نسوية من الدرجة الأولى، كرست حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام وبنات جنسها بشكل خاص، متحملة الهجوم والانتقادات، ودار حولها الكثير من الجدل والنقاش بين مؤيد لبعض تصريحاتها وبين معارض ورافض لتصريحاتها.
حياتها
نوال السعداوي ولدت في 27 أكتوبر عام 1931، طبيبة أمراض صدرية وطبيبة أمراض نفسية، وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص.
كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، أشتهرت بمحاربتها لظاهرة "الختان" المنتشرة في المجتمع المصري، ولقبت بسيمون دي بوفوار العالم العربي.
أسست جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، كما ساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان.
شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفي الجامعي.
كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الإجتماعية بالقاهرة، وأسست جمعية التربية الصحية وجميعة للكاتبات المصريات، وعملت فترة كرئيس تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحرره في مجلة الجمعية الطبية.
تخرجت نوال في كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة إمتياز بالقصر العيني، تزوجت في نفس العام من أحمد حلمي زميل دراستها في الكلية، لكن لم يستمر الزواج لفترة طويلة فإنتهى بعدها بعامين. وعندما سئلت عنه في إحدى حوارتها قالت:
"زوجي الأول كان عظيمًا، زميلي في كلية الطب ووالد ابنتي، لم يرد والدي مني أن أتزوجه لأنه غادر إلى السويس لمحاربة البريطانيين، لكن بعد ذلك تم خيانة المقاتلين، والكثير منهم تم حبسه، هذه الأزمة كسرته وأصبح مدمنًا، وأخبرت أنني لو تزوجته، قد يوقف إدمانه، لكنه لم يفعل، حاول قتلي، لذا تركته".
وتزوجت مرة ثانية من رجل قانون ولم يستمر هذا الزواج أيضا.
وخلال عملها كطبيبة لاحظت المشاكل النفسية والجسدية للمرأة الناتجة على الممارسة القمعية للمجتمع والقمع الأسري، ففي أثناء عملها كطبيبة بكفر طحلة، لاحظت الصعوبات الذي تواجهه المرأة الريفية، وكنتيجة لمحاولتها للدفاع عن إحدى مرضاها من التعرض للعنف الأسري، تم نقلها مرة أخرى إلى القاهرة، لتصبح في نهاية المطاف المدير المسئول عن الصحة العامة في وزارة الصحة.
في ذلك الوقت قابلت زوجها الثالث الطبيب والروائي الماركسي شريف حتاتة الذي كان يشاركها العمل في الوزارة.
أعتقل حتاته لمدة 13 عاما في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، تزوجوا في عام 1964 ولهم ولد وبنت، ولكن إنتهى الزواج بطلاق بعد 43 عاما معا. وقالت عنه: "الزوج الثالث هو شريف حتاته، والد ابني، كان رجلا حرًا جدًا، ماركسي تم سجنه، عشت معه 43 عامًا، وأخبرت الجميع: هذا هو الرجل "النسوي" الوحيد على وجه الأرض، ثم بعد ذلك اضطررت للطلاق أيضًا لانه كان كاذبًا، كان على علاقة بامرأة أخرى، وأنا متأكدة أن 95% من الرجال هكذا".
في عام 1972 نشرت كتاب بعنوان "المرأة والجنس"، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس الوحشية التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة.
أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسي للموجة النسوية الثانية، وكنتيجة لتأثير الكتاب الكبير على الأنشطه السياسية أقيلت نوال من مركزها في وزارة الصحة، لم يكتف الأمر على ذلك فقط فكلفها ذلك أيضًا بمركزها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وكأمين مساعد في نقابة الأطباء.
السجن
تعتبر نوال السعداوي من الشخصيات المثيرة للجدل والمعادية للحكومة المصرية، ففي عام 1981 ساهمت نوال في تأسيس مجة نسوية تسمى "المواجهة".
حكم عليها بالسجن في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وتم إطلاق سراحها في نفس العام بعد شهر واحد من إغتيال الرئيس، ومن أشهر اقوالها " لقد اصبح الخطر جزء من حياتي منذ أن رفعت القلم وكتبت، لا يوجد ما هو أخطر من الحقيقة في عالم مملوء بالكذب".
سجنت نوال في سجن النساء بالقناطر، وعند خروجها قامت بكتابة كتابها الشهير "مذكرات في سجن النساء" عام 1983، ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسع أعوام كانت متصله مع سجينة وإتخذتها كملهمة لروايتها التي سُميت " إمراة عند نقطة الصفر " عام 1975.
وفي 12 مايو لعام 2008 رفضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة إسقاط الجنسية المصرية عن نوال السعداوي، في دعوي رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها.
السفر خارج مصر
تم رفع العديد من القضايا ضدها من قبل الإسلاميين وذلك بسبب آرائها ومؤلفاتها مثل قضية الحسبة للتفريق بينها وبين زوجها، وتم توجيه تهمة "ازدراء الأديان" لها، كما وضع اسمها على قائمة الموت للجماعات الإسلامية وتم تهديدها بالموت.
سافرت نوال خارج مصر في عام 1988 للتدريس في جامعة ديوك قسم اللغات الأفريقية في شمال كالورينا وايضا جامعة واشنطن، وعادت إلى مصر بعد 8 سنوات أي في عام 1996.
فور عودتها إلى مصر أكملت نشاطها وفكرت في دخول الإنتخابات المصرية في عام 2005 ولكن لم تقبل بسبب شروط التقديم الصارمة.
كانت نوال من ضمن المتظاهرين في ميدان التحرير في ثورة يناير عام 2011، كما طالبت بإلغاء التعليم الديني في المدارس.
الدينتصريحات نوال دائما ما تكون مثيرة للجدل وخاصة في الجانب الديني، ففي مقابله معها في عام 2014 صرحت قائلة "إن جذر إضطهاد المرأة يرجع إلى النظام الرأسمالي الحديث والذي تدعمه المؤسسات الدينية ".كما ترى أن نظام الميراث الإسلامي ظلم كبير للمرأة وتطالب بمساواة ميراث الرجل والمرأة.من أشهر تصريحاتها:
"الدين هو تجسيد للعنصرية، كل الآلهة غيورين يقتل الناس لأنهم لا يصلّون إلى الاله الصحيح". "تقبيل الحجر الأسود والطواف حول الكعبة أفعال وثنية".
"تهمة "ازدراء الأديان" مزيَّفة ومسيَّسة وسبوبة لهواة الشهرة".
"كتبت "إلى الله" وعمرى 7 سنوات".
""كل نظام سياسي يفسر الدين كما يشاء".
"ترى نوال أن الحجاب والنقاب من صور العبودية وضد الأخلاق والأمن، وأن الحجاب لا يعبر عن الأخلاق"، وإستنكرت لماذا تتحجب المرأة ولا يتحجب الرجل؟ بالرغم من وجود شهوة لكل منهما؟".