لست ممن تستهويهم النهايات المفتعلة، ولا ممن يسلمون بالحقائق المرسلة، فالبنظر إلى واقعة أو ما أحب أن أسميه بظاهرة عكاشة النائب المفصول، تجد أن ثمة أشياء خفية وصلت بنا إلى هذه الحالة.
فالمدعو عكاشة منذ أن طل علينا من نافذة قناته التي اختار لها اسما يعد خطأ لغويًا وعلة به، قال إنه يعمل بنظرية خالف تعرف ــــــ وقد كان ـــــ ـفعلى مدى ظهوره وحواراته وطلاته مع مريدته "حياة" كان يثبت على طول المدى أنه رجل المرحله ومفجر الثورات وهو أيضا من يُعمل له ألف حساب وحساب.
ويبدو أن الجهات الخفية بدا لها أن "العوكش" نافذة تمكنها من عرض كل ماتريده، وهنا ابتلع "العوكش" الطعم وعلا سلطانه واستخف قومه فأطاعوه، ونجح في الانتخابات البرلمانية وتحقق حلم عمره الذي سعى من أجله على مر دورات انتخابية متعددة، وهنا كان لزامًا على النائب المفصول أن يشكر ربه ويحمده على ما أنعم به عليه، وأن يعود لرشده ويعتدل في تصريحاته وأفعاله إلا أنه أخذه البريق وسولت له نفسه الكثير من زيف الحقائق، وصار حلمه بأن يتصدر الأحداث والأخبار يوقعه في أخطاء جمة ومن عيار اللى ميصيبش يدوش.
وتركت له الأيادى الخفيه الزمام، وأرخت له اللجام حتى تصور نفسه زعيم ومحرر المنطقة، والتقى بسفير دولة لم يستطع الراحل السادات بكل دهاءه أن يقيم معها تطبيعًا كما هو موقع في اتفاقية السلام بين البلدين، وكانت كلما تشكو تل أبيب من أن بند التطبيع لم يطبق حتى الأن كان رده واحدًا وهو "أن الشعب لايستطيع أن ينسى تاريخكم معه، وأنا لا أستطيع أن أفرض على شعب حب بلدكم، وأن هذا الأمر متروك للزمن فهو قادر على المستحيل"، ورحل السادات وهو على يقين بخداعه لبني اسرائيل ولم يتعلم عكاشة من رئيسه فمضى على الدرب الخطأ، ليفجر بذلك كل معاني الكراهية المكبوتة لدى المصريين ضد اسرائيل، ويصبح عكاشه ملفوظا فى المحلي منبوذا من المواطنين ويصوت البرلمان بأغلبية ساحقه بفصله، لتنطوي بذلك صفحة "العوكش" ولعلها تكون أولى صفحات طي كل ماهو مؤرق وطافي على فوهة مرحلة من أخطر مراحل ترتيب البيت المصري من الداخل وتنقيته من آفاته ومعوقاته.