تشارك دار الإفتاء المصرية في المؤتمر الأول للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الذي تنطلق فاعلياته، اليوم الاثنين، وستشارك دار الإفتاء فيه ببحث للدكتور مجدي محمد عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، عن "خبرات المؤسسات الإفتائية في العالم الإسلامي في التواصل مع الأقليات، وعن طبيعة بحثه.
و من جانبه صرح الدكتور مجدي،المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، إن اختيار دار الإفتاء لهذا البحث جاء من قناعتها بضرورة الكشف عن سمات خبرتها الكبيرة الممتدة عبر أكثر من مائة وعشرين عامًا في التواصل مع المسلمين شرقًا وغربًا، محليًّا ودوليًّا، أفرادًا وهيئاتٍ، وبحث قضاياهم والاهتمام بشئونهم وأحوالهم بمجالاتها المتعددة.
وأوضح عاشور، أن دار الإفتاء تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق أعلى درجات التواصل والتعاون مع الأمة بتنوع طبقاتها، ومستوياتها من خلال القنوات والوسائل المتنوعة.
واستعرض عاشور، عدة نماذج من فتاوى دار الإفتاء الصادرة بخصوص الأقليات لاستجلاء معالم وسمات منهجية ورؤية دار الإفتاء في معالجة قضايا الأقليات، والتي تهدف من ورائها إلى ترسيخ أسس العيش الكريم مع الآخر وترشيد مسيرة الأقليات في مجتمعاتهم دونما اضطراب أو انحراف، كبيان حقوق الإنسان في الإسلام، وجواز مشاركة الأقليات في الانتخابات والوظائف، واستحباب معاملة غير المسلم بأنواع البر والصلة، واعتماد الفتوى في المعاملات على إجازة مذهب السادة الحنفية للعقود الفاسدة في ديار غير المسلمين، وهو ما يُعَدُّ لبنة أصيلة في بناء الفقه الإفتائي للأقليات وتثبيت أركانه.
وأكد عاشور، أن بحثه يُعَدُّ لبنة أولى في مسيرة تكشيف تجربة دار الإفتاء الفريدة وخبرتها الكبيرة الراسخة، والتي تنطلق منها هذه المؤسسة العريقة في أداء رسالتها والقيام بدورها المحلي والعالمي، حفاظًا على الوسطية والاعتدال، وتثبيتًا لدعائم الاستقرار والحضارة في ربوع المعمورة.