استدعت السلطات الروسية، سفير بلجيكا لدى موسكو، اليوم الجمعة، لتقديم أدلة على ضلوع طائرات بلجيكية في غارة قتلت مدنيين بريف حلب.
وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين موسكو وبروكسل مساء الثلاثاء الماضي، عندما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 6 مدنيين جراء غارة جوية على قرية حساجك في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، مضيفة أن طائرتين بلجيكيتين كانتا تحلقان فوق المنطقة في هذا الوقت.
وتقع قرية حساجك في منطقة تشهد معارك شرسة بين "قوات سوريا الديمقراطية" من جهة، وعناصر "داعش" من جهة أخرى. وفي يوم الأربعاء، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" عن فرض السيطرة على عدد من القرى في المنطقة، بينها قرية حساجك.
وطالبت وزارة الخارجية الروسية التحالف الدولي بقيادة واشنطن بإدانة هذا الهجوم الذي استهدف البنية التحتية المدنية. ولم يرد التحالف بأي شكل من الأشكال ولم يعلق على الموضوع. لكن بلجيكا سارعت إلى نفي وجود مقاتلاتها في المنطقة التي وقع فيها القصف، واستدعت السفير الروسي لدى بروكسل لتقديم احتجاجها.
وفي هذا السياق، أقدمت وزارة الدفاع الروسية على خطوة غير مسبوقة، بنشرها بيانات خاصة بتحليق المقاتلتين البجيكيتين من طراز "إف-16" اللتين نفذتا الغارة، وخريطة تبين مسار طلعتهما وقيامهما بعملية التزود بالوقود في أجواء دير الزور بمساعدة طائرة صهريج أمريكية، وأرقام التعرف على هاتين المقاتلتين المستخدمة في إطار التحالف الدولي. وتؤكد وزارة الدفاع الروسية أن وسائل الرصد والاستطلاع الخاصة بها المنتشرة في سوريا، تسمح بمراقبة الأجواء السورية برمتها وتسجيل تحركات أي جسم طائر.
ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى أن سلاح الجو الأمريكي لم يبلغ الجانب الروسي بتحليق المقاتلتين البلجيكيتين مسبقا، كما هو ضروري في إطار البروتوكول الروسي الأمريكي الخاص بضمان أمن التحليقات في أجواء سوريا.
وبعد تلقيها البيانات الروسية، أصرت وزارة الدفاع البلجيكية على نفي مشاركة أي من طائراتها الحربية في الغارة على حساجك.
وجاء في بيان أصدرته الوزارة البلجيكية يوم الجمعة 21 أكتوبر، أن أرقام التعرف عبر الاتصال اللاسلكي التي اعتبرها الجانب الروسي تابعة للمقاتلتين اللتين ضربتا حساجك، لا تتناسب مع أي طائرة من طائرات سلاح الجو البلجيكي.
وتابعت الوزارة أنها تنتظر أن يتراجع الجانب الروسي رسميا عن الاتهامات التي سبق له أن وجهها إلى سلاح الجو البلجيكي.