على الرغم من التقدم التكنولوجي والعلمي الذى يشهده العالم، إلا أن ظاهرة الدجل والشعوذة تأبى أن تندثر، بل تزيد، وبخاصةً في الدول النامية، ومنها مصر، وذلك بسبب ما تدره تلك الأعمال من أموال كثيرة، حتى أصبحت مهنة من لا مهنة له.
وبعدما كانت تلك الأعمال تمارس في الغرف المظلمة، انتشرت في الآونة الأخيرة، بشدة، حتى أصبحنا نرى إعلانات عن الدجل والشعوذة والرقية الشرعية، وجلب الحبيب، وغيرها من تلك الإعلانات المنتشرة في القنوات الفضائية مجهولة الهوية، وذلك في غفلة من الرقابة، في استغلال واضح لأعمال بيع الوهم، التي يقوم بها مجموعة من العاطلين، ممن أطلقوا على أنفسهم مشايخ وخبراء وعلماء روحانيين، وذلك من أجل التربح من أموال البسطاء ليس إلا.
الدجالين فى مصر تقول دراسة علمية مصرية، أعدها الباحث محمد عبدالعظيم، الباحث بالمركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية، إنه رصد قرابة 300 ألف شخص يعملون في مجال الدجل والشعوذة في مصر، وأن هذا يأتي نتيجة استمرار اعتقاد الكثير من الأسر المصرية في دور هؤلاء الدجالين في حل الكثير من المشاكل المستعصية، مثل تأخر سن الزواج، أو عدم الإنجاب والعقم، أو فك السحر والأعمال، كما أن كم الخرافات والخزعبلات التي تتحكم في سلوك المصريين يصل إلى 274 خرافة.
أبرز جرائم الدجل والشعوذةتخلصت ربة منزل، من زوجها الدجال؛ بعد اكتشافها قتله لطفلة بعد اغتصابها بأبو النمرس.
وأقدمت ربة المنزل، على قتل زوجها، طعنًا بالسكين، بعدما اكتشفت أنه ساحر وينصب على السيدات لإقامة علاقات محرمة معهن، وذلك بحجة علاجهن من المس.
تلقى قسم شرطة أبو النمرس، إخطارًا يفيد بنشوب مشاجرة داخل منزل ووجود متوفٍ، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان الحادث، وعُثر على جثة "حماد.أ.أ" 50 عامًا، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجني عليه "نفيسة.ع" 30 عامًا، ربة منزل، إثر مشاجرة بينهما بعد اكتشافها أنه ساحر.
وقالت المتهمة، خلال التحقيقات معها، إنها تزوجت منه منذ 10 أعوام، واكتشفت بالصدفة أن زوجها ساحر، وذلك بعد تلقيها مكالمة من شقيقة إحدى ضحايا زوجها، والتي أخبرتها أن زوجها تسبب في انتحار شقيقتها؛ بعدما أفقدها عذريتها بحجة علاجها من المس.
وأضافت الزوجة المتهمة، أنها اكتشفت غرفة سرية مغلقة في منزل زوجها، وبعدما استطاعت كسر الباب والدخول إلى الغرفة، عثرت بداخلها على أدوات غريبة وأعشاب وبخور وطبق ملىء بالدم، وعندما واجهت خادم زوجها، اعترف أن زوجها يستغل خبرته في أعمال السحر والشعوذة، حيث يقوم بالإيقاع بالسيدات لممارسة الجنس معهن، وذلك بعد استدراجهن عن طريق الإنترنت والمكالمات الهاتفية، مشيرًا إلى أنه أقدم على قتل طفلة بعد اغتصابها بمنطقة المقابر بالقرية، بعد استدراجها بصحبة والدتها.
وعندما واجهت زوجها بكلام الخادم والمكالمة الهاتفية التي تلقتها، قام بالاعتداء عليها بالضرب المبرح، فاستلت سكينًا وطعنته عدة طعنات حتى فارق الحياة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 8886 لسنة 2016.
مقتل طالبة أثناء جلسة علاج على يد دجالة بالبدرشين
لفظت طالبة بكلية الطب، أنفاسها الأخيرة، على يد دجالة، وذلك أثناء جلسة علاج روحاني، بقرية أبو صير بالبدرشين.
تلقى قسم شرطة البدرشين، بلاغًا من "فوزية.ع" ربة منزل، يفيد بوفاة نجلتها "ياسمين عبدالرحمن" 20 عامًا، طالبة بالفرقة الأولى بكلية الطب، وذلك أثناء قيام دجالة تدعى "حفصة.ع" وشهرتها "أم فتحي" بعلاجها من حالة نفسية.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث، وعثرت على جثة الفتاة، وبسؤال والدتها، أقرت بقيامها باصطحاب المجني عليها للمتهمة؛ لعلاجها من بعض الأمراض النفسية، وأنه أثناء قيام المتهمة بعلاج نجلتها، قامت بربطها بسلك كهربائي وأشعلت الدخان مما أدى لوفاة المجني عليها.
تم ضبط المتهمة،، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1177 لسنة 2016.
دجال المنوفية.. "الجنس أولًا"تمكنت مباحث المنوفية، من ضبط عامل، يمارس أعمال الدجل والشعوذة، وينصب على السيدات ويعاشرهن جنسيًا بحجة شفائهن.
تلقى اللواء خالد أبو الفتوح، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من قسم منوف، يفيد بتلقي بلاغًا من "د.م.ع.ح" 31 عامًا، مؤهل عالي، ومقيمة بمنطقة مصر الجديدة، بتضررها من "إ.ا.ا" 51 عامًا، حرفي بالهيئة العامة للمطابع الأميرية، ومقيم بمنطقة روض الفرج بالقاهرة، للنصب عليها عن طريق الدجل والشعوذة، والاستيلاء منها على مبلغ مالي" 10 آلاف جنيه " وطلب منها مقابلته في مدينة منوف لمعاشرتها جنسيًا.
تم ضبط المشكو في حقه، وتبين تواجد إحدى السيدات معه، والتي أقرت بنصب المشكو في حقه عليها، عن طريق الدجل والشعوذة، وتحصله منها على مبلغ مالي 7 آلاف و500 جنيهًا، وذلك بعدما تعرفت عليه عن طريق الإنترنت.
وبمواجهة المشكو في حقه، اعترف بارتكابه الواقعتين، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 7325 جنح قسم منوف لسنة 2016.
التيجاني المغربي و"جلب الحبيب"تمكنت الإدارة العامة لمباحث الآداب، برئاسة اللواء أحمد عبدالغفار، من ضبط دجال، متهم بالنصب على المواطنين بدعوى فك السحر، وتصويره لبعض حالاته عراة في سبيل ذلك.
وردت معلومات تفيد بقيام "عبد الإله محمد مـحمد" الشهير بـ"الشيخ أحمد التيجانى المغربي"، يقوم بنشر إعلانات على بعض وسائل الإعلام، يدعي فيها قدرته على "جلب الحبيب، ورد واسترجاع الغائب، وعلاج تأخر الزواج، ونشر المحبة والمودة بين المتخاصمين، وعلاج السحر، وفك الربط، وتزويج العانس".
وتبين من التحريات، أن المتهم أوهم ضحاياه بما أشير إليه من ادعاءات، حيث أعلن عن نفسه من خلال القنوات الفضائية.
وتمكن رجال مباحث الآداب، من الإيقاع بالمتهم، بعدما تقمصوا دور زبائن، وعرضوا عليه حالة وهمية، حيث ضبطوه وبحوزته كتب سحر وشعوذة، من بينها كتاب "شمس المعارف"، فضلًا عن مبلغ مالى قدره 6 آلاف جنيه.