أعلنت واشنطن، اليوم الجمعة، عن تدابير جديدة تهدف لتخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة منذ وقت طويل على كوبا، وذلك في إطار تطبيع تدريجي للعلاقات بين البلدين، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتأكيد على التحول في سياسة بلاده تجاه كوبا قبل مغادرة منصبه.
وتعد التدابير الجديدة هي الدفعة السادسة وربما الأخيرة من التغييرات الأمريكية في سياستها نحو كوبا منذ عودة العلاقات بينهما العام الماضي. وتسمح التدابير الجديدة بمزيد من التعاون العلمي والبحثي بين واشنطن وهافانا، بالإضافة إلى توسيع المجالات التي تسمح واشنطن للشركات الأمريكية بالعمل فيها داخل كوبا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وفي خطوة هامة بالنسبة للمسافرين الأمريكيين الجدد إلى كوبا، أسقطت الولايات المتحدة القيود على قيمة المنتجات التي يعود بها الأمريكيون -المصرح لهم بالسفر إلى كوبا- لبلادهم، ومن بينها "السيجار" و"شراب الروم"، رغم أن مثل هذه المنتجات يجب أن تُحضر فقط للاستخدام الشخصي.
وكانت واشنطن تفرض حدا أقصى لمنتجات التبغ والكحوليات التي يمكن أن يحضرها الأمريكيون معهم من كوبا بواقع 100 دولار، و400 دولار لمجمل المشتريات. ومن المفترض أن يطبق النظام الجديد بدءا من الاثنين القادم .. لكنّ المسافرين الأمريكيين إلى كوبا لا يزالون مطالبين بتحديد السبب من زياراتهم.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن التدابير الجديدة في مجموعها ليست على نفس القدر من الأهمية التي تمتعت بها تدابير سابقة أعلنها مسئولون في إدارة أوباما في الشأن نفسه، والتي اشتملت على التراجع عن حظر السفر بين البلدين وتسهيل حصول هافانا على الدولار والسماح بتصدير كميات أكبر من معدات الاتصالات والمنتجات الزراعية والدوائية، فضلا عن السماح بعلاقات بنكية أوسع.
من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي جاك ليون، إن التدابير التي أُعلنت اليوم "تضيف إلى هذا التقدم من خلال السماح بمزيد من التعاون العلمي والهبات والمنح الدراسية، واتصال الشعوب، ونمو القطاع الخاص"، مضيفا أن "هذه الخطوات لها احتمالية تسريع التغيير البنّاء وإتاحة فرصة اقتصادية أفضل للكوبيين والأمريكيين".
في المقابل، سارع الجمهوريون المعارضون لسياسة أوباما الخاصة بكوبا، بانتقاد رفع العقوبات. وقال السناتور الجمهوري ماركو روبيو إن "إدارة أوباما تقدم مزيدا من التنازلات لنظام الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، والولايات المتحدة لا تحصل على شيء في المقابل".
وأضاف روبيو أن "الإدارة الأمريكية بالتواطؤ مع الشركات الأمريكية، مسئولة الآن بالأساس عن تمويل دكتاتورية شيوعية تعمل في كل يوم لتقويض أمن أمريكا ومصالحها الوطنية"، متعهدا بالعمل على منع إرسال جيفري لورنتيس الذي اختاره أوباما سفيرا لبلاده في كوبا بعد عودة العلاقات.