لا تزال البشرية بجميع طوائفها وديانتها تنكوى بنيران تلك الدعوة التي أسسها حسن البنا، والتي لم تنطفئ حتي الان وبقيت لتذيق المصريين والعرب نيران العنف والإرهاب.. 67 عامًا على رحيل البنا المؤسس لجماعة الإخوان المسلمين، سقطت الجماعة اكثر من مرة منذ تأسيسها، لكنها اتت في الثلاث سنوات الماضية بإرهابها وعنفها وهو ما أظهر الوجه الحقيقي لهم وليظهروا معدنهم الإرهابى التى نبعوا منه، وقد قال البنا نفسه يومًا ما عن تلك الجماعة وهو مؤسسها وذلك بعد اغتيال النقراشي باشا وذلك ليبرأ نفسه من تلك الفعلة "ليسوا إخوان ولا مسلمين"، رغم أنه كان أول من أنشأ التنظيم الخاص، ووقف وراء اغتيال النقراشي باشا ردا على حله جماعة الإخوان المسلمين في 28 ديسمبر 1948.
حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتي، المولود في 14 أكتوبر 1906، أخذ التصوف عن الشيخ عبد الوهاب الحصافي، حيث كان للشيخ الحصافي أثر كبير في تكوين شخصية البنا، وبعد إكمال دراسته تخرج في كلية دار العلوم عام 1927 ثم عين مدرسًا في مدينة الإسماعيلية في نفس سنة التخرج.
كل عام في تاريخ 12 فبراير، يجدد شباب الإخوان العهد والبيعة للمرشد الأب والمعلم الشهيد ــ كما يطلقون عليه ــ وذلك بإحياء ذكراه رافعين شعار "الله غايتنا.. ورسولنا قدوتنا.. والجهاد سبيلنا.. والموت في سبيل الله اسمى أمانينا.. إحنا الإخوان الله أكبر.. أقسمنا يمينا لن نقهر.. وكتاب الله بأيدينا.. سنخوض اليابس والأخضر.. شعارنا وأعدوا.. وللجهاد استعدوا"، وهذا ليس بغريب على جماعة شربت من كأس الارهاب ونبعت وربت ابنائها على ذلك، فقد أصدرت الجماعة بيانًا في 30 يناير من العام قبل الماضى، حيث دعت فيه أنصارها بالتأسى بشيخهم حسن البنا، وهو دعوته للجهاد تحت راية الإخوان المسلمين، وشعار "أعدوا" اي انهم مستعدون للجهاد والقتل، كاشفين بذلك عن الوجه الحقيقى لهم ولمؤسسة أبيهم وإمامهم الذي علمهم العنف.
تاثر حسن البنا بسقوط دولة الخلافة العثمانية تأثر كبير، وسعى بكل قوة لإنشاء نواة لجماعة تسعى لعودة الخلافة من جديد، فأنشأ في مارس 1928 مع 6 من أصدقائه "حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي"، جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، ثم انتقلت إلى القاهرة بعد ذلك.
سرعان ما أحدثت الجماعة طفرة في تكوينها، وذلك من خلال جذبها الشباب واغرائهم بالمال والشهادة في سبيل الله وغيرها من الامور غير الصحيحة، وعمل البنا منذ نشأة الجماعة على تجنيد الشباب وضمهم إلى الجماعة وذلك من خلال الاعيبهم الخاصة، وتحولت الجماعة من مجرد جماعة وعظ دعوية إلى حركة منظمة، ورسم البنا ملامح الجماعة الدينية والفكرية دعوة سنية سلفية تحمل حقائق الصوفية وأنها جماعة رياضية تعني بالجسم لأن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف،وإلى جانب هذا فهى تطالب بالنظر فى صلة الامة بالامم الاخري وبإصلاح الحكم فى الداخل والتغيير في الواقع المسلم، وظهر ذلك جليًا في كتاباته وخطبه.
بدأت الجماعة بالانتقال للقاهرة للعمل السياسي عام 1933، أسس البنا في نفس العام مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، وظلت تصدر لمدة خمس سنوات وبعد إغلاقها أصدر في 3 مايو 1938 مجلة النذير الأسبوعية.أراد حسن البنا أن يتصدي لليهود والانجليز فكوّن "الجيش المسلم" مستغلا ضعف الحكومات العربية، لكن كان هناك هدف آخر من وراء هذا التنظيم ظهر ذلك الهدف جليًا في عملياته التي تبعت اغتيال البنا، وكذلك ظهرت في حياة البنا باغتيال النقراشي باشا.
ترشح حسن البنا لانتخابات النواب لأول مرة في 1942، وهو الأمر الذي لاقى اعتراضات من حكومة النحاس باشا، فحدث لقاء بين الإثنين واتفقا على انسحاب حسن البنا مقابل الموافقة على إصدار مجلة الإخوان المسلمين والسماح بالاجتماعات والمحاضرات في العلن،
تعود ملابسات اغتيال حسن البنا إلى 8 ديسمبر 1948، حيث أعلن النقراشي باشا رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها باستثناء حسن البنا، وصادرت الحكومة سيارته الخاصة فقط، واعتقلت سائقه وسحبت سلاحه المرخص به، وفي الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949، تم إطلاق النار على حسن البنا أثناء خروجه من جمعية الشبان المسلمين، وتماسك البنا رغم إصابته وأخذ رقم السيارة التي تم إطلاق النار منها، وهو رقم "9979"، والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرلاي محمود عبد المجيد، المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية وقتها، حسب رواية الجماعة، غير أن الحادث سجل ضد مجهول.
ومن أشهر أقاويل "حسن البنا":
"إن الامة التى تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة،يهب الله لها الحياة العزيزة فى الدنيا والنعيم الخالد فى الآخرة،وما الوهن الذى اذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت".
"إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل،وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ".
"ستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان، فتسجنون وتعتقلون وتقتلون وتشردون، وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان } أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون { [العنكبوت20].. ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين".
"نحن على استعداد تام لتحمل نتائج عملنا أيًا كانت، لا نلقي التبعة على غيرنا، ولا نتمسح بسوانا، ونحن نعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وأن الفناء في الحق هو عين البقاء، وأنه لا دعوة بغير جهاد، ولا جهاد بغير اضطهاد، وعندئذ تدنو ساعة النصر ويحين وقت الفوز، ويحق قول الملك الحق المبين: (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين.)".
"وكم في مصر من ذكاء مقبور وعقل موفور لو وجد من يعمل على إظهاره من حيز القوة إلأى حيز الفعل".