• اللواء طيار احمد المنصوري : كنا نحارب منتخب العالمة وليس إسرائيل وحدها • العقيد مهندس محمد إبراهيم عصفور : الشيخ حافظ سلامة منع محافظ السويس من تسليم المدينة للإسرائيليين• المقاتل أحمد إدريس: اخفيت سر شفرة الحرب حتى عام 2010• اللواء وسام عباس حافظ: ضابط كبير وراء غضب الرئيس عبدالناصر من المجموعة 39 في بداية تشكيلها• المهندس مقاتل منير عياد : الكباري التي تسلمتها مصر من الإتحاد السوفيتي لاستخدامها في العبور كانت في الأصل كباري برك
وجه المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين التحية للقيادة السياسية لحرصها على استقلالية القرار المصري والإرادة المصرية" وقال " أحيي القيادة السياسية على المواقف الجريئة التي اتخذتها في مجلس الأمن مؤخرا بشان ما يجري في سوريا ، فلقد كانت مواقفها جريئا وقراراتها حاسمة ودون أن تنظر لحسابات أخرى".
وواصل :" مصر وطن غالي جدا ، ولا يمكن لأحد أن يستهزء بقوة مصر، مصر تأخذ قراراتها باستقلالية كاملة.. ولن نبيع مواقفنا مقابل وعود وإغراءات مهما كانت".
جاء ذلك خلال مشاركة نقيب المهندسين في احتفالية أكتوبر في عيون أبطالها " وهي الاحتفالية التي نظمتها لجان المكتبات والثقافية والشباب، والتي شارك فيها عدد من أبطال نصر أكتوبر.
وخلال الاحتفالية وجهه نقيب المهندسين التحية لكل أبطال حرب ،مشيرا إلى أنهم حققوا نصرا عظيما غير وجه التاريخ .. وقال " الجيش المصري على مدي تاريخه ظل جيشا لمصر كلها ، وليس جيش فئة أو فصيل ..فهو جيش يعبر عن الشعب بكامله ، وهذا هو سر عظمته وقوته".
وأضاف: " الجيش يتلاحم دائما مع الشعب، وبهذا التلاحم تتحقق كل آمال الوطن، والشعب أيضا يتلاحم مع جيشه، وأروع مثال على ذلك هو ما فعله كابتن غزالي والشيخ حافظ سلامة وكل أبطال المقاومة الشعبية في السويس أثناء حرب أكتوبر".
وكانت الاحتفالية قد بدأت بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر وأخرهم شهداء يوم الجمعة الماضية في سيناء
وكشفت أبطال أكتوبر المشاركين في الاحتفالية أسرارا جديدة عن نصر النصر الذي نحتفل هذه الأيام بذكراه الـ 43 .. وأشار اللواء طيار أحمد كمال المنصوري – أحد نسور الطيران في حرب أكتوبر- أن الطيران المصري نفذ خلال الحرب 52 طلعة جوية .. وقال " علمنا بموعد الحرب يوم 5 أكتوبر، وساعتها قلت لزملائي المقاتلين لا نريد أن نموت في سبيل مصر ، بل يجب أن نقتل الأعداء ونعيش وننتصر من أجل مصر ".
وأضاف: " كان دعائي الوحيد طوال أيام الحرب هو " يا رب النصر أو النصر .. والحمد لله استجاب الله لدعائي"، وأكد " المنصوري أن مصر لم تكن تحارب إسرائيل وحدها وإنما كانت تحارب منتخب العالم ، فكان أمريكا ودول أوربية كثيرة تساند إسرائيل ، ولكن الجيش المصري كان معه الله .. وقال " جنود مصر بعبورهم القناه وتحطيمهم لخط بارليف حققوا معجزة عسكرية بكل المقاييس ، وطوال أيام الحرب كان كل جندي يشعر أن الله معه".
وقال: " الإسرائيليون يقولون عني أنني الطيار المجنون أنا فخور بأنني مجنون في الفتك بهم ، وفخور بأن الجيش المصري أذلهم في حرب أكتوبر، ولو حاولوا معنا مرة أخري فسنذلهم من جديد ، فمصر صار لها سيف ودرع ".
وأوضح المنصوري أن لفظ مقاتل فقد بريقه حاليا .. وقال " أنا فارس ولت مقاتل ، وأرفض ان يقال عني أنني مقاتل خاصة وأن إرهابيي داعش يطلقون على أنفسهم مقاتلين ، رغم أنهم في الحقيقة مرتزقة يحصل كل منهم على 500 دولار يوميا".
وأضاف: "عندما اندلعت حرب أكتوبر كان راتبي 50 جنيها، وكنت قائد سرب طيران انتحاري ، ودمرنا في الحرب 49 طائرة مقاتله و5 طائرا ميج إسرائيلية ، وخضت أطول معركة جوية استمرت 13 دقيقة فوق خليج السويس وعندما هاجمتني 6 طائرات فانتوم واجهتهم وأسقطت منهم واحدة ، وهبطت بطائرتي سليمة عند فنار الزعفرانه ، وخرجت من الحرب مصابا بنسبة عجز 50%،ولكني فخور بما قدمته خلال الحرب".
وحذر "المنصوري" من المؤامرات التي تحاك لمصر حاليا .. وقال "للأسف المتآمرين علة مصر من الداخل أخطر علي البلاد من المتآمرين عليها من الخارج، وللأسف هناك ناس داخل مصر مضحوك عليها وتعمل ضد مصلحة وطنها".
وأكد المنصوري الحاصل على جميع النياشين والأوسمة العسكرية أنه لا يزال يعيش في الشقة التي كان يعيش فيها منذ أن كان شابا .. وقال " الحمد لله أنا راضي جدا عما قدمته طوال حياتي وكتبت وصيتي وقلت عندما أموت ضعوا معي فير القبر الخوذة التي كنت ارتديها في الحرب ، والتي لا تزال تحمل العرق و الدماء التي بذلتها أيام الحرب ، وأوصيت أن يضعوا معي أيضا جميع الأوسمة والنياشين العسكرية التي حصلت عليها ، ويضعوا معي أيضا دعاء كتبت ف ورقة أقول فيه يا رب اغفر لي فلقد حاربت يوما في سبيلك".
وأشاد المنصوري بكل شهداء حرب أكتوبر البواسل .. وقال " رحم الله جميع شهداء الجيش المصري .. ورحم الله الشهيد البطل حسن الزعفراني الذي كان يقاتل بطائرته وعندما نفذت ذخيرته ، هجم بطائرته كما لو كانت صاروخا على طائرة إسرائيلية ودمرها .. ورحم الله الشهيد البطل سليمان ضيف الله الذي أصيبت طائرته واشتعلت فيها النيران ، ولكنه أصر على مواصلة القتال حتى أسقط طائرة العدو وبعدها قفز من الطائرة المشتعلة ، فوجهت له طائرة إسرائيلية نيران مدفعها الرشاش فارتفع إلى السماء شهيدا "وخلال الاحتفالية تحدث صاحب شفرة نصر أكتوبر المقاتل أحمد إدريس، فأشار إلى أنه التحق بالجيش عام 1954 وانضم لسلاح حرس الحدود ، وقبيل حرب 1967 كان على الحدود مع إسرائيل ، ولما صدرت الأوامر للجيش المصري بالانسحاب من سيناء تمكن هو ووحدته من قوات حرس الحدود من الانسحاب والعودة عبر الطرق الجانبية فيما كان الطيران الإسرائيلي يقصف بعنف جميع القوات المنسحبة عبر الطرق الرئيسية في سيناء ولهذا كانت خسائر تلك القوات 80% بينما خسائر حرس الحدود 12,5% فقط.
وأوضح أنه قرارات صدرت بتوزيع قوات حرس الحدود على ألأسلحة المختلفة وكان نصيبه الالتحاق باللواء 15 مدرعات وكان متمركز في أبو صوير .. ويقول " في أحد الأيام سمعت قائد اللواء يشكوا من أن إسرائيل تخترق جميع الشفرات المصرية، وساعتها قلت : يا أفندم فيه حل ، فقال لي وما هو قلت نستخدم اللغة النوبية في الشفرات ، فقال : وغية هي اللغة النوبية دي ، فقلت دي لغة بيتكلم بها أهل النوبة وهي لغة تنطق ولا تكتب فقال : طيب أسكت ومتقولش لحد دلوقتي".
وأضاف " عرض قائد اللواء الفكرة على قائد الجيش وبدوره عرضها على الرئيس السادات فقال " مين صاحب الفكرة دي ، فقال قائد الجيش، صاحب الفكرة شاويش في الفرقة 15 مدرعات فقال السادات هاتولى الشاويش دة مقيد بالكلابشات في ايديه".
ويواصل " وبالفعل جاء إلى وحدتي ضابط برتبة نقيب ووضع الكلابشات في يدي وقال لي إنت مطلوب بالكلابشات في قيادة الجيش في القاهرة وعندها كنت هأقع من طولي ، ومش عارف أنا عملت ايه علشان يعملوا معايا كده ، وجابوني على رئاسة الجمهورية ، ثم نقلوني إلى منزل الرئيس السادات ،وفكوا الكلابشات من يدي ، وعندها ازدادت دهشتي ، وبعد ساعة من الانتظار جاءني الرئيس السادات، وسألني أنت ازاي من النوبة وفي سلاح المدرعات ، فحكيت له حكاية توزيعي من سلاح الحدود إلى المدرعات ، فقال : إية بقي حكاية الشفرة النوبية .. وعندها فقط بدأت أسترد روحي ، وشرحت الفكرة للرئيس السادات فقال : أنت قلت الكلام دا لحد فقلت لقائد اللواء بتاعي :: فصمت الرئيس لمدة 10 دقائق ، لم يفعل خلالها شيئا سوي تدخين البايب والنظر إلى ، وبعدها قال: شوف أنا هأنفذ فكرتك ، ولكن لو قلتها لحد عقابي هيكون عسير ، فقلت : مستحيل أقولها لحد يا سيادة الرئيس فرد الرئيس السادات متقلش حتي لمراتك فقلت حاضر".
وبالفعل – يواصل المقاتل أحمد إدريس – ظللت محتفظا بالسر ولم احدث به أحدا حتى عام 2010 ، ووقتها فقط قلته لأولادي "وأشار إدريس إلى أنه تم تدريب 245 نوبي على أجهزة الشفرة لمدة 10 أيام ، وحتى أجادوا استخدامها وتصليحها إذا ما أصابها عطل ، وتم توزيعهم على مناطق متفرقة .. ويقول " كنت ممن انتقلوا إلى عمق سيناء وكنت أنقل بالشفرة عدد وأنواع القوات والأسلحة الإسرائيلية في سيناء وكنت اقضي النهار متخفيا في بئر مياه ، وكان السيناويين يمدوني بالطعام كل يوم وظللت علي هذا الحال حتى تم النصر".
وكشف العقيد مهندس محمد إبراهيم عصفور – قائد سرية رادار بالجيش الثالث ، أن روسيا سلمت لمصر رادارات متنقلة قبيل الحرب ، حتى يمكن نقلها من مكان لأخر فلا تستهدفها طائرات إسرائيل ..وقال " كانت الرادارات الروسية مصممة على أن يتم تركيبها خلال 90 دقيقة ولكن المهندسين المصرين تمكنوا من اختصار الوقت إلى 17 دقيقة فقط".
وأكد العقيد " عصفور " أن معجزات كثيرة شهدتها الحرب لم يكن لها إلا تفسير واحد وهو أن الله كان معنا. وروي واقعة تكشف لأول مرة فقال " عندما حاصرت القوات الإسرائيلية مدينة السويس بعد حدوث الثغرة ..كاد محافظ السويس أن يرفع الراية البيضاء ويسلمها للإسرائيليين ، ولكن الشيخ حافظ سلامة دخل بطبنجته على المحافظ وقال له لو سلمت السويس للإسرائيليين هيحاصروا الجيش الثاني تماما ،فرد المحافظ : طيب والعمل إية ؟ فقال الشيخ حافظ سلامة بحسم : أنا هاأطلعلك اليهود من السويس ، وبالفعل بدأت المقاومة الشعبية في السويس وتم طرد الإسرائيليين منها بفضل هذه المقاومة الباسلة".
وواصل العقيد محمد إبراهيم عصفور " الآن وبعد 43 عاما من نصر أكتوبر يحزنني أن أقول أننا لم نستثمر النصر ،وأهملنا سيناء ، ودخلنا في انفتاح لسنا أهله وكان مؤامرة علينا ".
وأضاف " مصر تتعرض لمؤامرة ولكنها محمية من الله وستظل باقية حتي تقوم الساعة".
وكشف اللواء ربان بحري وسام عباس حافظ أحد أبطال المجموعة 39 قتال أن المجموعة في بداية تكوينها عقب حرب 1967 تعرضت لوشاية من ضابط كبير – لم يذكر اسمه- فقال للرئيس عبدالناصر أن المجموعة 39 تنوي القيام بانقلاب عليهن فصدر قرار بنقل المجموعة إلى رأس غارب .. وقال " رغم الوشاية لم يكن يشغلنا شيئا سوى التدريب العنيف ، ونفذنا 99 عملية في حرب الاستنزاف ، كان أولها التسلل إلى سيناء وفك 3 صواريخ إسرائيلية ونقلها للقاهرة لمعرفة أنواعها ومداها ، وعندها تين للرئيس عبد الناصر كذب الضابط الواشي ".
وأضاف " المجموعة 39 نفذت بطولات خالدة طوال حرب الاستنزاف وفي حرب أكتوبر فهي التي دمرت إيلات وهي التي انتقمت لاستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض بأن عبرت القناة وقتلت 36 جنديا وضابطا إسرائيليا كانوا في النقطة الحصينة التي أطلقت النار على الشهيد عبد المنعم رياض ، وللتاريخ أول أننا حاولنا أن نأسر هؤلاء الإسرائيليين وطلبنا منهم الاستسلام ، ولكنهم رفضوا وأطلقوا علينا النار فقتلناهم جميعا ، وعدنا بأسلحتهم وملابسهم حتى أحذيتهم".
أما المهندس منير عياد أحد أبطال المهندسين العسكريين خلال حرب أكتوبر، فكشف أن الكباري التي قدمها الإتحاد السوفيتي لمصر لاستخدامها في الحرب كانت كباري مستخدمة في الحرب العالمية الثانية ، كما أنها كانت في الأساس كباري مستنقعات وليست كباري مجاري مائية .. وقال " أعطونا 4 معديات كوبري واحد ولكننا كنا بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير ، فكان علينا في الحرب أن نعمل في 16 محور بطول القناة ، ولهذا استعنا بالشركات المصرية لعمل كباري أكثر ، تولت شركة التمساح والمقاولون العرب هذا الأمر، أما شركة النصر للسيارات فصنعت سيارات نصر مخصوصة لكي تنقل هذه الكباري في الحرب إلي القناة "وأضاف " جميع شركات المقاولات بلا استثناء شاركت في المجهود الحربي ، وتولت رفع الساتر الترابي الغربي حتى نتمكن من تركيب الكباري خلال لحرب ، كما شاركت بدور بطولي في بناء دشم الطائرات وحائط الصواريخ الذي كان له دور محوري في نصر أكتوبر ، و قامت تلك الشركات بمجهود خرافي طوال العامين اللذان سبقا لحرب ، فكانت تتولى يوميا صب مايتراوح بين 20 ألف و40 ألف متر مكعب من الخرسانة المستخدمة في الدشم وكانت كل هذه الأعمال تتم بأيدي المهندسين العسكريين وواصل " بعد 43 عاما من الحرب أوجه التحية لكل من شارك في المعركة وأوجه تحية خاصة للواء أحمد حمدي قائد المهندسين العسكريين الذي قام بدور مهم وخطير في هذه المعركة حتى أستشهد".