دعت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الاثنين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للدفاع عن قرارها وحمايته من اعتداءات دولة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة والمتصاعدة..مؤكدة على أن غياب الرادع الدولي الحقيقي لممارسات الاحتلال الاستفزازية يغذي تمادي إسرائيل كقوة احتلال في التمرد على القرارات الأممية.
وقالت الخارجية - في بيان لها اليوم بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - إن جميع الاقتحامات هي بمباركة وتشجيع من قبل حكومة نتنياهو ومدعومة من قبل الحركات والأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي وأن قوات شرطة الاحتلال وحرس الحدود هي التي تقوم بتهيئة الأجواء الميدانية لتأمين هذه الاقتحامات وتسهيل دخول المتطرفين اليهود إلى الأقصى المبارك مستغلين غياب العنصر العربي الإسلامي في هذه الأماكن المقدسة.. لافتة إلى أن شرطة الاحتلال وقواته تقوم باعتقال كل من يعترض الإجراءات الاستيطانية والاحتلالية وتقوم أيضا بإبعاد أعداد متزايدة من المواطنين المقدسيين عن الأقصى وهو ما أشار إليه جوهر قرار "اليونسكو" المعتمد من المجلس التنفيذي.
وشددت على أن إسرائيل كقوة احتلال اعتادت التمرد على قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ورفض الانصياع لقرارات الأمم المتحدة ومجالسها ومنظماتها المختلفة التي تطالبها بوضع حد للاحتلال والاستيطان والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وتأكيدا على هذا التمرد تلجأ وبعد كل قرار دولي إلى تصعيد اجراءاتها الاحتلالية والاستيطانية ضد الشعب الفلسطيني في استهتار واضح واستخفاف بإرادة المجتمع الدولي.
ولفتت إلى أنه وفي الأيام الأخيرة جاء رد الفعل الأولي الإسرائيلي على قرار منظمة اليونسكو الخاص بالقدس والمقدسات عبر تصعيد وتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك في محاولة لتحدي القرار وما جاء فيه من خلال الاستمرار في فرض سياسة الأمر الواقع ليس فقط هذه المرة في الاقتحامات اليومية المتصاعدة وفي أعداد المقتحمين، وإنما أيضا في تصعيد نوعي للدعوات والإعلانات التي تحرض على الاقتحامات والتي تشمل تنظيم فعاليات احتفالية لأطفال المستوطنين عند مداخل المسجد ومشاركة مرشدين مختصين في شئون ما يسمى (الهيكل) المزعوم لإرشاد المجموعات المقتحمة وعرض فيلم ثلاثي الأبعاد حول (الهيكل) وتقديم هدايا للمشاركين في تلك الفعاليات بالإضافة إلى أداء الطقوس التلمودية خلال الاقتحامات وتقسيم الاقتحامات إلى نسائية جماعية واقتحامات للأطفال وغيرها للرجال.
وقالت الخارجية "إنه من الواضح أن تلك الدعوات انتشرت بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الإسرائيلية موقعه باسم منظمات استيطانية ارهابية مثل (طلاب من أجل الهيكل)، (نساء من أجل الهيكل)، (عائدون الى الجبل) و (يرئيه) و (ائتلاف منظمات الهيكل) التي تضم نحو 13 هيئة ومنظمة تعمل على الحشد لاقتحام الأقصى وتسريع بناء (الهيكل) المزعوم مكانه ليس هذا فحسب وإنما الدعوة العلنية التي أطلقها وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي للتجمهر أمام حائط البراق في عيد المظلة اليهودي ضد قرار اليونسكو.
وكانت اليونسكو قد صادقت يوم الخميس الماضي على قرار ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق وهو الأمر الذي أثار غضب الحكومة الإسرائيلية ، حيث صوّتت 24 دولة لصالح القرار الذي قدمته 7 دول عربية (مصر والجزائر ولبنان والمغرب وعُمان وقطر والسودان) فيما امتنعت 26 عن التصويت بينما عارضته 6 دول وتغيبت دولتان.
ويستنكر القرار بشدة الاقتحامات المتواصلة للأقصى من قبل المتطرفين والجيش الإسرائيلي ويطالب تل أبيب بوقف انتهاكاتها بحق المسجد وإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى سبتمبر 2000 ، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شئون الأقصى.