قال أحد كبار الزعماء السياسيين للأكراد السوريين، الثلاثاء، إنهم يخشون "طعنة في الظهر" من جانب تركيا إذا انضموا إلى حملة لطرد "داعش" من الرقة معقله الرئيسي في سوريا.
وتسلط تصريحات صالح مسلم الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي -الحزب الكردي الرئيسي في سوريا- الضوء على حجم الخلافات بين تركيا وأكراد سوريا وتهديدها بتقويض جهود محاربة "داعش" عدوهم المشترك.
وقال مسلم: "من المهم للغاية تحرير الرقة. لكن توجد نقطة مقلقة لنا هي أننا لو زحفنا باتجاه الرقة سنتلقى طعنة في الظهر". وقال إنه لا يعلم متى قد يبدأ الهجوم على الرقة ودعا الولايات المتحدة إلى ضمان عدم مهاجمة تركيا لمناطق كردية عندما يبدأ الهجوم.
وقال: "ربما سيحاولون احتلال كوباني أو تل أبيض" في إشارة إلى القوات التركية ومدينتين سوريتين كبيرتين في مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد قرب الحدود مع تركيا.
ولعب المقاتلون الأكراد دورا كبيرا خلال العام الماضي ضمن قوات سوريا الديمقراطية- وهي جماعة تدعمها الولايات المتحدة- عند سيطرتها على مساحات كبيرة من الأراضي من تنظيم "داعش" فيما مهد الطريق للهجوم على الرقة.
لكن التدخل التركي في سوريا في أغسطس دعمًا لجماعات المعارضة المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر عقد الموقف وأدى إلى اشتباكات بينها وبين الجماعات الكردية المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية.
وتسعى تركيا بتدخلها لتحقيق هدفين أولهما طرد تنظيم "داعش" من مواقع يستخدمها في قصف بلدات تركية والثاني منع جيبين كرديين من الالتحام جغرافيا وتأسيس دويلة كردية بحكم الأمر الواقع على الحدود التركية.
وتعتقد تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع حزب الاتحاد الديمقراطي وهي أقوى فصيل في قوات سوريا الديمقراطية على علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردًا ضد أنقرة منذ ثلاثة عقود.
وتنفى وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني وجود أي صلات مباشرة بينهما رغم إعلان الطرفين أنهما ضمن اتحاد أوسع يضم أحزابًا كردية متشابهة الفكر في بلدان مختلفة.
واتهم مسلم وساسة أكراد سوريون تركيا بدعم تنظيم "داعش" وهو أمر تنفيه أنقرة بشدة وتقول إن توغلها في مناطق خاضعة للتنظيم يهدف إلى إحباط هجوم أوسع عليها.
كما اتهم تركيا بالضلوع في تطهير عرقي في مناطق كردية يسيطر عليها الجيش السوري الحر، وقال إنها طردت آلاف الأكراد من أراضيهم في قرى قرب الحدود.
وسيطرت جماعات الجيش السوري الحر بدعم من تركيا على شريط بعرض 30 كيلومترا من منطقة الحدود السورية ويتجه جنوبا صوب مدينة الباب وسيطر على قرية دابق ذات الأهمية الرمزية لتنظيم "داعش" قبل نحو أسبوع.
وحرم التقدم الذي أحرزته جماعات الجيش السوري الحر وقوات سوريا الديمقراطية التنظيم من موقعه على الحدود التركية وهو طريق رئيسي للإمدادات والمجندين وقلص المساحات التي يسيطر عليها.