فى دورتها الـ 28.. القمة العربية المشتركة على "صفيح ساخن".. توتر العلاقات المصرية السعودية الأزمة الأكبر.. ودبلوماسي سابق: فرصة لتقارب وجهات النظر بين البلدين حول القضية السورية

القمة العربية المشتركة

وقت عصيب تمر به العلاقات المصرية السعودية، الأمر الذى قد يشعل القمة العربية المشتركة القادمة والمقرر إقامتها فى الأردن عقب اعتذار اليمن رسميا عن استضافتها الأسبوع الماضي، ولم يتم بعد تحديد موعد لعقده، فتوتر العلاقات بين البلدان العربية فى الأونة الأخيرة وعلى رأسهم مصر والسعودية يضع القمة القادمة على صفيح ساخن.

وباتت العلاقات المصرية السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا نظرا لوجود عدة قضايا تفرض على البلدين اتخاذ مواقف مختلفة أو تفرض على كل بلد الوقوف في الاتجاه المضاد للآخر وخصوصا القضية السورية والتى فجرت الأزمة بين البلدين فى اجتماع مجلس الأمن مطلع أكتوبر الجارى.

حيث أثار تصويت مصر، لصالح القرار الروسي إلى جانب الصين وفنزويلا، حالة من الغضب لدى المملكة العربية السعودية الذي اعتبرته مخالف للموقف العربي، وفي هذا الصدد قال عبدالله المعلمي، مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، "كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري).. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".

و يأتى قرار شركة "أرامكو" السعودية للخدمات النفطية، بالتوقف عن إمداد مصر بالمواد البترولية، عقب الأزمة بأيام، ليعتبره البعض سياسة جديدة من "الرياض" اتجاه "القاهرة" بـ "لى الذراع"، حيث أبلغت "أرمكو" مصر بعدم قدرتها على إمدادها بالشحنات البترولية، الأمر الذى يعد إخلالا بالاتفاقيات التى وقعتها مصر مع السعودية خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر يسمح بتصدير نحو 700 ألف طناً شهرياً للمواد البترولية لمدة خمس سنوات بقيمة 23 مليار دولار.

وفى السياق ذاته أشعل العديد من النشاطاء السعوديين، الفتنة بين البلدين بمطالبة "القاهرة" بمعرفة أوجه إنفاقها لحوالى 27مليار دولار، قدمتها السعودية دعمًا للاقتصاد المصرى، الأمر الذى أثار استياء عدد كبير من المصريين لما اعتبروه تجاوزًا للسقوف التي تحكم علاقات البلدين.

وطفى على السطح في الفترة الماضية ما وُصف بـ"صراع الأقلام" بين كتاب سعوديين ومصريين، عكس شدا وجذبا في العلاقات بين البلدين، فتارة يهاجم الإعلامي السعودي جمال خاشقجي "القاهرة" متحدثًا على صفحات جريدة الحياة اللندنية قائلًا "إما أن تكونوا معنا وإما ضدنا". وأخرى يقولها الكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى في برنامجه المُذاع على فضائية "القاهرة والناس"، إن "السعودية لا تطيق موقفا قياديًا ومستقلًا لمصر".

بدوره أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية المشتركة الـ 28 فرصة لتقارب وجهات النظر بين مصر والسعودية حول العديد من قضايا المنطقة، رافضا وصف "الأزمة" فى العلاقات المصرية السعودية وتأثيرها على القمة العربية القادمة. وأضاف هريدي، أن هناك كتّابا سعوديين معروفين بالاسم يريدون الوقيعة بين القاهرة والرياض، ومن الحكمة أن يتم احتواء اي اختلاف يقع بين الدول العربية، لافتا إلى أن كل الدول تتخذ إجراءات وقرارات تصب في مصالحها.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقة بين مصر والسعودية استراتيجية لأبعد مدى ولا يمثل نمط التصويت على القضية السورية أزمة، موجها نصيحة للإعلام المصري بألا يصعد الموقف، خاصة أن مصر تقف في ظهر المملكة للحفاظ على أمنها حتى لو أخذت المملكة مواقف غير مدروسة.

وكانت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، قد أعلنت اليوم الاثنين، عن موافقة المملكة الأردنية على استضافة القمة العربية بعد بعد اعتذار اليمن، مؤكدة أن الملك عبدالله الثاني وجه لاستضافة مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الثامنة والعشرين بعد اعتذار الجمهورية اليمنية عن استضافة القمة.

وعقدت آخر قمة عربية في موريتانيا يومي 25 و26 تموز/يوليو الماضي بحضور سبعة فقط من قادة الدول الـ 22 الأعضاء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً