ولماذا يحصل الوزراء على "بدل الصحفيين" ؟

  قد يكون هذا الطرح شائكا أو ساذجا أو كاشفا لمكنون كثيرين ممن يتحدثون عن الفقراء ويتاجرون ويتكسبون من آلامهم وأوجاعهم، ويصطنعون البطولة على أجسادهم، على الهواء مباشرة، كل مساء، ولكنه يبقى من وجهة نظرى - أنا المُوقّع أعلاه- طرحا مقبولا ومُستساغا ومُهما، والفكرة، باختصار ودون تجريح فى أحد هى: لماذا لا يتنازل الوزراء ومليونيرات الإعلاميين عن بدل نقابة الصحفيين الذى وصل إلى "1380 جنيها" لزملائهم فى مشروع العلاج بالنقابة والذى يواجه أزمات متلاحقة، أو لصندوق "تحيا مصر"، أو لأى من وجوه الخير، أو يتركوه لوزارة المالية تتصرف فيه كيف تشاء؟ وقبل أن تقاطعنى، عزيزى القارئ، وتفغر فاك مُندهشا ومُستغربا، أؤكد لك.. نعم .. هناك وزراء حاليون وسابقون ونواب وقيادات حزبية كبيرة، وإعلاميون من ذوى العقود المليونية، بارك الله للجميع، يصرون على الحصول على هذا البدل، بزعم أنه حق أصيل لهم، ويرفضون التنازل عنه، ولا تغيب عن ذاكرتى واقعة مزاحمة أحد النواب الحاليين، والذى لم يسلم مصرى شريف من لسانه، لصغار الصحفيين، قبل سنوات قليلة، أمام خزينة النقابة، عندما كان كان يتم صرف البدل منها، قبل ميكنته لاحقا، والقائمة تضم كثيرين، مثل الوزير حلمى النمنم، والوزير السابق ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامى والسياسى الكبير أسامة هيكل، الذى يحصل من المدينة فقط على ما يزيد على 150 ألف جنيه شهريا، وهناك 20 نائبا آخرين بالمجلس، من بينهم: عبد الرحيم على، فضلا عن رؤساء تحرير ومُعدّى برامج الـ"توك شو"، ومقدميها مثل: عمرو أديب، وعماد أديب، ولميس الحديدى، ووائل الإبراشى، وأحمد موسى، وخالد صلاح، وجابر القرموطى، ومجدى الجلاد، وخيرى رمضان ، وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم، والأسماء الأخيرة، تحصل، بحسب تقارير متواترة، على أرقام مليونية، بارك الله للجميع، وإذا أحصينا تلك الفئة وأضفنا إليها الزملاء المسافرين إلى الخارج، حيث يتحايل بعضهم، على صرف البدل، بطرق شتى، ومديرى المكاتب العربية، والنقيب نفسه أحدُهم، فإن عددهم لن يقل بأى حال من الأحوال عن ألف صحفى، من إجمالى 11 ألف صحفى مسجل بجداول النقابة، ما يعنى أن إجمالى البدل الذى يحصلون عليه من الحكومة يتجاوز 1.3 مليون جنيه شهريا، وهو الرقم الذى ينعش مشروع العلاج الفاشل والعاجز بالنقابة، فى ظل وجود صحفيين مُعدمين وبلا دخل، كما يصنع فارقا إذا تم توجيهه للمشروعات الخيرية، لا سيما أن أحد النواب قطع بأن جنيها واحدا يكفى لشراء وجبة الإفطار، كما أفتى وزير مخلوع بأن جنيهين فقط يكفيان المصرى فى اليوم الواحد!

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً