بعيدًا عن الخوف، فلقد انتهى رعب تنظيم داعش لهما، استطاعتا ان تهربا من جحيم التنظيم، لتقفا على منصة تتويج الأمم المتحدة لنيل أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان.
امرأتان أيزيديتان هربتا من الاستعباد الجنسي لمسلحي تنظيم داعش، في العراق بجائزة سخاروف، وكانت نادية مراد باسي ولمياء آجي بشار من بين آلاف الفتيات والنساء الأيزيديات اللائي خطفهن مسلحو التنظيم وأجبرهن على الاستعباد الجنسي في عام 2014، لكنهما تمكنتا من النجاة، وتشاركان الآن في حملة من أجل الطائفة الأيزيدية.
ووصف غاي فرهوفشتات، الذي يرأس المجموعة الليبرالية في البرلمان الأوروبي، الفائزتين بأنهما "سيدتان ملهمتان أظهرتا شجاعة فائقة وإنسانية عالية في مواجهة وحشية مزرية".
وأضاف : "فخور بمنحهما جائزة سخاروف لعام 2016."
وكان عشرات الآلاف من الأيزيديين قد أجبروا على الفرار من منازلهم بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة سينجار في شمال العراق في أغسطس 2014.
وعمل آلاف الفتيات والنسوة باعتبارهن "غنائم حرب"، وبعن علانية كإماء في الأسواق لمسلحي التنظيم. وفصلن عن أزواجهم وأولادهم، الذين قتل كثير منهم، بإطلاق النار عليهم.
وكانت نادية مراد قد خطفت من منزلها في قرية كوشو، قرب سينجار، وأخذت إلى الموصل، حيث عذبت واغتصبت، لكنها تمكنت فيما بعد من الهروب، بعد أن فقدت ستة إخوة وأمها في الهجوم على سينجار، وأصبحت نادية مراد منذ فرارها ناشطة بارزة في إظهار مأساة الأيزيديين في المنطقة.
أما لمياء بشار، التي تنحدر أيضا من كوشو، فقد حاولت الفرار من خاطفيها عدة مرات خلال الـ20 شهرا التي قضتها في الاحتجاز، إلى أن نجحت أخيرا. وكانت في السادسة عشرة من عمرها فقط عندما خطفت.
وتقول الأمم المتحدة، إن تنظيم داعش ارتكب جرائم إبادة جماعية ضد الأيزيديين في العراق وسوريا في محاولة متعمدة للقضاء على الطائفة برمتها.
وكان من بين المرشحين الآخرين لجائزة سخاروف بعض تتار القرم، ورئيس تحرير صحيفة تركية.
ومنحت الجائزة في العام الماضي للمدون السعودي رائف بدوي، الذي يقضي حاليا عقوبة السجن عشر سنوات، وعقوبة الجلد 1000 جلدة لـ"الإساءة للإسلام" على الإنترنت.
ففي 2015 حصل المدون السعودي رائف بدوي المحكوم عليه بالسجن والجلد في بلاده بتهمة الإساءة للإسلام، على جائزة سخاروف لحرية الرأي في الاتحاد الأوروبي التي يقدمها البرلمان الأوروبي، واختير مؤسس "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة" رائف بدوي من قبل قادة الكتل السياسية في البرلمان، ليمنح هذه الجائزة المرموقة لعام 2015، والتي تعتبر النسخة الأوروبية لجائزة نوبل للسلام.
وحظي الإعلان عن فوزه في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في فرنسا بالوقوف والتصفيق، وقال نواب في البرلمان إن الجائزة رمز للدفاع عن حرية الرأي.
وكان أول من فاز بجائزة الزعيم نيلسون مانديلا، وهي جائزة أسسها البرلمان الأوروبي في ديسمبر 1988 لتكريم الأشخاص أو المؤسسات الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العالم والناشط السوفييتي أندريا سخاروف، تقوم لجنة الشؤون الخارجية والتنمية بالبرلمان الأوروبي بترشيح قائمة قصيرة من مستحقي الجائزة، ثم يعلن اسم الفائز في أكتوبر، وقد بلغت القيمة المالية للجائزة سنة 2010 مبلغ 50 ألف يورو.
منحت أول جائزة مناصفة بين الجنوب إفريقي نلسون مانديلا والروسي أناتولي مارتشينكو، .وفي 1990 منحت الجائز لأون سان سو تشي ولم تستطع إستلامها بسبب سجنها سياسيا إلا في عام 2013 وفي 2011، تقاسم الجائزة خمسة ممثلين عما سمي بالربيع العربي هم أسماء محفوظ وأحمد الزبير السنوسي ورزان زيتونة وعلي فرزات واسم محمد البوعزيزي لمساهماتهم في إحداث "تغيرات تاريخية في العالم العربي"، كما منحت الجائزة على مدار تاريخها لعدة منظمات، كانت أولها جمعية أمهات ميدان مايو في الأرجنتينية سنة 1992.
تُسلم جائزة سخاروف في حدود يوم 10 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي يُحتفل فيه بيوم حقوق الإنسان[4] في ذكرى إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948[5].