الإرهابي يهرب داخل المدينة وليس من المعقول أن ندمر المدينة حتى نعثر عليه ولكن لا بد من الصبر والتقاط الأنفاس.

وأنا واثق بأن هؤلاء الإرهابيين سيقضى عليهم كما أنني في غاية الغرابة من كلامهم عن إنشاء إمارة إسلامية بسيناء فهل جمهورية مصر العربية جمهورية كافرة وهل دولتنا ليست دولة إسلامية ودستورنا ينص على أن الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع!! 

كل أفعال الإرهابيين تستر بإسم الدين كما أن هؤلاء الإرهابيين معلوم جيدًا من يقوم بتمويلهم ومن أين أتوا بأسلحتهم وأموالهم؟ فهذه مؤامرة أجنبية حيث قاموا باستغلال هؤلاء الشباب المضللين وأدخلوا في أفكارهم الإمارة الإسلامية فهؤلاء الشباب شباب مرتزق.

كما أريد أن أقول للمسؤلين كلمة مهمة جدًا وهي أن الفكر لا يقاوم إلا بالفكر قبل الأمن ولا بد من توعية شبابنا حيث أن قوة مصر تكمن في الأيادي العاملة وشبابها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً