"الموصل" ساحة للمعارك على مر العصور.. "2003" مسرح للعنف الأمريكي.. "داعش" يستهدف الأضرحة والمساجد ومقامات الأنبياء.. نهبها المغول والفرس والعثمانيون

صورة ارشيفية

يبدو أن مدينة "الموصل" العراقية قد كتب عليها الحرب والمعارك، ففي الساعات الأولى من اليوم أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء عمليات استعادة مدينة الموصل فيما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها على امن 1،5 مليون شخص هم سكان آخر معقل لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

وقال العبادي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي العراقي إن "ساعة التحرير دقت واقتربت لحظة الانتصار الكبير بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين"، واضاف "بالاتكال على الله العزيز القدير أعلن اليوم انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى.

وفي يوليو 2014 تعمد تنظيم الدولة استهداف الأضرحة والحسينيات والمساجد الشيعية التي غالبًا ما تم تزيينها بسخاء، كما فجر عناصره،مقامي النبي يونس والنبي شيث.

وفي عام 2015 صور الجهاديون أنفسهم أثناء تخريب متحف الموصل ومحتوياته التي تعود خصوصًا إلى الحقبتين الآشورية والهيلينستية.

أما في صيف 2016 شن التحالف الدولي غارات كثيرة حول المدينة التي سبق أن تضررت كثيرًا أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وفي قصف الطيران الأميركي الكثيف قبل أن تسيطر عليها القوات الأميركية الكردية في أبريل.

ومنذ أن نشأت الموصل تعرضت للعديد من الاضطرابات ففي عام 641 سيطر العرب على الموصل الواقعة مقابل الآثار التاريخية لمدينة نينوى فيما سمي آنذاك إقليم أقور.

وفي أواخر القرن الحادي عشر أصبحت المدينة عاصمة دولة سلجوقية، لكنها شهدت أوج ازدهارها في القرن التالي.

وفي 1262 استولي عليها المغول عليها ونهبها انتقلت إلى سيطرة الفرس ثم العثمانيين.

أما في عام 1918 ضمت بريطانيا العظمى هذه المنطقة الغنية بالنفط إلى العراق (فترة الانتداب البريطاني) فيما أرادت فرنسا ضمها إلى سوريا التابعة لها (الانتداب الفرنسي)، ورغم احتجاج تركيا اعترفت عصبة الأمم بهذا الضم العام 1925.

وفي يوليو 2014 سقطت "الموصل" في ايدي الجهاديين ونزح منها عشرات الآلاف من السكان، ولا سيما الجزء الأكبر من آلاف المسيحيين الذين وجه إليهم الجهاديون إنذارًا بين خيار اعتناق الإسلام ودفع الجزية أو مغادرة المدينة وإلا فالإعدام.

وفي 10 من يونيو سقطت الموصل، التي كانت آخر معاقل حزب البعث، قبل أن يتخذها تنظيم القاعدة مركزًا في يد جهاديي التنظيم المتشدد بلا مقاومة تذكر، لاحقًا أعلن الجهاديون منها في 29 يونيو 2014 قيام "دولة خلافة" في الأراضي التي سيطروا عليها في سوريا والعراق.

ومن المعروف ان المدينة يوجد بها الأكثرية المسلمة السنية من الاكراد وبها عدد كبير من التركمان والشيعة والمسيحيين وغيرهم، كما تقع الموصل التي يعبرها نهر دجلة على بعد 350 كلم شمال بغداد وهي كبرى مدن شمال العراق وعاصمة محافظة نينوى الغنية بالنفط.

وشكلت المدينة محطة تجارية بين تركيا وسوريا وسائر مناطق العراق بأنسجتها القطنية الرقيقة التي تعرف باسم الموسلين،كما تتميز بأماكنها الأثرية وتضم مواقع تعود إلى القرن الثالث عشر وحدائقها، قبل أن تصبح مسرحًا لأعمال العنف اليومية بعد الاجتياح الأميركي العام 2003.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً