وبرئاسة الدكتور محمد أبو الفضل بدران، وحضور نخبة من كبار شعراء و أدباء مصر و أساتذة الجامعات و عمداء الكليات و الشخصيات العامة وسط مشاركة واسعة من المثقفين و المهتمين، أقام بيت الشعر بالأقصر مؤتمر اليوم الواحد تحت عنوان "الأقصر عاصمة الثقافة العربية عام 2017.. الطموحات و التحديات"، وذلك طوال يوم الخميس الماضي 20 أكتوبر.
يهدف المؤتمر إلى وضع و صياغة مجموعة من التصورات والرؤى واقتراح الخطط والبرامج التي يمكن من خلالها تقديم الصورة الناصعة للثقافة المصرية وما تتميز به مدينة الأقصر و صعيد مصر من خصوصية وتميز في مجالات الإبداع كافة و بخاصة ميدان شعر الفصحى الذي يلقى اهتماماً خاصاً من بيت الشعر ، وكذلك الاتفاق على مجموعة من التوصيات يتم تقديمها للأخذ بها من جانب المؤسسات الثقافية و الجهات المنوط بها رعاية هذا الحدث الهام.
كما يأتي هذا المؤتمر لتنبيه و لفت أنظار المجتمع الأقصري المحلي و أهالي الجنوب إلى أهمية الثقافة العربية و دورها في الحفاظ على الهوية الوطنية و القومية باعتبارها جراً للتواصل و التقارب بين الشعوب العربية ومدى إسهام "بيت الشعر" في دعم و مساندة هذا الحدث الثقافي الهام من خلال نشاطاته التي تهتم بالشعر العربي و اللغة العربية الفصحى.
بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر في بيت الشعر بالأقصر، الكائن على طريق الكباش، في تمام الحادية عشرة صباحًا، بحضور نخبة كبيرة من مثقفي ومبدعي بعض المحافظات وعدد كبير من المسرحيين وعمداء الكليات، ومنسقة جسر الحضارات أ. ماريان من ألمانيا.
بدأ اللقاء بكلمة الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر بالأقصر، والتي تحدث خلالها عن دعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي- صاحب مبادرة إنشاء بيوت الشعر العربية و بثها في كل مكان و منها بيت الشعر بالأقصر- الذي أصبح مركز إشعاع حضاري و فكري و إبداعي له تأثيره الفاعل في محيطه و في مصر كلها.
وتطرق "القباحي" إلى مكانة الأقصر التاريخية والحضارية والتي توجب علينا الالتفاف حول هذه المدينة ذات الطابع التاريخي المميز وضرورة إبراز وجهها المضيء لتكون منارة ليس لجنوب مصر فقط إنما لمصر كلها وللعالم العربي ولكي تحتل مكانة أفضل بتاريخها وعطائها الإنساني الذي طالما كان محط اهتمام العالم بأسره.
وأوضح "القباحي" أن اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية هو ما دفع الكثير من المثقفين من مختلف محافظات الجنوب للإحساس بالمسؤولية البالغة تجاه الأمر، وهو ما دفع بيت الشعر بالأقصر إلى إقامة هذا المؤتمر ليكون جلسة استعدادية لهذا الحدث الضخم عن طريق وضع بعض المقترحات والآراء التي من شأنها أن تدعم الثقافة والوعي وصياغة خطة جادة يؤخذ بها من جانب المؤسسات الثقافية والميدانية للمشاركة في هذا الحدث.
ثم جاءت كلمة الأستاذ الدكتور محمد أبو الفضل بدران، رئيس المؤتمر، والتي أوضح فيها أن الأقصر ليست بحاجة إلا لأن تُذكَّرَ بتاريخها الحضاري العميق فطالما كانت رائدةً وكانت منارة تشع بكل فن أصيل، وهذا التاريخ هو الذي جعلها حقيقة بهذا التكريم وهذا التكليف الذي يجعلنا جميعا في مسؤولية تحتم علينا التكاتف لصياغة موقف داعم للوطن عن طريق نشر الثقافة والوعي وضرورة الاستفادة من كل التجارب السابقة لإبراز وجه مصر العربية.