جيمس كوك أو القبطان كوك هو أحد أهم المستكشفين الأوروبيين فى عصر التوسع الاستعمارى، قام “كوك” بثلاث رحلات فى المحيط الهادئ، كما قام برسم الكثير من الخرائط لهذه المنطقة وقام أيضًا بالعديد من الاكتشافات مثل اكتشاف الساحل الشرقى لأستراليا وجزر هاواى ونيوزيلندا.
ولد جيمس كوك يوم 27 أكتوبر عام 1728م بقرية مارتون فى يوركشاير فى إنجلترا ثانى ثمانية أطفال لفلاح اسكتلندى الأصل.
التحق جيمس ببائع خردوات وهو فى الثانية عشر من عمره حيث أصبح مساعدًا لبقال ثم بائع خردوات فى قرية ستيثيس الساحلية، فلما لم يجد فى بيع الملابس الداخلية ما يشبع شوقه للمغامرة التحق بالبحرية وعمل “ملاحظا بحريًا” على طول سواحل نيوفوندلند، وذاعت شهرته رياضيًا، وفلكيًا، وملاحًا.
برز “كوك” بعد مقتل الرحالة ماجلان عام 1768م وقام بثلاث رحلات: الأولى فى الفترة ما بين (1768م ـ1774م) والثانية فى الفترة ما بين (1772م ـ 1774م) والثالثة فى عام 1776م
كما اكتشف أرخبيل هاواى، ووصل إلى أطراف ألاسكا فى المحيط المتجمد الشمالى الذى يعد حاجزًا جليديًا لا يمكن اختراقه.
لم تكن أوروبا تَعْلَم سوى النذر اليسير عن جنوب المحيط الهادى حتى منتصف القرن الثامن عشر وكان الكثير من الناس يعتقدون بوجود كتلة ضخمة من اليابسة هناك متمثلة فى القارّة الجنوبيه.
وفى عام 1768م انطلق الملاَّح والمستكشف الإنجليزى القبطان جيمس كوك مُبحرًا من أجل معرفة المزيد حول هذه القارة ورافقه العلماء والفنانون فى رحلاته الثلاث.
وقد رسمَ “كوك” خريطة تضمّ مناطق شاسعة من المحيط الهادى كما اكتشف العديد من الجُزر وعاد إلى وطنة وفى جعبته معلومات تفصيلية حول الأماكن التى زارها.
وفى عام 1755م وبينما كانت بريطانيا تُعد عُدّتها للحرب، تطوع جيمس كوك فى البحرية كبحار عادى وأظهـر “كوك” مهارة كبيرة فى مسـح نـهر سانت لورنس، ورسم خريطة له وقد كان لهذا العمل دورًا مهمًا فى استيلاء الجنرال جيمس وولف على كويبك، كما لفت انتباه قيادة القوات البحرية له.
وقد كانت الجمعية الملكية تقوم بعمل ترتيبات واسعة لمراقبة كوكب الزهرة عبر واجهة الشمس فى يونيو عام 1769م وكان الملك جورج الثالث مهتمًا شخصيًا بالمشروع، فأمر الأدميرالية بتوفير سفينة لحمل البعثة العلمية إلى تاهيتى ولهذا رُقّى “كوك” إلى رتبة ملازم وأعطى قيادة السفينة وقد كانت هذه الرحلة إلى البحار الجنوبية هى بداية مهنته مكتشفًا.
وحين بلغ “كوك” الخمسين، اختير لرئاسة بعثة تسجل مرور كوكب الزهرة، وتقوم هذه البعثة بأبحاث جغرافية فى المحيط الهادى الجنوبى فأبحر فى 25 أغسطس على سفينة “إندفر” بصحبة مجموعة من العلماء.
كما أبحَرَ “كوك” إلى جزيرة تاهيتى حيث قضى هناك ثلاثة أشهر يراقب فيها كوكب الزُّهرة فى في أثناء مروره بين كوكب الأرض والشمس وقد كان ذلك السبب الأساسى لهذه الرحلة البحريه غير أن “كوك” كانت لدية تعليمات سرَّيّة من الحاكم البريطانى مفادها أن يتولَّى البحث عن القارّة الجنوبية الأسطورية.
وقد رسم “كوك” الخرائط الخاصة بسواحل نيوزيلاندا وشرق أستراليا كما أثبت أن نيوزيلندا وأستراليا غير متّصلتين بالقارّة الجنوبية.
وفى القرن الثامن عشر كان داء الأسقربوط هو السبب الرَّئيس فى مقتل أعداد غفيرة من البحَّارة غير أنه لم يكن أحد يعلم سبب وفاة هؤلاء البحَّارة آنذاك وعلى متن السفينة “إنديفر” عمَدَ كوك إلى تغيير النّظام الغذائى الخاص بالبحَّارة حيث كان يُقدم لهم مواد غنيّة بفيتامين (ج) للقضاء على داء الأسقربوط، وقد أتى ذلك الأمر بثمارة ممَّا جعل الآخرين بإتباع هذا النظام الغذائى.
جدير بالذكر أن الأسقربوط هو مرض ينتج عن نقص فى فيتامين (ج) وتتجلى بداية المرض عادة بالإرهاق الشديد متبعا بتكوين البقع على الجلد وتصبح اللثة ذات طبيعة إسفنجية مما يجعلها معرضة للنزيف نتيجة ضعف الشعيرات الدموية فيها.
وتوفى جيمس كوك يوم 14 فبراير عام 1779م عن عمر يناهز الـ 50 عامًا.