شهدت الأنشطة الطلابية منذ ظهورها في أواخر الستينات، تطورا كبيرا وتغيرات متتالية، ومع اشتداد الحروب الاقتصادية والسياسية ضد مصر، بدأت الأنشطة الطلابية بتشكيلاتها من اتحادات طلابية التوحد تحد لواء الوطن والمناداة بتحريره وضرورة الوقوف خلفه حتى تحقق انتصار 37 فى حرب أكتوبر العظيمة، ومنذ ذلك اليوم حازت الاتحادات الطلابية على انتباه الجميع، منه المؤيد ومنه المعارض، حيث كان جوهرها الأساسي هو الانشغال بالحياة السياسية وتشكيل أحزاب طلابية داخل الجامعات للتعبير عن رأيها بحرية وصمود.
إلا أن بريقها وسيطها العالي لم يصمد ولم يستمر كثيرا أمام التقلبات السياسية في مصر، حيث انخفض بريقها في أغلب فترات حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وعادت بقوة فى أواخر حكمه، واشتد بريقها في فترة حكم المعزول مرسي، وحتى ظهرت بشكل مختلف في العهد الحالي للرئيس عبدالفتاح السيسي.
ومنذ بداية العام الدراسي الحالي أعلنت جامعات مصر جميعها تعطيل جميع الأنشطة الطلابية داخل الحرم الجامعي وحظر أي نشاط سياسي بداخله، بعد أن تحول إلى ساحة للاشتباكات بين قوات الشرطة والطلاب المتظاهرين للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
ومنذ تلك الفترة، لم تعرف الأنشطة الطلابية طريقًا لها داخل حرم جامعة الأزهر، وراقبت إدارة الجامعة ذلك، خشية من طلاب الإخوان، الذين يسعون بين الحين والآخر لاستقطاب الباقين من زملائهم، غير المنتمين لجماعات أو أحزاب أخري.
القرار في حد ذاته، اتخذ خصيصا في هذه الفترة، لتحجيم طلاب جماعة الإخوان داخل جامعة الأزهر، المعروف عنهم النشاط الدؤوب لكسب تأييد الكثير من زملائهم، من خلال أسرة جيل "النصر المنشود"، والتي تعد من أشهر الأسر الطلابية بالجامعات.
من جانبها لم تكتف الجامعات بذلك، بل قررت أيضا وقف انتخابات الاتحاد الطلابية. وعلي الرغم من أن الهدوء عاد مرة أخري إلى حرم الجامعة والمدينة الجامعية بالقاهرة، بدءًا من العام الماضي، لكن الأنشطة لا تزال مُعطلة حتى الآن.
وقال ماجد نجم نائب رئيس جامعة حلوان أرحب بالممارسة السياسية داخل الجامعة لكن مع توجيهها السليم الذى يكون له مردود ليس على الجامعة فقط. إنما على المجتمع المحيط وبذلك نستطيع أن نصقل خبرات ومهارات هؤلاء الطلاب خلال سنوات الدراسة سياسيا بمنهجية صحيحة تعود بالنفع عليهم وبالتالى على المجتمع.
في الوقت نفسه، قررت جامعة الأزهر، تواجد الشرطة داخل الحرم الجامعي، ووصفت ذلك بأنها محاولة لتأمين أعضاء هيئة التدريس والعاملين، ضد أي تظاهرات أو أعمال شغب تحدث من قبل الطلاب، وتؤثر علي سير العملية التعليمية.
قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن الأنشطة الطلابية معطلة داخل الحرم الجامعي بتعليمات من جهات عليا، حفاظا علي سير العملية التعليمية.
وأضاف نصار في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن تعطيل الأنشطة الطلابية داخل الجامعة، يأتي حرصا على مصلحة الطلاب، حتي لا تحدث بينهم أي مناوشات قد تتطور إلى اشتباكات، خاصة وأن بها الكثير من الانتماءات السياسية المختلفة، إلا أن الأنشطة الطلابية الثقافية والفنية لازالت موجودة والجامعة تدعمها بشكل دائم.
وطالب نصار، كافة الكليات بضرورة إعداد خطط فاعلة للأنشطة الطلابية تساعد الطلاب على تنمية مهاراتهم العملية والحياتية والقيادية، وإعلان تلك الأنشطة على مواقع الكليات مع تفعيل برنامج الموسم الثقافى لكل كلية، إلى جانب الموسم الثقافي والفني الذي تنظمه الجامعة لطلابها، مؤكدًا ضرورة توفير كافة عناصر الجودة التي تتطلبها العملية التعليمية في الكليات من وسائل تعليم ومراجع، وانتظام العملية التعليمية من اليوم الأول للدراسة بالجامعة.
ومن جانبه قال أحد منظمي النشاط الطلابي " نموذج محاكاة البرصة الدولية" أنه لا خلاف على ممارسة الحياة السياسية داخل الجامعة ولكن بعيدا عن الممارسة الحزبية، موضحا أن التثقيف السياسي يعنى إطلاع الطالب وتوعيته بكافة قضايا مجتمعه مشيرا إلى أن التثقيف لا يأتى إلا بدعوة ممن هم فى مجال العمل السياسى والرموز المصرية فى كافة المجالات المختلفة.
وتابعت نورهان مراد، أن الطلاب محرومين من ممارسة العمل السياسي داخل الجامعة، مؤكده أن الخبراء أشاروا إلى أحقية الطلاب ممارسة العمل السياسى ولكن بشروط.
واختلف معهم ف الرأى محمود أمين، أحد منظمي نموذج "تري"، حيث يرى أن الطلاب لا يجب انشغالهم بالأمور السياسية أو على الأقل عدم تحويل سااحات الكلية للمظاهرات وغيرها.
وقالت هبة إحدى الطالبات، إن، أنها مع منع الأنشطة الطلابية أو العمل السياسى داخل الجامعة، حرصا علي العلاقة بين الطلاب، وألا يتحول الحرم الجامعي إلي ساحة للاختلاف في وجهات النظر، ومن ثم وقوع أي اشتباكات.
هكذا استمر الجدال حلو الأنشطة الطلابية ودورها منهم من يرى أحقيتها في العمل السياسي، بينما رفض البعض ممارسة العنف بكل صورة، ومهما كانت الأسباب وطالبوا بتثقيف الطلبة سياسيا حتى يستطيعوا ممارسة العمل السياسى بشكل صحيح.. ولن يأتى ذلك إلا بمشاركة رموز العمل السياسى للطلاب من خلال المناقشات المتبادلة لتصحيح الأفكار والمفاهيم المغلوطة فى البداية.