دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشعب المصري إلى الوحدة فيما بينهم والتكاتف وأن يكونوا يد واحدة في مواجهة التحديات التي تواجهها مصر في هذه المرحلة، قائلا إنه "ما دام المصريون على قلب رجل واحد فلن يستطيع أحد أن ينال من الشعب المصري، لأن الاتحاد هو الحائط الذي يستند إليه أي شعب للخروج من دائرة الأزمات".
كما دعا الرئيس السيسي، في الحوار الذي أجراه مساء اليوم الأربعاء مع شباب الجامعات والإعلاميين ومحرري الرئاسة في شرم الشيخ المصريين، إلى التحلي بالمعرفة والأخذ بالتقنيات الحديثة حتى يمكن تحقيق التطور في كل مناحي الحياك، وحتى لا تزداد الفجوة الحضارية بيننا وبين العالم المتقدم.
وأعرب الرئيس، خلال اللقاء، عن سعادته بعقد المؤتمر الوطني الاول للشباب، وما أتاحه من فرصة للاستماع الى وجهات نظر الشباب ازاء مختلف القضايا والموضوعات والتعرف على افكارهم البناءة والتفاعل معهم، مشيراً إلى شعوره بالاطمئنان على مستقبل مصر في ضوء ما لمسه من حماس ووطنية وعزيمة شبابها.
وشهد اللقاء حواراً بين الرئيس السيسي والشباب حول مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، حيث أعرب الرئيس عن ثقته في تمكن مصر من التغلب على جميع التحديات التي تواجهها طالما استمر شعبها متكاتفاً، مؤكدا على اهمية اعلاء قيم العمل والمثابرة والعلم، فضلا عن تعزيز وحدة الصف والتضامن من اجل مواصلة مسيرة بناء مصر الجديدة التي يطمح لها الشعب المصري.
وقال الرئيس السيسي "إنني من خلال الاستماع إلى آراء الشباب في المؤتمر تأكدت أن شباب مصر بخير، ولم أعد أشعر بالقلق على مستقبل البلد، وأن الشباب إذا حصل على الفرصة فسينطلق إلى آفاق جديدة من الابتكار والإبداع".
وتطرق الرئيس إلى الأزمة التي تواجهها السياحة في مصر، وقال "إننا على مدى سنوات طويلة كلما حققنا رواجا سياحيا جاءت ظروف وأعمال إرهابية لتؤدي إلى تراجع هذا القطاع"، مشيرا إلى حرص الحكومة على تنويع مصادر السياح بحيث لا نعتمد فقط على الزوار القادمين من أوروبا، وإنما السعي لاجتذاب السائحين من المنطقة الآسيوية خاصة الصين والهند بعد تحسن أحوالهما الاقتصادية، كما أكد أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في مصر حتى يطمئن السائح وأسرته عند القدوم للاستمتاع بعطلته، لأنه لا يمكن أن يأتي السائح إلى بلد يشعر فيها بالتهديد.
ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى الشباب مفادها إذا كنتم حريصين على تحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر واستعادة حركة السياحة فلابد من هدوء الشارع، ولابد من تحقيق الاستقرار، ودعا إلى تطوير الجامعات المصرية لتصبح على المستوى العالمي ولكي يتمكن خريجيها من مواصلة دراستهم العليا في الخارج بدون معادلة شهاداتهم، وحتى يستطيعوا المنافسة في سوق العمل بالمنطقة العربية.
وأشار الرئيس إلى أن المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها مصر حاليا ترجع إلى أن ما حدث خلال الأعوام الست الماضية كان له تأثير سلبي كبير على بلادنا، فعلى الرغم من حصول الشعب على مكاسب سياسية كبيرة مثل إمكانية تداول السلطة ودستور طموح وانتخابات برلمانية جاءت بدماء جديدة، فإن تحديات كثيرة ظهرت انعكست على الأوضاع الاقتصادية وسببت حالة من عدم الرضا، ونحتاج إلى عدة أعوام حتى تستقر الأوضاع.
كما أشار إلى تضخم الجهاز الحكومي بالموظفين على الرغم من أنه يحتاج عشرة في المائة فقط من الستة ملايين موظف لتسيير العمل، كما أشار إلى إضافة ١٥٠ مليار جنيه لبند الأجور مما شكل عبئا على ميزانية الدولة، مما اضطرها إلى الاستدانة من أجل زيادة المرتبات مما يرفع التكلفة على مصر، لأن خدمة الدين وحدها تصل إلى ٢٠ مليار جنيه سنويا.
وقال إن هناك تحديات أخرى مثل وجود القرى الأكثر فقرا وقصور شبكة الصرف الصحي التي يحتاج تطويرها إلى سبعة مليارات جنيه، وللتغلب على هذه للتحديات نحتاج إلى أن نضحي.
وأضاف الرئيس السيسي أنه يحاول الإسراع بالإنجازات الضخمة لمعادلة أوجه القصور، مشيرا إلى جهود التوسع في المزارع السمكية وزيادة الثروة الحيوانية، ونشر الصناعات الصغيرة بعد رصد ٢٠٠ مليار جنيه لإقامة مشروعات للشباب، وإقامة ١٣٠٠ مشروع خلال العامين المقبلين.
وردا على سؤال حول إمكانية تشكيل حزب يكون بمثابة ظهير سياسي للرئيس، نفى السيسي ما تردد من أن شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة سيكونون نواة لتأسيس مثل هذا الحزب، مؤكدا أن الهدف من البرنامج استكشاف الشباب المؤهل والمبدع ليكون قادرا على التقدم وشغل المناصب فيما بعد أو العمل كما أونين للنواب لتجهيز الملفات المعلوماتية اللازمة لعملهم، أو للعمل في القطاع الحكومي أو الخاص، كما أكد أنه ليس مهتما بفكرة الظهير السياسي التي لا يرى أية ضرورة لها خاصة وأن أوشك على أن يكمل فترة رئاسته.
وردا على ما يتردد في الإعلام الغربي عن السعي لعودة جماعة الإخوان للعمل السياسي، قال الرئيس إن هذا القرار ليس في يدي إنما هو في يد الشعب والدولة.
من ناحية أخرى، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم في جلسة نقاش حول دور الأحزاب السياسية في تنمية المشاركة السياسية للشباب، وذلك في إطار فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الوطني الأول للشباب، وشارك في أعمال الجلسة عدد من رؤساء وأعضاء مجموعة من الأحزاب السياسية.
وتحدث الرئيس، خلال الجلسة، عن تجربة التحول الديمقراطي التي تعيشها مصر حالياً، مؤكداً على ما تشهده من نمو وتطور تدريجي.
وأوضح أن ازدهار هذه التجربة يحتاج إلى الإنصات باهتمام إلى الطرف الآخر، خاصة إذا كان من أصحاب الخبرة، فضلاً عن ضرورة احترام الرأي الآخر وتقبله، مشدداً على أن ذلك يُعد الأساس اللازم لنجاح هذه التجربة، كما أكد أهمية العمل على اختيار الأكفأ والأفضل لمصر، حتى تستطيع المضي قدماً بخطوات واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة يهدف إلى ضخ دماء جديدة في شرايين أجهزة الدولة وليس إنشاء منصة ذات طابع أو أهداف سياسية.