في ذكري تولي السادات الحكم.. تعرف علي أهم محطات حياة رجل الحرب والسلام

محمد أنور محمد السادات.. ولد في 25 ديسمبر 1918، ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية، ووالدته سودانية تُدعى "ست البرين" من مدينة "دنقلا"، تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، لكنه عاش في قرية ميت أبو الكوم بالمنوفية، وقال السادات ان امه وجدته هما السبب الرئيسي في تكوين شخصيته.

وبعد رحيلهم من قرية ميت أبوالكوم انتقلت الأسرة إلى القاهرة وكان عمره وقتها حوالي 6 سنوات، ولم تكن حياته في هذا مريحة حيث أن دخل الأب كان صغير للغاية، وظل السادات يعانى من الفقر والحياة الصعبة إلى أن استطاع إنهاء دراسته الثانوية، وفى نفس السنة كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا "معاهدة 1936"، وبمقتضى هذه المعاهدة سُمح للجيش المصري بالاتساع، وهكذا أصبح في الإمكان أن يلتحق بالكلية الحربية، وبالفعل تم التحاقه بالأكاديمية العسكرية في سنة 1937، وهذه الأحداث هي التي دفعت السادات إلى السياسة.

زواجه 

تقدم السادات للسيدة "إقبال عفيفي" وهي تنتمي إلى أصول تركية، حيث كانت تربطها قرابة مع الخديوي عباس، وعارضت عائلة إقبال في البداية، ولكن بعد أن أتم السادات دراسته بالأكاديمية العسكرية تغير الوضع وتم الزواج واستمر لمدة 10 سنوات، وأنجبا خلالها ثلاثة بنات هن "رقية، وراوية، وكاميليا"، وتزوج للمرة الثانية من السيدة "جيهان رؤوف صفوت" عام 1951 التي أنجب منها 3 بنات وولدًا هم "لبنى، ونهى، وجيهان، وجمال".

بداية حياته السياسية

شغل الاحتلال البريطاني لمصر بال السادات كثيرًا، وكان يشعر بالعار من أن الساسة المصريين يساعدون في ترسيخ شرعية الاحتلال البريطاني، فتمنى أن يبنى تنظيمات ثورية بالجيش تقوم بطرد الاحتلال البريطاني، وبدأ التفكير بجدية في ذلك فقام بعقد اجتماعات مع الضباط في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية "بمنقباد" وذلك عام 1938، وكان تركيزه في أحاديثه على البعثة العسكرية البريطانية وأيضًا على كبار ضباط الجيش من المصريين وإنسياقهم الأعمى وراء الإنجليز، وشهدت هذه الحجرة أول لقاء بين السادات وجمال عبد الناصر وخالد محي الدين.

وفى أوائل عام 1939 اختارته القيادة العامة للقوات المسلحة للحصول على فرقة إشارة بمدرسة الإشارة بالمعادي، ولم يكن لدي السادات أي أمل في العمل بسلاح الإشارة وذلك لأهمية هذا السلاح في الجيش، ولابد لوجود واسطة كبيرة لدخوله، وفى نهاية الفرقة كان عليه إلقاء كلمة نيابة عن زملائه، وكانت كلمته هادفة وذات معنى إضافة على بلاغته وقدرته في إلقاءها، وذلك ما لفت نظر الأميرلاى إسكندر فهمي أبو السعد، وكان التحاقه بسلاح الاشارة هي النقلة التي كان ينتظرها السادات لتتسع دائرة نشاطه.

تجربه السجن المثيرة

ضيق الانجيلز على المصريين من كل جهه وعلي المناضلين خاصة وفي اثناء ذلك تم طرد السادات من الجيش واعتقاله وإيداعه في سجن الأجانب عدة مرات، وفي السجن قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان وذلك لاستغلاله لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر، وبعد أن مضى عامين في السجن قام بالهرب منه حتى أُلغيت الأحكام العرفية، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقًا للقانون، وفى فترة هروبه هذه قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد، وعمل تباعًا على عربة تابعة لصديقه الحميم حسن عزت، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 عاد السادات إلى حياته الطبيعية.

عقد السادات ومعاونيه العزم على قتل أمين عثمان باشا، وزير المالية في مجلس وزراء النحاس باشا وذلك بسبب صداقته مع الانجليز، وكان له قول مشهور يشرح فيه العلاقة بين مصر وبريطانيا واصفًا إياها بأنها "زواج كاثوليكي" لا طلاق فيه، وتمت عملية الاغتيال بنجاح في 6 يناير لعام 1946 على يد حسين توفيق، وتم الزج بأنور السادات إلى السجن دون اتهام رسمي، وفى الزنزانة 54 تعلم السادات الصبر والقدرة على الخداع، وتعتبر تجارب السادات بالسجون هذه أكبر دافع لاتجاهه إلى تدمير كل السجون غير الاَدمية بعد توليه الحكم، وفى أغسطس 1948 تم الحكم ببراءة السادات من مقتل أمين عثمان وتم الإفراج عنه.

تولي الحكم

بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه نائبًا للرئيس أصبح رئيسًا للجمهورية، وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قرارًا حاسمًا بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عُرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر.وقام في عام 1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 17000 خبير روسي إذ كان السوفييت عبئ كبير على الجيش المصري حيث لم يكن لهم أي دور عسكري فعلي خلال حرب الاستنزاف على الإطلاق، ولكن الحقيقة بأن إقدام السادات على هذا التخلي كان من خطوات حرب أكتوبر، حيث أراد السادات عدم نسب الانتصار إلى السوفيت.

ومن أهم الأسباب ايضًا هو أن الاتحاد السوفياتي أراد تزويد مصر بالأسلحة بشرط عدم استعمالها إلا بأمر منه، حيث أجابهم السادات بكلمة: "أسف" فلا اقبل ذلك الشرط، وتم اكتشاف عدد منهم يتجسس لحساب إسرائيل بالفعل.

قرار الحرب ضد إسرائيل

وأقدم السادات على اتخاذ قرار الحرب ضد إسرائيل في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش المصري تحطيم خط بارليف وعبور قناة السويس، وانتصر الجيش المصري في حرب أكتوبر وبذلك تم تحطيم مقولة "الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر".

معاهدة السلام "كامب ديفيد"

فبتاريخ 19 نوفمبر 1977 اتخذ السادات قرار أصاب ضجة كبيرة وهو زيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصرو إسرائيل.

وقد قام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام، وقد تم توقع معاهدة السلام مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن.

وقد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.

من أشهر اقواله 

"ادعو الله ان يساعدني دائما علي ان اقول كلمة الحق في وجه الأقوياء، وان يساعدني على ان لا اقول الباطل لا كسب تصفيق الضعفاء".

"نحن قوة من قوي السلام في العالم والسلام نضال في سبيل الحرية والسلام نضال ضد الاستعمار والسلام ايمان بحق تقرير المصير والسلام".

"لا يحتاج شعبنا إلي توعية لان شعبنا ابو التاريخ وصانع التاريخ ومحركه، لا يمكن ان يكون هناك استقلال مع احتلال أراضينا، ولا يمكن ان يكون هناك ارادة مع التخلف".

ان البناء لم يشغلنا عن المعركة ولا المعركة شغلتنا عن البناء وفي الحقيقة فإن المعركة هي من اجل البناء كما ان البناء هو من اجل المعركة". 

"لم يتقاعد هذا الشعب ابدا في تاريخه عن امل ولا هرب من تحدي ولا غابت منه عزائم الرجال تصنع تاريخا وتقتحم مستقبلا".

قالوا عن السادات

"جيمي كارتر" الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية:أنني لم أقابل أي رئيس أو مسئول أمريكي، إلا وحدثنا بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء الرئيس “السادات” وتطلعاته وشجاعته، وأنني شخصيًا أتعلم الكثير من الرئيس السادات وأتطلع مخلصًا إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة معه. 

"الملك حسين" ملك الأردن:إن زيارتك الغالية هذه تجاوز في وزنها ومعناها ما يشدني إليك من أخوة صادقة ومحبة صافية ومسيرة مشتركة، فهي تكريس لوحدة شعبنا في الألم والأمل. 

"البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان":أنه كان رجل السلام له رؤية نافذة لتحقيق المصالحة والوفاق لقد حظي الرئيس السادات بالتقدير لأيمانه القوي ولمبادراته من أجل السلام". 

"سوهارتو الرئيس الأندونيسي":وفاة الرئيس السادات خسارة فادحة ليس للشعب المصري فحسب بل للعالم بأسره.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً