عادة ما تشهد الجامعات عددًا من الأزمات الطلابية المتعلقة بارتفاع أسعار الكتب الدراسية، حيث وصلت أسعار بعض الكتب إلى 250 جنيهًا في، الكليات العملية، ما يعد ضغطًا يفوق قدرات الطلبة المالية.
لم تكن زيادة أسعار السلع الضرورية التي شهدتها الأسواق، خلال الأيام الماضية، هي وحدها التي تقلق المضاجع، فشريحة طلاب الجامعات تعاني أيضا، حيث شهدت أروقة الجامعات هذا العام ارتفاعا كبيرًا في أسعار الكتب وصفه المراقبون بأنه الأعلى خلال السنوات الأخيرة إذ زادت أسعار بعض الكتب والمقررات الدراسية بنسبة تقارب الـ75%.
ويلجأ العديد من الطلاب إلى شراء الملازم والتي تعد كبسولة النجاح، ولكن يبقى الكتاب العبء الأساسي الذي لا يُستغنى عنه، لأنه مرتبط بدرجات أعمال السنة، خاصة أن بعض الأساتذة يقدمون كشفًا بأسماء الطلاب الذين دفعوا ثمن الحصول على الكتاب من غيرهم.
فى ذات السياق، يلجأ الطلاب إلى التصوير لأنه الأرخص والأكثر تلخيصًا، ولكن يبقى تهديد بعض الأساتذة لهم عائقًا كبيرًا أمامهم.
وفي حادثة لم تكن الأولى من نوعها، قامت إحدى مكتبات جامعة القاهرة ببيع بعض كتب القانون الجنائي لطلاب كلية الحقوق بضعف الثمن المعلن من قبل الجامعة، الأمر الذي اشتكى منه الطلاب وتقدموا بشكواهم إلى الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة.
وقال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، "أدعو طلبة وطالبات الفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة القاهرة والذين قاموا بشراء كتاب القانون الجنائي للأستاذ الدكتور عبد الرحيم صدقي بمبلغ ثلاثون جنيها (30) من مكتبة "الهانى" داخل الحرم الجامعي، أن يراجعوا المكتبة المذكورة لاسترداد مبلغ خمسة عشر جنيها (15).
وأضاف نصار، إن المكتبة قامت ببيع الكتاب بضعف سعره وهو الأمر المخالف لقرارات مجلس الجامعة، مؤكدا أن الجامعة قامت بالتحقيق في الأمر وتم إغلاق المكتبة لمدة أسبوع مع انذارها بطردها من الحرم الجامعى حال معاودتها ذلك.
وطالب نصار الطلاب، بالذهاب فورا لاسترجاع مادفع بالزيادة، "وفى حالة رفض المكتبة ذلك أرجو مراجعة مكتبي" على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الجامعة مصرة على إنفاذ وتطبيق القانون والالتزام به في مجتمع الجامعة وعلى الجميع.
وقال أمجد السيد، أحد طلاب كلية الحقوق، إننا كنا نتوقع انخفاضًا في أسعارها، خاصةً مع قرارات دكتور جابر نصار، وإعلانه مشروعًا لتخفيض أسعار الكتب، ولكن الطلاب فوجئوا بالعكس"، مشيرا إلى أن هذه الأزمة يعاني منها الطلاب في جميع الكليات.
وتابع أدهم محمود، طالب بكلية التجارة، إن أسعار الكتب لا تقل عن 120 جنيهًا، وتمتد إلى 275 جنيهًا، وهذا يعد عبئا على الطلاب وفوق طاقتهم، مؤكدا أن هذا يتناقض مع مفهوم مجانية التعليم.
وأضافت مريم جمال، إحدى طالبات كلية الإعلام، أن سعر الكتب يصل أحيانًا إلى 600 جنيه في الفصل الدراسي الواحد، مع إجبار الطلاب على شرائها، وذلك لطبيعة المنهج العملي.
وانتقدت هبة إبراهيم، إحدى الطالبات ظاهرة ارتفاع الأسعار داخل الحرم الجامعي، لافته إلى أن مايحدث يزيد من أعباء الطلاب وينافى كل تصريحات المسؤولين بالجامعة عن فرض رقابة على المكتبات، حيث أن هناك تفاوت في أسعار الكتب فى المكتبات المختلفة داخل الحرم الجامعي.
يذكر أن جامعة القاهرة بدأت عامها الدراسي، بتعديلًا شاملًا في أسعار الكتب، وتم تطبيق سعر مخفض للكتاب، يبدأ من 5 جنيهات، ويبقى العائق موافقة الأساتذة على منح حقوق الملكية الفكرية للجامعة، مقابل هذا السعر الزهيد، كذلك أصدر مجلس جامعة القاهرة تعليماته هذا العام للمكتبات، بالالتزام بالأسعار المحددة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
