شبكة "تويتر" للبيع … من أبرز المرشحين لشراءها؟

تويتر
كتب : وكالات

شائعات انتشرت بشدة حول تويتر وإمكانية بيعها، ومع ضبابية الموقف الرسمي من الشبكة الاجتماعية، بنفي أو تأكيد هذه الأخبار إلا أن أخبار البيع أو الإستحواذ يزداد بقوة يوماً بعد يوم.

وبعيداً عن أسباب البيع أو الإستحواذ – إذا تحقق الأمر – تبدو مسألة شراء هذه الشبكة الإجتماعية مغرية جداً، خاصة للحيتان الكبيرة التي لا يوجد لديها مشكلة في السيولة المالية، وهنا سنتحدث عن أكبر الشركات التي من الممكن أن تدخل في هذا الأمر.

جوجل، سيطرة تامة في مجال البحث والخرائط والإعلانات، ومؤخراً بدأت الدخول في مجال تصنيع الهواتف الذكية، هذه من بين أمور عدة تسيطر عليها جوجل في العالم الرقمي بدون أي منافسة تُذكر.

ولكن في مجال الشبكات الإجتماعية فشلت الشركة فشلاً ذريعاً في وضع بصمة لها في هذا الميدان الكبير، بداية من شبكتها ” 2004 – 2014 Orkut ” في أول تجربة لها في مجال الشبكات الإجتماعية، ومع بعض الشعبية في دولة البرازيل والهند إلا أن الفشل والإغلاق كان من نصيبها، وحاولت الشركة مرة أخرى ببناء شبكة أسمتها ” Jaiku 2007-2012″ وهي عبارة عن منصة رسائل في الوقت الحقيقي، إستحوذت عليها جوجل وحاولت الدخول عبرها لميدان الشبكات الإجتماعية ولكن تم إغلاقها.

لم تيأس الشركة وأتت بشبكة أخرى أعطتها اسم “Buzz 2010 – 2012” محاولة الإستفادة من مستخدمي بريدها الجيميل لربطهم بهذه الشبكة، ولكن كسابقاتها لم تجد لها قاعدة مستخدمين بل تم مواجهتها بعدة دعاوي قضائية في مجال الخصوصية، وأخيراً قررت الشركة الدخول بكامل ثقلها لهذا الميدان بشبكتها “Google+ 2011”

ومع الحملات الإعلانية المكثفة لهذه الشبكة، استطاعت أن تجد لها حيزاً في مجال الشبكات الإجتماعية، ولكن مع مرور الزمن تلاشى حماس المستخدمين وأصبحت الشبكة غير جاذبة، خاصة وأنها لم تقدم الجديد بل كان هنالك بعض التعقيد في كيفية إستخدامها، وبجانب هذا كان المنافسين لديهم نسبة نمو خرافية في عدد المستخدمين النشطين، ولكل هذا لم تشفع هذه الشبكة في المنافسة وأصبحت في الآونة الأخيرة أشبه بساحة للنقاش منها للشبكة الإجتماعية التقليدية.

حسناً هل تستفيد جوجل إذا إستحوذت على شبكة تويتر؟! إذا عدنا للوراء قليلاً سنجد أن ربط جوجل بتويتر ليس وليد اللحظة، ففي كل مرة تنطلق شائعة بيع هذه المنصة تجد جوجل في طليعة المنافسين، وللإجابة على السؤال السابق يمكنني القول أن جوجل ستستفيد إستفادة مباشرة إذا إستحوذت على هذه المنصة.

“الخطأ الأكبر الذي وقعت به هو أنني لم أتوقع صعود ظاهرة الشبكات الاجتماعية، إنها ليست خطأنا ونحن ذاهبون للمنافسة مرة أخرى، في دفاعنا عن هذا الأمر هو إننا كُنا نعمل على أشياء أخرى كثيرة، ولكننا ينبغي أن يكون لنا تواجد في هذا المجال، وأنا أتحمل مسؤولية ذلك”

اريك شميت، رئيس غوغل (والرئيس التنفيذي خلال سنوات نمو الشبكات الإجتماعية)

ستحاول جوجل الوصول لأكثر من 310 مليون مستخدم لهذه الشبكة، منهم 136 مليون مستخدم يومي بنسبة 44%، وهذا في حد ذاته قد تكون عودة موفقة لعالم الشبكات الإجتماعية، كما أن مسألة تكامل خدمات جوجل مثل اليوتيوب ومحرر المستندات ومحرك البحث والتقويم وغيرها من الخدمات سوف تكون متاحة بشكل مباشر في واجهة مستخدم تويتر ويمكن الوصول إليها بأسرع وسيلة ممكنة.

كما أن جوجل ستفتح جبهة أخرى لإعلاناتها في هذه المنصة، وهذا وحده كفيل بأن تسعى الشركة بكل جهدها للإستحواذ على تويتر، وبالحديث عن تويتر يبدو أن الشركة قد فقدت الكثير من أرضيتها لصالح منافستها الأولى سناب شات “150 مليون مستخدم نشط لسناب شات مقابل 130 لتويتر” وتحتاج بالفعل لبعض التغييرات لتستمر وستجد الفرصة بصورة أكبر إذا إنضمت لجوجل المنافس الأكبر في صفقة الإستحواذ.

شركة أمريكية تردد إسمها بقوة في الدخول في صفقة الإستحواذ، وهي كانت المنافس المباشر لمايكروسوفت عند شراءها لشبكة لينكدان، مجال الشركة هي الحوسبة السحابية بشكل رئيسي، وتأتي معظم أرباحها من منتج إدارة علاقات العملاء CRM، التي تتفرع لخدمات أخرى منها مبيعات الحوسبة السحابيةSales clued ، خدمات الحوسبة السحابية Sales Service، بيانات الحوسبة السحابية Data clued، تسويق الحوسبة السحابية Marketing Clued، تحليل الحوسبة السحابية Analytics Cloud، تطبيقات الحوسبة السحابية App Clued.

وتم تقييم علامتها التجارية في العام 2016 بأكثر من 55 مليار دولار، وتستطيع الشركة الإستفادة من تويتر كأداة اتصال بالعملاء لتعزيز المبيعات والتسويق لمنتجاتها في الحوسبة السحابية والتي تعتبر السوق الرئيسية لها.

اللاعب الأكبر في مجال البرمجيات، صفقة إستحواذها على لينكدان كانت بصورة سريعة وخاطفة على طريقة لعبة الملاكمة، ونجد أن الشركة أيضاً تحاول الدخول في عالم شبكات التواصل الإجتماعي، خصوصاً أن لها بعض التجارب من خلال إطلاق شبكتها So.cl الخاص بمشاركة نتائج البحث مع الأصدقاء، ولم تحظى هذه الشبكة بالإنتشار.

وبعد هذا إتجهت للإستحواذ بشكل أكبر بدلاً من البناء والتطوير، وإستحوذت على شبكة Yammer الشبيه بشبكة تويتر ولكنها موجهة للأعمال، كما أنها حاولت أن تستحوذ على فيسبوك عند إنطلاقتها ولكنها لم تنجح في ذلك.

ويبدو مسألة إستحواذها على تويتر مغرية للحد البعيد في تسويق منتجاتها والإعلان عبرها، ولكن من الصعوبة أن تدير جميع هذه الشبكات بنفس الكفاءة بعد إستحواذها على لينكدان ولديها اسكايب أيضاً، ولكن إذا تفرغت وأعطت الإهتمام لهذه الشبكة فمن الممكن أن تغير الكثير من توجهات الشركة مستقبلاً.

شركة أمريكية تعتبر أكبر شبكة إتصالات لاسكية متنقلة في الولايات المتحدة، مجال عملها هو بث المحتوى التلفزيوني، لديها طموح واسع في التوسع بعد شرائها لشركة أمريكان أون لاين AOL والفوز بصفقة شراء ياهوو.

و كما هو معروف تويتر عبارة عن شركة إعلامية كبيرة جدا في حد ذاتها – والمصدر الأول للأخبار العاجلة – وكانت الشركة قد قامت مؤخراً بإنتاج فيديو البث المباشرLive Streaming ويمكن أن تتكامل طموحات الشركة في حالة شراء أو الإستحواذ على تويتر في دفعها بشكل مباشر نحو هذا الأمر.

كما أن تويتر يعتبر مصدر آخر للحصول على عائدات الإعلانات، مع كل هذه الشركات تحت مظلة واحدة بالإضافة إلى طموح التوسع، فمن الممكن أن تكون الشركة منافساً رئيسياً مع جوجل وفيسبوك في عالم الشبكات الإجتماعية.

لاعب أخر قد يدخل بقوة في عملية البيع أو الإستحواذ، وما يسهل الأمر – بحسب الأخبار – هو أن الرئيس التنفيذي لشركة تويتر جاك دورسي لديه منصب إداري في شركة ديزني، وبالتالي العلاقات الودية موجودة مسبقاً بينها وبين تويتر.

كما أن ديزني تمتلك عدة علامات إعلامية مثل ABC و ESPN وبالتالي مسألة إستحواذها لتويتر قد يخدمها بشكل مباشر في تسويق منتجاتها في المنازل، ولكن المشكلة قد تكون في العلامات الإعلامية الأخرى مثل CNN و FOX، التي قد لا تشعر بقدر كبير من الإرتياح في حالة إستحواذ ديزني على تويتر.

قد يكون من المستبعد أن تدخل هذه الشركة في عملية الشراء، ولكن مسألة إمتلاك أمازون لشبكة بهذا الحجم فكرة مثيرة جداً، للإستفادة منها في التسويق وفتح أسواق أخرى في الدول المختلفة، كما أن الرئيس التنفيذي جيف بيزوس يملك بالفعل صحيفة واشنطن بوست وبالتالي قد تكون طموحاته مبررة بشكل كافي للدخول لعالم الشبكات الإجتماعية.

خلاصة الأمر هو أن شبكة تويتر لديها أهمية بالغة في عالم الشبكات الإجتماعية، ولعبت دور بارز في تحريك الكثير من الأمور – الربيع العربي – مثلاً، ولديها لحظاتها الخاصة التي تفتخر بها مثل الانتخابات الأمريكية وبطولات كرة القدم العالمية – كأس العالم – كمثال، ولكن في النهاية لابد للشركة أن تنضم لشريك أقوى يملك المال والإمكانيات لدفعها نحو الأمام وتطويرها أكثر لتبقى في السوق منافسة لأخر لحظة مع باقي التطبيقات والخدمات التي بدأت بالإنتشار بشكل ملحوظ.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً