في مشهد ضبابي وتوتر مصري شغلت الجماعات الإرهابية حيزا كبيرا في فترة التسعينيات من القرن الماضي فما بين الاغتيالات والدماء يزداد الضحايا ما بين عرب وسياح ومصريين وفي تلك الأجواء المظلمة وقع حادث اغتيال قوي أطاح فيه الإرهاب برئيس مجلس النواب الدكتور رفعت المحجوب.
كان رئيس مجلس النواب ذا خبرة وعلم كافي له أن يؤهله رجلا كبيرا من رجال الدولة ومن طراز فريد، فتولي العديد من المناصب الهامة في الدولة حتي وصل الي رئيس مجلس النواب في عام 1984.
ففي مشهد مهيب ومتسارع وفي واقعة اغتيال تعد فريدة وقعت بشكل متسارع، جاءت البداية من قيام مجموعة من الملثمين أعلى كوبري قصر النيل مستقلين دراجات بخارية.
وفي لحظة قاطعة وأثناء مرور موكب "محجوب" قاموا بإطلاق وابل من النار أسفر عن استقرار 8 طلقات في جسده ليسقط شهيدا وعقب ذلك الحادث الخطير القي القبض علي عدد كبير من أعضاء الجماعة الإسلامية، ولكن المحاكمة حملت العديد من المفاجآت حيث تم تبرئة كافة المتهمين إلا واحدا منهم فقط ووصفت المحاكمة بـ"محاكمة القرن".
استطاع "المحجوب" ان يحصد عدد كبير من الاوسمة والجوائز الرفيعة ففي عام 1963 حصل علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من قبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1975، من الرئيس أنور السادات، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1980.
ويعد المحجوب من مواليد دمياط، حصل علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة 1948، والدراسات العليا في القانون العام من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس بفرنسا عام 1950، ودكتوراه الدولة في الاقتصاد من جامعة باريس العام 1953، ثم عاد إلى إلى مصر وتدرج في عدة وظائف في جامعة القاهرة، ومنها عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية العام 1971.