في ذكرى وفاة محمد فوزي.. فنان عمل في "ملهى" ومات بسبب "التأميم"

محمد فوزي عبد العال الحو
محمد فوزي عبد العال الحو

محمد فوزي عبد العال الحو، أحد أشهر المطربين المصريين في القرن العشرين عمل أيضًا كملحن وممثل ومنتج، ولد في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهو الابن الواحد والعشرون من أصل خمسة وعشرين ولدًا وبنتًا، وهو شقيق المطربة هدى سلطان.

تزوج "فوزي" عام 1943م بزوجته الأولى السيدة هداية وأنجب منها (المهندس نبيل 1944 ـ المهندس سمير 1946 ـ الدكتور منير 1948) وانفصل عنها عام 1952، تزوج عام 1952 بالفنانة مديحة يسري وأنجب منها عمرو عام 1955 (وقد توفى لها ابنان من محمد فوزى)، وأنفصل عنها عام 1959م، تزوج عام 1960 بزوجته الثالثة كريمة وأنجب منها ابنته الصغرى إيمان عام 1961وظلت معه حتى وفاته.

وحصل محمد فوزي على الشهادة الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931م، ومال محمد فوزي إلى الموسيقى والغناء منذ أن كان تلميذًا في مدرسة طنطا الابتدائية، وكان قد تعلم أصول الموسيقى في ذلك الوقت على يدي أحد رجال المطافئ محمد الخربتلي وهو من أصدقاء والده حيث كان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح.

وتأثر "فوزي" بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وصار يغني أغانيهما على الناس في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي.

والتحق "فوزي" بعد نيله الشهادة الإعدادية بمعهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة، وبعد عامين على ذلك تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها.

وتعرف على فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط بصداقة متينة معهم، واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد في أعماله السينمائية.

وتقدم "فوزي" وهو في العشرين من عمره، إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذي سبقه إلى ذلك بعامين، فرسب مطربًا ونجح ملحنًا مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحنًا.

وأسس "فوزي" أول مصنع اسطوانات فى الشرق الأوسط (مصر فون) وكانت أول بطولاتة في السينما فيلم " قبلة فى لبنان".

وغنى "فوزي" مع ليلى مراد فى السينما منها اغنية "شحات الغرام" وأغنية "الحب طيار".

وحضر "فوزي" إلى القاهرة عام 1938م، واضطربت حياته فيها لفترة قبل العمل في فرقة بديعة مصابني ثم فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح.

وقد كان الغناء هاجس محمد فوزي، لذا قرر إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه التي هي مِلْء رأسه، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلًا ومغنيًا بديلًا من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش.

ولكنه أخفق "فوزي" في عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه، فتوارى زمنًا إلى أن عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي، التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته، العمـل في فرقتها ممثلًا وملحنًا ومغنيًا فلبى عرضها شاكرًا.

وفي العام 1944 طلبه يوسف وهبي ليمثل دورًا صغيرًا في فيلم «سيف الجلاد» يغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه (محمد فوزي حبس عبد العال الحو) بمحمد فوزي فقط، فوافق من دون تردد.

وشاهد المخرج محمد كريم فيلم «سيف الجلاد»، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم « أصحاب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ذلك في محمد فوزي، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلًا، فخضع لطلبه، واكتشف بعدئذٍ أن محمد كريم كان على حق في هذا الأمر.

وقد كان نجاحه في فيلم «أصحاب السعادة» كبيرًا غير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947.

وخلال ثلاث سنوات فقط استطاع محمد فوزي التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات.

وفي عام 1958م استطاع "فوزي" تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها، حيث كانت تعتبر ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشًا، بينما كانت شركة "فوزي" تبيعها بخمسة وثلاثين قرشًا، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما ما أدي إلى نجاحها.

كما أن محمد فوزي هو صاحب لحن النشيد الوطني للجزائر "قسما" الذي نظمه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا.

غنى "فوزي" العديد من الأغاني حيث ويبلغ رصيده الغنائي حوالي 400 اغنية عاطفية واستعراضية ودينية منها حوالي 300 في الأفلام من اشهرها "حبيبي وعينيه" و"شحات الغرام" و"تملي في قلبي" و"وحشونا الحبايب" و"اللي يهواك اهواه" ومجموعة من أجمل اغنيات الأطفال التي اشهرها "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل طلع الفجر" وغيرها من الأغاني الخالدة.

كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبد المطلب وليلى مراد ونازك وهدى سلطان أخته ونجاح سلام، وغيرهم الكثير.

ودفع تفوق شركة "فوزي" وجودة إنتاجها الحكومة إلي تأميمها سنة 1961م وتعيينه مديرًا لها بمرتب 100جنيه وكان هذا القرار من أكبر الصدمات في حياته بل وأعظمها.

وبدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل العام 1965م ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه انه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وانه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض.

وقد وصل وزن "فوزي" وقتها إلى 36 كيلو (المرض هو تليف الغشاء البريتونى الخلفى) فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها (مرض فوزى) هكذا سماه الدكتور الالمانى باسم محمد فوزى.

وهكذا دخل محمد فوزي دوامة طويلة مع المرض الذي اودى بحياته إلى أن توفي في 20 أكتوبر عام 1966م.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً