شهد الأسبوع
الماضي نشاط للرئيس عبد الفتاح السيسي ، فقد شارك في الاحتفال بمرور ١٥٠ عاما على بدء
الحياة النيابية في مصر، كما شارك في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني السوداني،
وشارك في القمة الرابعة للآلية الثلاثية للتعاون بين مصر واليونان وقبرص، واستقبل وفدا
من الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي، وسكرتير عام الاتحاد البرلماني الدولي،
ورئيس مجلس النواب العراقي، وكرم الأبطال الرياضيين الذين حصلوا على ميداليات بدورات
الألعاب الأوليمبية والبارالمبية والعسكرية، كما شارك في الدورة التثقيفية للقوات المسلحة.
واستهل الرئيس السيسي
نشاطه الأسبوعي بالمشاركة في الاحتفال الذي أقيم بمدينة شرم الشيخ بمناسبة مرور
150 عاما على بدء الحياة النيابية في مصر، وذلك بحضور أعضاء مجلس النواب المصري، ورؤساء
وأعضاء البرلمانين العربي والأفريقي، وسكرتير عام الاتحاد البرلماني الدولي، بالإضافة
إلى عدد من رؤساء البرلمانات العربية وكبار الشخصيات البرلمانية على مستوى العالم.
وألقى الرئيس السيسي
كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها أن مصر سطرت في العام الماضي مرحلة جديدة هامة في حياتها
النيابية بانتخاب البرلمان الأوسع تمثيلا في تاريخها سواء من حيث العدد أو تمثيل مختلف
فئات الشعب وأطيافه، ويأتي ذلك كله بهدف ضمان مشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع المصري
في عملية صنع القرار تحقيقا لتطلعاتهم نحو ترسيخ مرحلة جديدة في الحياة السياسية المصرية،
وأعرب عن ثقته الكاملة في أن أعضاء المجلس قادرون على اتخاذ القرارات الصعبة التي تحافظ
على أمن البلاد وتحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة والاستمرار في إعلاء المصالح العليا
للوطن.
وعلى هامش الاحتفال
بمرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية في مصر، استقبل الرئيس السيسي مارتن تشونجونج
سكرتير عام الاتحاد البرلماني الدولي، وسليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، حيث
أكد الرئيس موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه.
واستقبل الرئيس السيسي
وفدا من الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث أشاد الرئيس بتعدد زيارات وفود
الكونجرس الأمريكي إلى مصر خلال الفترة الأخيرة وما تعكسه من عمق العلاقات بين البلدين،
كما أكد حرص مصر على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والدفع قدما
بالتعاون الثنائي بما يحقق مصالحهما المشتركة، لاسيما في ضوء التحديات التي تشهدها
المنطقة في الوقت الراهن.
واستعرض الرئيس التطورات
على الساحة الداخلية والجهود الجارية لمواصلة عملية التنمية الاقتصادية، فضلا عن جهود
تدعيم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، منوها إلى حرص مصر على تصويب الخطاب الديني
وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة أخذا في الاعتبار استغلال التنظيمات الإرهابية
والمتطرفة للدين كوسيلة لتحقيق أهدافها، مؤكدا التزام الحكومة المصرية بقيم الديمقراطية،
وإعلائها لسيادة القانون ودولة المؤسسات.
وتوجه الرئيس السيسي
إلى السودان للمشاركة في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني السوداني، حيث عقد فور
وصوله إلى الخرطوم اجتماعا مع الرئيس عمر البشير، تم خلاله التأكيد على عمق العلاقات
التي تربط بين البلدين، وأهمية متابعة نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي
عقدت على المستوى الرئاسي لأول مرة في القاهرة الأسبوع الماضي، من أجل الوصول بعلاقات
التعاون المشترك إلى الآفاق التي تلبي طموحات الشعبين وتحقق المصلحة المشتركة للبلدين
وفقا لوثيقة الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها في ختام أعمال اللجنة المشتركة.
وتمت أيضا مناقشة
نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوداني، حيث أكد الرئيس السيسي دعم مصر ومساندتها لكافة
الجهود التي يقوم بها الرئيس عمر البشير لتعزيز وحدة الصف وتحقيق السلام والاستقرار
في كافة أنحاء السودان.
وقد انضم إلى الاجتماع
في وقت لاحق الرئيس التشادي إدريس ديبي والرئيس الأوغندي يورى موسيفيني، حيث تمت مناقشة
آخر التطورات على الساحة الأفريقية وسبل دعم جهود إحلال السلام والاستقرار في ربوع
القارة، كما تم تناول عدد من القضايا والتحديات التي تواجه الدول الأفريقية، حيث تم
الاتفاق على زيادة التنسيق والتشاور خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز الجهود الأفريقية
الرامية للتصدي للتحديات المختلفة ومواصلة عملية التنمية.
وعقدت بقصر الاتحادية
القمة الرابعة للآلية الثلاثية للتعاون بين مصر واليونان وقبرص، وذلك بمشاركة الرئيس
السيسي، والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس،
حيث أشاد السيسي بالحفاظ على دورية انعقاد آلية التعاون الثلاثي على مستوى القمة باعتباره
دليلا واضحا على عزم الدول الثلاث على تعزيز التعاون فيما بينها وتنويعه والارتقاء
به، كما ثمن الرئيس ما يحرزه التعاون القائم في إطار الآلية الثلاثية من تقدم في عدد
من المجالات، باعتباره نموذجا إقليميا لعلاقات التعاون وحسن الجوار، مشيرا إلى متابعته
شخصيا للخطوات التنفيذية التي تتم لإطلاق المشروعات المشتركة التي سبق الاتفاق عليها
خلال القمة السابقة، والتي تشمل مشروعا لزراعة الزيتون في سيناء، بالإضافة إلى مشروع
للاستزراع السمكي.
كما أعرب الرئيس
عن تطلع مصر لفتح مجالات جديدة للتعاون ضمن آلية التعاون الثلاثي، مشيرا إلى الإمكانات
المتوفرة لتفعيل التعاون في مجالي السياحة والنقل البحري والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات.
وشهدت القمة التباحث
أيضا حول عدد من القضايا، ولاسيما التعاون من أجل مكافحة خطر الإرهاب والتطرف المتزايد
نتيجة الأزمات القائمة بالمنطقة، والتي تتطلب تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل لتسويات
لها، بالإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتداعياتها.
كما أقر قادة الدول
الثلاث "إعلان القاهرة" الصادر عن القمة، والذي أكدوا فيه عزمهم مواصلة تعزيز
أطر التعاون الثلاثي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية،
والبناء على ما يجمع بين مصر واليونان وقبرص من قيم مشتركة من أجل إرساء دعائم الأمن
والاستقرار والسلام ودفع عملية التنمية في منطقة شرق المتوسط.
وكان الرئيس السيسي
قد عقد جلسة مباحثات مع الرئيس القبرصي وذلك قبل بدء أعمال الدورة الرابعة للقمة الثلاثية
بين مصر وقبرص واليونان، تم خلالها بحث مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية
والاستثمارية بين البلدين ومتابعة تنفيذ المشروعات المشتركة، كما عقد الرئيس جلسة مباحثات
ثنائية مع رئيس الوزراء اليوناني لبحث تطوير الشراكة الاقتصادية بين الدولتين في ضوء
تزايد فرص التعاون في العديد من المجالات.
واستقبل الرئيس السيسي
يوهانس هان المفوض الأوروبي لسياسة الجوار وتوسيع الاتحاد الأوروبي، وأكد الرئيس على
ما توليه مصر من اهتمام خاص لعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي في ضوء أواصر التعاون الممتدة
التي تجمع بينهما في إطار اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، فضلا عن كون الاتحاد
الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر وأحد الشركاء الأساسيين في عملية التنمية.
وأكد الرئيس أهمية
تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي بما يمكنهما من مواجهة التحديات
المشتركة الناتجة عن الأزمات القائمة بالمنطقة، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب، فضلا
عن تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين وتداعيتها على أمن منطقتي الشرق
الأوسط وأوروبا، والتي تتطلب جهدا دوليا عاجلا لاحتوائها من خلال منظور شامل يجمع بين
البعدين التنموي والأمني على حد سواء، فضلا عن التوصل لتسويات سياسية للنزاعات القائمة.
واستقبل الرئيس السيسي
الأبطال الرياضيين الذين حصلوا على ميداليات بدورات الألعاب الأوليمبية والبارالمبية
والعسكرية، حيث قام الرئيس بمنح أوسمة للأبطال الرياضيين والأجهزة الفنية الرياضية
التي ساهمت بفاعلية في الحصول على هذه الميداليات.
وعقد الرئيس لقاء
مع الأبطال الرياضيين والأجهزة الفنية، حيث أشاد بما حققوه من إنجازات ساهمت في رفع
اسم مصر عاليا في المحافل الرياضية العالمية، مؤكدا أنهم كانوا على قدر عال من المسئولية
الوطنية، ونالوا احترام وتقدير الشعب المصري بأكمله، مشيرا إلى أن الأبطال الرياضيين
أدخلوا السعادة إلى قلوب المصريين بفوزهم وحصولهم على ميداليات في تلك البطولات، معربا
عن شكره وتقديره لبقية اللاعبين الذين لم يحالفهم التوفيق في الحصول على ميداليات،
كما أعرب الرئيس عن تطلعه لبذل الجميع مزيدٍ من الجهد لتحقيق إنجازات رياضية تساهم
في حصول مصر على المكانة التي تستحقها إقليميا ودوليا.
وحرص الرئيس على
الإشادة بشكل خاص بالإنجازات التي حققها أبطال مصر في الدورة البارالمبية، حيث أكد
أنهم أثبتوا بتحديهم وعزيمتهم الصلبة أن الإعاقة الجسدية لا تمثل عائقا أمام تحقيق
الإنجاز، كما أنهم قدموا المثل والقدوة للجميع في القدرة على تجاوز الصعاب والتغلب
على التحديات من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
وشارك الرئيس السيسي
في الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى ال(43) لانتصارات أكتوبر
المجيدة، وألقى كلمة بهذه المناسبة استعرض فيها ثوابت السياسة الخارجية المصرية، مؤكدا
انتهاج مصر سياسة خارجية تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح والتسامح واستقلالية القرار،
وحرص مصر على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وعدم التآمر عليها، مشددا على أن سياستها
تدعو دائما إلى الاستقرار والسلام.
وأوضح الرئيس أنه
حرص على توضيح هذا الأمر في ظل ما تناوله البعض على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث أشار
فيما يتعلق بعلاقة مصر بأثيوبيا، إلى حرصه على التأكيد للمسئولين الأثيوبيين على أن
مصر تتمنى الخير للجميع وتسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين، ولا تقف أمام المصالح
الأثيوبية، مع الحفاظ على المصالح المصرية وحقها التاريخي في مياه النيل باعتباره مسألة
حيوية لمصر، مشيرا في هذا السياق إلى أهمية التحسب مما تتناقله وسائل الإعلام، لاسيما
فيما يتعلق بالشائعات التي تروج لقيام مصر بدعم المعارضة في أثيوبيا، مشددا على أن
مصر لم ولن تتخذ أي إجراء للتآمر على أثيوبيا أو إثارة القلاقل فيها، وإلى أن مصر ستواصل
تعاونها مع الأشقاء الأثيوبيين بما يحفظ مصالح مصر المائية.
وعلى صعيد التجاذبات
والتصريحات الإعلامية التي شهدتها الأيام الماضية بشأن علاقات مصر بأشقائها بدول الخليج،
أكد الرئيس مجددا على عدم قدرة أحد على المساس بما يربط مصر بأشقائها في الخليج من
علاقات تاريخية وثيقة، مشددا على موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية، والذي يشمل
العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ونفى
أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودية إلى مصر قد جاء ردا على موقفها من التصويت
في مجلس الأمن، مؤكدا أن الأمر يتعلق بعقد تجاري تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي
لمصر في أبريل الماضي، وأن الحكومة قد اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات
الكافية من البترول.
كما أكد في هذا الإطار
على سعي الحكومة إلى توفير السلع الغذائية الأساسية للمواطنين، منوها إلى أن من لديه
إرادة حرة عليه أن يواجه التحديات ويتحمل الصعاب، ودعا الرئيس إلى أهمية توخي وسائل
الإعلام المصرية الحذر فيما تتناقله من تقارير.
واختتم الرئيس حديثه
بتوجيه الشكر للقوات المسلحة، والتأكيد على أن مصر ستظل دوما تتذكر تضحيات وبطولات
شهدائها الأبرار من أبناء الجيش والشرطة الذين قدموا وما زالوا يقدمون حياتهم في سبيل
حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب والتطرف.