استطاع التيار الإسلامي السيطرة على ولاية ثانية لحكومة المغرب، وذلك بعد أن فاز حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي جرت الجمعة 7 أكتوبر 2016 في المغرب، وذلك بحسب النتائج النهائية المعلنة اليوم السبت، بحصوله على 125 مقعداً من أًصل 395.
وبحسب بيان لوزارة الداخلية المغربية، حصل حزب العدالة والتنمية على 98 مقعداً في الدوائر الانتخابية المحلية و27 مقعداً على اللائحة الانتخابية الوطنية، ليصل إلى 125 مقعداً، وتلاه خصمه الرئيسي حزب الأصالة والمعاصرة الذي فاز ب81 مقعداً محلياً و21 مقعداً وطنياً (102)، فيما جاء حزب الاستقلال في المرتبة الثالثة بحصوله على 46 مقعداً.
"العدالة والتنمية ليس في المغرب فقط"
حزب العدالة والتنمية الإسلامي، لا يوجد فقط في المغرب، هو أيضًا الحزب الحاكم في تركيا، يصنف نفسه بأنه يتبع مسار معتدل، غير معادٍ للغرب، يتبنى رأسمالية السوق يسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ورغم الاختلاف حول جذور الحزب، حيث يقول البعض أنه ذو جذور إسلامية وتوجه إسلامي علماني، لكنه ينفي أن يكون "حزباً إسلامياً".
يحرص الحزب على ألا يستخدم الشعارات الدينية في خطاباته السياسية، ويقول الحزب الذي ترأسه رجب طيب أردوغان سابقًا، تولى أحمد داود أوغلو رئاسته بعد أردوغان والآن يرأسه بن علي يلدرم منذ 22 مايو 2016، ووصل الحزب إلى الحكم في تركيا عام 2002 إنه حزب محافظ ويصنفه البعض على إنه يمثل تيار "الإسلام المعتدل.
ويتبع أيدولوجية الحزب الحاكم في تركيا، عدد من الأحزاب والحركات في الدول العربية، منها حركة النهضة في تونس، والتي فشلت في الحفاظ على تشكيل حكومتها في تونس، بعد أن صعدت للحكم عقب ثورة تونس، كما كان يمثلها حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين في مصر، والتي فشلت كذلك في الحفاظ على بقائه على رأس السلطة المصرية بعد الانتخابات التي فاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسي.
"هل يعود الإسلاميون للحكم مرة أخرى في مصر وتونس ؟"
الباحث في الشؤون الإسلامية سامح عيد، قال إن الحزب تراجع 20% ناتج بالوائم النسبية أقل من الربع أي أنه حاز على 25 % من المصوتين في المغرب، وهو ما يعني أنه تراجع عن 2011، وكان أكثر ذكاءًا من حزب النهضة التونسي أنه أعلن أنه ليس له علاقة بتنظيم الإخوان في مصر، كما أنه اتخذ بعض الإجراءات الاقتصادية والإصلاحية.
وأكد "عيد" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن صعود التيار في المغرب لا يعطي انطباع بعودة التيار الإسلامي أو الإخوان مرة أخرى سواء في تونس أو مصر للمشهد السياسي، لأن الشعوب لا تصوت للايدلوجيات لكنها تربط التصويت بمصالحهم المباشرة، بعيدًا عن التوجه أو الأيدولوجية.