تلوح في الأفق بوادر أزمة وصراع جديد بين إسرائيل، ومنظمة اليونيسكو، بعدما تبنت الأخيرة مشروع قرار "فلسطيني- أردني" مشترك، ُينكر أي علاقة تاريخية بين الشعب اليهودي والأماكن المقدسة في القدس، وتم التصويت لصالح القرار من قبل 24 دولة، فيما عارضته 6 دول، وامتنعت 26 دولة عن التصويت.
وعقب صدور القرار، أعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالى بينيت، عن تعليق كل نشاط مهني مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" بعد تصويت إحدى لجانها على مشروعي قرارين حول القدس.
وقال الوزير، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس لجنة إسرائيل لدى اليونسكو، في بيان له، غنه "وفقًا لهذا التصويت ستتوقف فورًا كل مشاركة ونشاط مع المنظمة الدولية".
وتم اعتماد مشروعي قرارين قدمتهما دول عربية عدة، بينها مصر ولبنان والجزائر، في جلسة لإحدى اللجان في اليونسكو، وأقر النصان بـ 24 صوتًا مقابل 6 أصوات معارضة، وامتناع 26، وغياب اثنين آخرين، وذلك وفقًا لمختلف المشاركين في النقاش.
ووصفت إسرائيل، في النصين، بأنها "قوة احتلال" كما حدث عندما اعتمد في منتصف أبريل الماضي، قرارًا من قبل المجلس التنفيذي لليونسكو ومقره باريس، حيث عبرت الدولة العبرية، آنذاك، عن أسفها؛ لأن القرار "ينكر العلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل" وخصوصًا بسبب استخدامه المصطلح العربي للمكان.
من جانبه، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بقرار منظمة اليونسكو، الذي يشكك في العلاقة بين اليهودية والعديد من المواقع المقدسة في القدس، قائلًا إن "القول بأن إسرائيل لا علاقة لها بجبل الهيكل، يماثل القول بأن الصين لا علاقة لها بسور الصين العظيم، أو أن مصر ليس لها علاقة بالأهرامات".
على الجانب الأخرن اعتبرت الحكومة الفلسطينية، في بيان للناطق باسمها يوسف المحمود، أن اليونسكو "أعلنت بوضوح رفضها للسياسات الإسرائيلية بحق التراث والمؤسسات التربوية، وأن قرارها الأخير يدين الاحتلال، ويعبر عن الرفض الدولي لخطواته كافة، ويؤكد بطلان ادعاءاته وسياساته".
وقال المحمود، إن "منظمة اليونسكو بما تمثله من ضمير عالمي في حماية التراث الثقافي الإنساني وبما تحمله من رسالة إنسانية وثقافية وسياسية، تضيف اليوم، قرارًا هامًا إلى قراراتها الرافضة للاحتلال، والتي تؤكد على الاعتراف بالوضع التاريخي والديني والثقافي الحقيقي والطبيعي في مدينة القدس العربية عاصمة فلسطين".
وأضاف، أن قرار اليونسكو "رفض وإدانة لانتهاكات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال للمواقع الأثرية والدينية ورفض واضح لمحاولات الاحتلال المستمرة للمساس بالمناهج التعليمية في القدس المحتلة وهدم المدارس والمؤسسات التربوية".
ودعا المتحدث باسم الحكومة المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته والتحرك الجاد والفاعل من أجل وقف كافة الانتهاكات ضد المقدسات المسيحية والإسلامية والمواقع الأثرية والتاريخية في مدينة القدس المحتلة وسائر أنحاء فلسطين".