لا تفوت جماعة الإخوان المسلمين فرصة استغلال أي أزمة تواجه الوطن، حتى تحاول إثارة البلبلة بها، لإشعال الحماس –الفاتر- لمؤيديها، وإطلاق الدعوات للتظاهر.
"الإرهابية" ركزت خلال الفترة الماضية على الأزمات المتعلقة بارتفاع الأسعار، وانخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار، وأزمة نقص ألبان الأطفال، وسلعة "السكر"، متجاهلة تماماً أي من إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي على الصعيد المحلي والدولي.
وبدأت الجماعة دعواتها إلى التظاهر من خلال صفحة "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، من خلال بياناتها الإسبوعية "الفاشلة"، حيث أطلقت لفظ "ثورة الغلابة" على يوم 11 نوفمبر االمقبل، مستخدمة لغة جمعية، وكأن المصريين جميعهم يتوافقون على إدعاءاتها الكاذبة.
ولم تخل دعوات "الإخوان" من حالة "التمسح" المتكررة في ثورة 25 يناير، حيث شبهت الخروج في نوفمبر بأنه "انتصاراً لثورة يناير"، وتحقيقاً للعدالة والحرية والكرامة، بالإضافة إلى ظهور "خيبة الأمل" في مؤيديها، لعدم نجاح أي من التظاهرات التي دعت إليها خلال الثلاثة سنوات الماضية من حكم الرئيس.
ومن ضمن الكتائب الإليكترونية للجماعة، شاب يدعى مصطفى الحسيني، وهو منظم "إيفنت" باسم "ثورة الغلابة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الذي شهد تفاعلاً بين أعضاء الجماعة، محاولاً التظاهر بعدم انتمائه لأي تيار أو جماعة سياسية.
وبمراجعة حسابه الشخصي على "فيسبوك"، وجدنا مجموعة من الصور والتعليقات المسيئة للقوات المسلحة، وتضامن مع عدد كبير من بعض المساجين المنتمين للجماعة، ولكنه حاول إخفاء كل ذلك، للتظاهر بأن الدعوة شعبية ولا علاقة لها بالإخوان.
"حلاوة روح" ، هكذا وصف أحمد البان، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، الدعوات للتظاهر يوم 11 نوفمبر، موضحاً أن الجماعة لم يعد لديها أسلحة سوى الكتائب الإلكترونية، لتطلق حملاتها الداعية للتظاهر وإثارة القلق وافتعال الأزمات بين الشعب والحكومة.
وأشار "البان" إلى أن الدعوات للتظاهر يوم 11 ستنتهي إلى ما آل إليه جميع الدعوات السابقة بالفشل المؤكد، لافتاً إلى أن الشعب أصبح على قدر كبير من الوعي، ولن يسمح باستغلاله من قبل أي جماعة، لتحقيق أهداف ومصالح شخصية خبيثة.
فيما نفى اللواء سيد الجابري، الخبير الاستراتيجي، إمكانية إشعال موجة ثورية وافتعال احتجاجات بشكل مؤثر، مؤكداً أن الشعب المصري يتفهم الأزمات التي تواجه بلاده، وسيقف بجانب رئيسه، ولن يسمح لأي محاولة للتخريب.
وانتقد "الجابري" تركيز الإعلام على تلك الدعوة للتظاهر، لأنها –بحسب رأيه- تؤدي إلى إعطائها أكثر مما تستحق، مشيراً إلى ضرورة تكاتف الشعب جنباً إلى جنب لمواجهة تلك الدعوات التخريبية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
