أثار البيان الذى أصدره حزب النور، حول الأوضاع السورية، والذى طالب فيه بدعم المقاومة والمعارضة السورية بالسلاح، من أجل مواجهة روسيا، غضب أعضاء مجلس النواب، مؤكدين أن التسليح لأى فصيل مرفوض، ويثير الفتن فى سوريا والمنطقة العربية، موضحين أن حل القضية السورية يكون بالحلول السياسية وليس بإعلان تسليح فصائل.
وأكد سياسيون، أن "النور" يسير فى إتجاه معاكس لسياسة الدولة المصرية وقراراتها، لافتين أن تفعيل اقتراح الحزب السلفى يضع مصر في مأزق قد يتحول إلى عداء مع الدول الداعمة للنظام السورى مثل روسيا وايران والصين،لاسيما وأن هناك علاقات قوية بين مصر وهذه البلدان.
وأصدر حزب النور، بيانًا للتعليق حول اجتماع مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا، مؤكدا أن الاجتماع لم يحمل أى قرارات تخفف عن الشعب السورى، وأن ما فعله مجلس الأمن عصف بأحلام الشعب السورى وحقهم الطبيعى فى الحياة.
وقال حزب "النور" ، فى بيانه "في الوقت الذي شخصت فيه أبصار الشعب السوري إلي اجتماع مجلس الأمن وفي نفس الوقت الذي تتم فيه حملات ممنهجة ضد المدنيين من إخواننا من الشعب السوري خصوصًا في حلب، لربما يحمل لهم قرارًا قد يخفف عنهم ما يعانونه من ويلات الحرب والقصف الوحشي من القوات الموالية للنظام السوري مدعومةً بغطاءٍ جوي روس"ي.
وأضاف بيان حزب النور: أنه في ظل هذه الأوضاع الصعبة، إذ بالجلسة الأخيرة لمجلس الأمن تعصف بتلك الأحلام البسيطة للشعب السوري وحقهم الطبيعي في الحياة نتيجة فشل المجلس في تحمل مسئولياته تجاه هذا الشعب المنكوب نتيجة إساءة استخدام بعض الدول الدائمة العضوية بالمجلس لحق النقض ضد قرارات من شأنها تهدئة الأوضاع في سوريا، وليس كما تمنى إنهاء الأزمة والمعاناة للشعب السوري؛ و هو ما يعنى التلاعب بمصيره من أجل تحقيق أهداف تلك الدول في نزاعاتها الاقليمية والعالمية.
وشدد بيان "النور" أنه حري بمجلس الأمن وأعضائه من الدول دائمة العضوية والأحرى غير دائمة العضوية،عدم العبث بمصير هذا الشعب من خلال مواقف و نزاعات إقليمية ودولية لا يتحمل فاتورتها سوى الشعب السوري واستمرار نزيفه للدماء منذ سنوات وأن يتحمل مسئولياته أمام العالم وأمام الشعب السوري من خلال وقف فوري وكامل للقتال وحظر الطيران خصوصا في المناطق التي تعاني من القصف المستمر والحصار وبالأخص حلب ،دعم المقاومة المعتدلة بالأسلحة التي تمكنها من مواجهة الاعتداءات الجوية لمواجهة العدوان الروسي الإيراني العلوي السافر.
وتابع بيان حزب النور، محملاً المجتمع الدولي كافة ومجلس الأمن خاصة مسئولية ما يجري علي الأرض في سوريا من جرائم حرب ومجازر يقع الشعب السوري ضحية لها وهو الأمر الذي يتطلب التوقف الفوري عن المتاجرة بحقوق هذا الشعب في صراعات ليس له ناقة ولا جمل فيها سوى رغبته في الحصول علي الحد الأدنى من حقوقه المشروعة.
بدورها استنكرت الدكتورة آمنه نصير ، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ما تناوله بيان حزب النور بشأن تسليح الدولة المصرية للمعارض السورية،مؤكدة أن بيان وأفكار الحزب السلفىى متناقضة مع سياسة الدولة المصرية.
وحذرت نصير، حزب النور من التمادى فى هذه الأفكار المعاكسة لمصالح الدولة المصرية والتى من الممكن أن تؤدى إلى توتر العلاقات المصرية مع عدد كبير من الدول، موضحة أن تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسى فى الأمم المتحدة كان هو الأقرب لصالح الشعب السورى، والذى تحدث عن وقف إطلاق النيران فى سوريا.
وتسائلت نصير، عن ماهية دعم وتسليح المعارضة السورية فى وجه العدوان الروسى، قائلة "من هى المعارضة السورية، هل هى "داعش"، ياعنى الجيش المصرى اللى بيحارب الإرهاب يروح يدعمه فى سوريا"، مؤكدة أن الحزب السلفى جانبه التوفيق فى بيانه الأخير حول الأزمة السورية، حيث أظهر دعمه للجماعات المسلحة وهو الفكر المعادى لفكر الدول النظامية مثل مصر.
وقال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن حزب النور وما يسمى بالدعوة السلفية يملك أفكار معادية ومغايرة لعقيدة الدولة المصرية بدعم الحركات المسلحة فى الدول الشقيقة مثل سوريا بدلا من الدعوة لوقف نزيف دماء أطفال سوريا، مستنكرا مطالب الحزب السلفى بتسليح الدولة المصرية لما أسماه الحزب بالمعارضة السورية.
وأضاف الهلباوى، أنه لا أحد يعلم ماهية المعارضة السورية وأهدافها وتمويلاتها وبماذا تورطت من أعمال ارهابية هى الأخرى داخل سوريا، متسائلًا: هل يجب أن تدعم مصر تنظيم القاعدة؟ أم "داعش".