فى ظل الأوضاع المضطربة داخل سوريا، يعقد مجلس الأمن الدولى جلسة طارئة غداة تحذير مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، من أن الأحياء الشرقية لحلب ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام ما إذا استمرت الغارات الجوية الروسية والسورية.
وحذرت وزارة الدفاع الروسية، واشنطن من القيام بعمل عسكرى ضد الجيش السورى، فيما قالت واشنطن إنها تبحث خيارات غير دبلوماسية من أجل إنهاء الأزمة السورية.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، إن أي هجمات جوية وصاروخية أميركية على المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس السورى بشار الأسد “ستشكل تهديدا” على العسكريين الروس فى سوريا. وأضاف أن ذلك يعد تهديدا واضحا للقوات الروسية فى سوريا.
ولوّح كوناشينكوف -فى مؤتمر صحفى فى موسكو أمس- باستخدام منظومتى الدفاع الصاروخى “أس 400” و”أس 300” لصد أى هجمات أميركية تستهدف الجيش السورى.
وفى موسكو التقى، وفى إطار السعى لتمرير مشروع القرار الفرنسى حول سوريا فى مجلس الأمن، التقى وزير الخارجية الفرنسى جان مارك إيرولت نظيره الروسى سيرغى لافروف فى موسكو وقال له إنه “لا شىء يمكن أن يبرر حمم النار” التى تتساقط على حلب.
أما الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دى ميستورا فوجه نداءً مؤثرًا لإنقاذ الأحياء الشرقية التى تسيطر عليها فصائل المعارضة فى مدينة حلب، التى قال إنها قد تدمر بشكل كامل بنهاية العام، داعيًا المسلحين الجهاديين إلى مغادرة المدينة.
وصرح دى ميستورا لصحفيين فى جنيف: “خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد أقصى، إذا بقيت الأمور تسير على هذه الوتيرة فقد تدمر أحياء شرق حلب بالكامل”.
وتتعرض الأحياء الشرقية فى حلب منذ أكثر من أسبوعين لقصف عنيف من قوات الحكومة السورية بدعم روسى، استهدف كذلك المستشفيات.
وقال دى ميستورا إن وجود مقاتلى جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا قبل إعلان فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) فى المدينة يشكل مبررًا لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم عليها.
وأضاف: “نحن نتحدث أساسًا عن 900 شخص أصبحوا السبب الرئيسى لمهاجمة 275 ألف شخص حاليًا”.
ويفيد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن عدد المقاتلين المناهضين لنظام الأسد فى أحياء حلب الشرقية يبلغ نحو 15 ألف مقاتل بينهم 400 لجبهة فتح الشام (النصرة سابقًا).
وتابع دى ميستورا مخاطبًا مقاتلى النصرة: “إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم فإننى مستعد شخصيًا لمرافقتكم”.
من جهته أعلن الرئيس الأسد أن قواته ستواصل محاربة “المسلحين” فى حلب حتى يغادروا المدينة، إلا إذا وافقوا على الخروج بموجب اتفاق مصالحة، وفق مقابلة تلفزيونية مع قناة دنماركية نشرت نصها وكالة الأنباء السورية الرسمية أمس الخميس.
لكنه أشار فى الوقت ذاته إلى أنه “إذا كان هناك أى خيار آخر مثل المصالحات التى تمت فى مناطق أخرى فإن ذلك هو الخيار الأمثل وليس الحرب”.
كما نفى الأسد تعمّد قواته استهداف المستشفيات فى شرق حلب، مؤكدًا أنه إذا حصل مثل هذا الاستهداف فيكون حتمًا “من قبيل الخطأ لكن ليس لدينا أى معلومات بأن ذلك قد حدث”.
وكان المرصد السورى قد أفاد باشتباكات عنيفة على محاور عدة فى مدينة حلب، لافتًا إلى أن قوات النظام أحرزت تقدمًا على أطراف حى الصاخور حيث سيطرت على مبان عدة.
وترافق الهجوم مع غارات روسية كثيفة وأخرى سورية أوقعت 270 قتيلًا على الأقل بينهم 53 طفلًا، وفق حصيلة للمرصد. كما تسببت بدمار هائل فى الأبنية والمستشفيات، ما استدعى تنديدًا من حكومات ومنظمات دولية تحدثت عن “جريمة حرب” ترتكب فى حلب
فى موسكو التقى إيرولت لافروف وقال الأول: “إن فرنسا تستهجن لكنها لا تستسلم”، مضيفًا: “لقد التقيت سيرغى لافروف وكررت أمامه القول وأنا أنظر مباشرة فى عينيه، أن أحدًا لا يمكنه أن يتساهل مع هذا الوضع. إن فرنسا لا تستطيع التساهل مع ذلك، والأمر سيان بالنسبة إلى روسيا”.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسى إنه “مستعد للعمل” على مشروع قرار وقف إطلاق النار فى حلب الذى قدمته فرنسا فى مجلس الأمن.
إلا أن لافروف اشترط مع ذلك أن لا يتعارض مشروع القرار مع “المقاربات المبدئية الواردة فى الاتفاقات الروسية الأمريكية، وأن يأخذ بعين الاعتبار القرارات التى سبق وأن اتخذها مجلس الأمن والمجموعة الدولية لدعم سوريا”.
وكانت فرنسا أعلنت عزمها على طرح مشروع قرار لها يتعلق بسوريا على التصويت فى مجلس الأمن نهاية هذا الأسبوع، ويتضمن وقفًا لإطلاق النار.
وكرر وزير الدفاع الفرنسى جان-ايف لودريان، ”عزم” فرنسا على “استئصال” تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك خلال زيارة إلى حاملة الطائرات شارل ديغول التى تقوم بعمليات فى البحر المتوسط.