ربما يكون أول شيء يفكر فيه الشباب بعد تخرجه من الجامعة هو السفر للعمل في الخارج، واضعًا أمامه كافة الايجابيات التي تُمنح له هناك، دون النظر إلي العيوب التي من الممكن أن تواجه مشواره، ليغفل هؤلاء عن المثل المصري الشهير "مافيش حلاوة من غير نار".
وقائع الاعتداء على المصريين يوميًا كانت أكبر ردٍ يمكن أن يقال لهؤلاء، وترصد "أهل مصر" خلال السطور القادمة وقائع الاعتداء المتكررة على أولاد "أم الدنيا" بالخارج لينطق عليها مقولة "دم المصري رخيص بالخارج".
طرق الباب
شهدت الـ 48 ساعة الماضية وقوع العديد من حالات الاعتداء على المصريين بالخارج، ولعل أبرزها حين تقدم مصري يدعى "أ.ع"٤٠ عامًا، يعمل بمطعم أسماك في الكويت، ببلاغ إلى قسم شرطة العدان مستندًا إلى بتقرير طبي، يفيد تعرضه للسحل على يد مواطن كويتي.
وبحسب أقواله في القضية رقم 2282016، فإنه كلف من المطعم بتوصيل طلب إلى أحد المنازل في منطقة القصور ق6، وعند وصوله وطرقه الباب فوجئ بشخص كويتي ذي بنيان ضخم يخرج ويسأله عن أسباب طرق الباب، وقبل أن يجيبه المواطن المصري انهال عليه بالضرب المبرح.
سقوط شاب في الشارع
الواقعة السابقة لم تكن الأولى من نوعها بعد مضى ساعات قليلة، لقت شاب مصري، 26 عامًا، مصرعه، عقب سقوطه في الشارع جثة هامدة، في واقعة غامضة التفاصيل والمعالم.
وأوضح مصدر أمني لصحيفة الأنباء الكويتية، أن عمليات الداخلية أبلغت بسقوط شاب مصري في الشارع، وانتقلت سيارة إسعاف إلى مكان الشاب، وتم نقل الجثة إلى الطب الشرعي، لمعرفة سبب الوفاة.
بودي جارد
وفي مساء أول أمس، أذاعت وسائل الإعلام من جديد واقعة ضرب حارس أمن مصري يُدعى مصطفى درويش، يعمل الأردن، على يد بعض الـ"بادي جارد"، عقب استدراجه إلى إحدى المناطق الخالية، ثم ألقوه بأحد الطرق الصحراوية مغشيًا عليه، ظنًا منهم أنه فارق الحياة، حتى عثر عليه أحد بدو المنطقة ثم أبلغ الشرطة، التى قامت على التو بنقله للمستشفى غائبًا عن الوعي.
إطلاق نار
واستمرار لمسلسل "ملناش ثمن في الخارج"، تعرض المواطن عبد الرحيم سيد عبد العال، 57 عامًا، إلى إطلاق نار، على أيدي شباب السعودي، بمنطقة سحمان شمال المدينة المنورة عام 2012، وتم نقله لمستشفى الأنصار بالمدينة بمعرفة الهلال الأحمر السعودي دون أن يعاقب الجناني وكأن شيئًا لم يكن.
إهدار حقوق العمالة
تعليقًا على ذلك، قال الدكتور إبراهيم العناني، أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس، إن هناك اتفاقية تم توقيعها بالأمم المتحدة عام 1992 والتي تنص على الحفاظ على كرامة المصريين، وقد وقعت عليها 52 دولة أغلبها من الدول المصدرة.
وأضاف "العناني" في تصريحات صحفية، أن هذه الاتفاقات لم تلزم الدول بتقديم قيامها بتوفير الحماية للعمالة.
وتابع أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس، حدث لقاء منذ فترة طويلة للحديث عن حقوق المهاجرين، واتفق المجتمعون على اعتبار الهجرة وسيلة للتكامل الاقتصادي بين الدول، التي توجد بها موارد وتفتقر إلى الأيدي العاملة، ولكن لم يتم تفعيل هذه النتائج ما أهدر حقوق العمالة.