أثار قيام وزارة الداخلية بإلقاء القبض على محموعة من الاشخاص وتوجيه تهمة اشاعة المناخ التشاؤمى علامات استفهام واسعة حيث ان تلك التهمة لم توجد فى جميع الدساتير،وليس لها وجود فى القانون.
الخبراء اكدوا بان هذه الجريمة هى شماعة تعلق عليها الحكومة فشل سياستها الاقتصادية،وللخروج من ازماتها وفساد بعض المسؤلين فى مواجهة ازمة القمح المستورد، وازمة الدولار وازمة السولار وغرق الشباب بمركب رشيد نتيجة الهجرة غير الشرعية هربا من الغلاء وسوء الاحوال الاقتصادية وبحثا عن لقمة العيش وغيرها من الازمات التى عانت منها البلاد خلال تلك الفترة
"خلق مناخ تشاؤمى"
بدات القصة باعلان الداخلية فى بيان رسمى لها عن قيامها بالقاء القبض على اخطر خلية ارهابية اخوانية هدفها اثارة الروح التشاؤمية بين المواطنين حيث اعلنت عن القبض على "تنظيم خلق مناخ التشاؤم"، والذى يضم 17 شخصًا، تحت مسمى "خلية الأزمة"، وأنهم يستهدفون خلق مناخ تشاؤمي بين المواطنين، والتشكيك في النظام، وتعطيل خطة الإصلاح الاقتصادي التي وضعتها الحكومة، وأن الخلية تتواصل مع قيادات الجماعة الهاربين خارج البلاد، ويتمثل دورها في خلق أزمات بين الشعب والحكومة
وجاء في البيان أنه تم استهداف الوكر المُعد لعقد اللقاء التنظيمى بمحافظة القليوبية أثناء دارسة التكليفات الصادرة لهم بشأن تنفيذ مخططهم، وذلك عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا وضبط القيادى شعبان جميل عواد السيد (مطلوب ضبطه فى القضية رقم 48292016 إدارى قسم العبور) و11 من العناصر القيادية الإخوانية بالإضافة لخمسة آخرين اضطلعوا بتأمين اللقاء من الخارج وعُثر بحوزة أحدهم على "فرد خرطوش محلى الصنع وعدة طلقات"، وبتفتيش مقر اللقاء عن العثور على مبالغ مالية وقدرها (70،40 ألف دولار أمريكى، 105،975 ألف جنيه مصرى).. كانت معدة للتوزيع على مسئولى لجنة الأزمة لتفعيل آليات عملها ومطبوعات تنظيمية تحتوى على هيكل وحدة الأزمات وآليات تحركها (إعلاميًا وجماهيريًا) والمؤسسات والكيانات وكافة شرائح المجتمع
واشار البيان إلى أن خطة تحرك عناصر الخلية كانت تتضمن تصعيد المطالب الفئوية للعاملين بالمؤسسات المختلفة، واستثمار الأزمات الاقتصادية، للتشكيك في النظام، وترويج الشائعات، وتحريض المواطنين على الوقوف في وجه الإصلاح الاقتصادي، ونشرت الداخلية على موقعها الإلكتروني، مقطع فيديو يتضمن اعترافات المتهمين بتفاصيل مخططهم.
وأوضحت تحقيقات أجهزة الأمن بأنه تنفيذًا للتكليفات الصادرة لهم تم إشعال أزمة الدولار، والعمل على جمعه من شركات الصرافة، والحصول على مدخرات المصريين بالخارج، فضلًا عن خلق أزمة في الوقود، وتصوير مشاهد الزحام أمام المحطات، والتشكيك في المشروعات الكبرى، مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية، وقالت الداخلية إن التحقيقات مع المتهمين، أثبتت أنهم اتفقوا مع ما أسمته "الكتائب الإلكترونية" للإخوان على تصدير مشاهد التشاؤم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، واستغلال حادث غرق مركب المهجرين برشيد، والترويج لأن الضحايا يعانون من الفقر والبطالة، وأنهم يهربون من الموت إلى الموت.
ونظرا لما تمثله هذه التهمة من خطورة على جميع فئات المجتمع استطلعت اهل مصر " اراء خبراء القانون والحقوقيين وعلماء النفس والشباب على صفحات التواصل الاجتماعى حول رايهم فى هذه التهمة ومدى قانونيتها والعقوبات المتوقعة لمرتكب تلك الجريمة وخاصة بعد حالة الجدل القانونى والسخرية التى اثيرت حول هذا الموضوع
"جريمة غير موجودة بالقانون"
فى البداية قال الخبير القانونى " اسامه ابو ذكرى " ان جريمة "تنظيم مناخ التشاؤم" هى جريمة غير متوقعة ولم يتصور احد ان توجهها الداخلية لاى شخص وانه يرى انها جاءت لصرف الانظار عن كارثة "مركب المهاجرين غير الشرعيين"، قرب شاطىء مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، وللخروج من الازمات المتتالية مثل ازمة السكروالارز والدولار مؤكدا ان الحكومة هي التي رفعت الدعم عن الكهرباء والمياه، وأصدرت قانون القيمة المضافة والخدمة المدنية، ورفعت أسعار الدولار.
وتابع أن قانون العقوبات المصرى لا يتضمن مادة تنص على ما يسمى بـ" خلق مناخ تشاؤمى"، مشيراَ الى أنه لا جريمة بذلك المسمى ولا يوجد ما يعاقب على خلق المناخ التشاؤمى ولكن من الممكن ان تكون التهمة الموجهة للمتهمين هى التحريض على الدولة والنيل من سمعتها، موضحًا أن المناخ التشاؤمي حالة نفسية والقانون لا يعاقب على الشئ النفسي ولكن على الفعل المادي للجريمة.
اصل التهمة تكدير السلم العام والامن القومى
وقال على ايوب المحامى ان اثاث التهمه المفروض توجيهها للمتهمين هى بث الشائعات وتكدير السلم والأمن القومي وهى جنحة وليست جناية وتصل عقوبتها إلى 3 سنوات
وكذا جريمة الإنضمام لجماعة إرهابية، وإشاعة أخبار كاذبة، وتكدير السلم الاجتماعي، وجمبعها جنايات وعقوبتها تصل الى السجن المؤبد.
واشار بانه من وجهة نظره ان جماعة الاخوان المسلمين الارهابية تسعى لخلق حالة من الغليان داخل الشارع المصرى مستغلة الغلاء وارتفاع الاسعار وسوء الاحوال الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد فى محاولة منها لنشر الفوضى والسخط فى البلاد ومحرضة الشعب على القيام بثورات ومظاهرات بعد ان فشلت جميع خططتها فى العودة لسدة الحكم مرة اخرى، وخاصة بعد ان تم القبض على قيادات الجماعة المحظورة واودعوا جميعا خلف القضبان
واكد بانه يجب على الحكومة ان تجد حلول لهذه المشكلات الاقتصادية وتوفر فرص عمل للشباب لرفع الروح المعنوية بالبلاد لتسد تلك الثغرات التى يستغلها البعض فى تحقيق اهدافهم الغير مشروعة.
و اوضح وائل حمدى الخبير القانونى أن قانون العقوبات المصرى خلا من مثل هذة التهمة،فلا جريمة ولا عقاب بغير نص قانونى، وهذه جريمة خيالية غير موصوفة في القانون، من بنات أفكار الشرطة، مؤكداَ أن أصل الإتهام هو نشر أخبار كاذبة من شانها عرقلة التنمية الإقتصادية وتكدير الرأى العام إلا أن بيان وزارة الداخلية كُتب بطريقة خاطئة وان المصطلحات التى جاءت فى بيان الداخلية هى مصطلحات مطاطة خرجت عن النطاق القانونى.
واوضح " أن النيابة العامة ستقوم بتكييف الاتهامات بشكل قانونى والتى ستتمثل فى اسناد تهمة نشر الأخبار الكاذبة سواء عن طريق مواقع التواصل الإجتماعى أو غيرها من الوسائل.
"عبث بالقانون"
وقال الخبير القانونى والمحامى عبدالله ربيع، ان هذه التهمة مخالفة للقانون والدستور وانه اذا صدر قانون يعاقب على هذه الجريمة فسيتم وضعه ضمن قائمة القوانين سيئة السمعة التي تحاسب المواطنين على آرائهم، وستخلق نوع من الخوف والفزع بين المواطنين ووأد لفكرة المعارضة مما يعد مخالف لاهم مبادئ حقوق الانسان
واكد ان جريمة اشاعة خلق مناخ اخلاقى تشاؤمى هى اختراع مصرى وهى جريمة جديدة لا تعرفها الأنظمة القانونية العالمية
واكد ان الحكومة هى المسئول الاول عن حالة التشاؤم التى تصيب المواطنين نتيجة سوء الاحوال الاقتصادية وارتفاع الاسعار وزيادة الضرائب، ولا يمكن لعاقل ان يحاكم شخص لانه متشاؤم او متفائل
ووصف تلك التهمة بانها ليست جريمة ولكنها عبث بالقانون، وان هذا المسمى للجريمة ليس قانونى ولكنه سياسى، ويعادل جريمة إثارة الفتن، وهى جناية تبدا عقوبتها بالسجن 5 سنوات.
"الفيس بوك"
ومن ناحية اخرى هاجمت مواقع التواصل الاجتماعى هذه الجريمة والتى وصفوها بالجريمة الضاحكة ومن ابرز التعليقات والصور التى علق بها الشباب على صفحاتهم على الفيس بوك وتويتر للسخرية من هذه التهمة الجديدة عبارات كثيرة منها" المناخ التشاؤمى يبدا عندما لا يكون لدينا فحم "،و "يا ولية بلاش تخلقى مناخ تشاؤمى لا الداخلية تيجى تقبض علينا" ،