"حلفنى بأى يمين، نعم يا حبيبى نعم " "بنادي عليك، الربيع "" أنساك يا سلام، بعيد عنك " " زود جيش أوطانك، الجهاد" بتلك الكلمات الرائعة حفر اسمه في عالم الفن والسينما وهو الشاعر مامون الشناوي الذي تحل اليوم ذكري ميلاد.لازالت حتي اليوم تردد اغانيه التي مثلت حالة منفردة في عالم الفن والغناء غني لها المشاهير والعمالقة العندليب عبد الحليم حافظ وملك العود فريد الأطرش وأسطورة الغناء كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.وتعود بداياته الي الكاتب الصحفى مصطفى أمين للموسيقار محمد عبدالوهاب الذي استعان بالفعل به في أغنية «أنت وعَزُولى وزمانى» في أحد أفلامه عام 1936 ورغم أن الأغنية لم تكن في نفس الاتجاه الفنى لعبد الوهاب في الغناء إلا أنها لاقت نجاحا كبيرا، ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف مأمون الشناوى عن التعامل مع الموسيقار محمد عبدالوهاب حتى إن التعاون بينهما استمر لمدة عشرين سنة.لم تتوقف موهبته عند حد الكتابة فقط ولكنها امتدت الي تقديم واكتشاف المواهب قدم نجوما ففى مجال التلحين حيث اكتشف سيد مكاوى وفى مجال الغناء اكتشف هانى شاكر واستمر الشناوى في الكتابة.كان له طريقة مميزة في عرض اغانيه فهو صاحب الاسلوب السهل الممتنع حيث سعي الي ارضاء جميع الاذواق الفنية فما بين الرومانسي والشعبي شق طريق بالوسط.تميزت علاقته مع كوكب الشرق بالغرابة علي الرغم من اختلاف وجهات النظر الا انهما لم يتاثرا فنيا، ففي عام 1947 كتب الشناوي أغنية الربيع وكان في سعادة غامرة وفرحة شديدة حيث إن الربيع قد اقترب وهو من أحب الفصول إلى قلبه.فأعجبتها ولكنها طلبت منه تعديل في النص الموجود في أغنية الربيع وقالت له لا ترهق نفسك في الحضور فقط اتصل بى بعد التعديلات.الأمر الذي أحزن مأمون الشناوى وجعل القلق يساوره وفور خروجه من منزل أم كلثوم وسيره في نفس الشارع الذي يسكن فيه فريد الأطرش قابله صدفة ورأى فريد ما على وجه الشناوى من حزن وقلق فسأله عن السبب فأخبره الشناوى عن ما حدث فسأله فريد عن قبول أم كلثوم للأغنية فقال مأمون لم تحدد موقفا.فقام فريد الأطرش بأخذ الأغنية وتلحينها وغناها في فيلم عفريتة هانم سنة 1949، وبأخلاق الفنانين لم تغضب من الشاعر أو ملك العود، بل بالعكس استمر الوفاق والاتصال.انتهى الشناوى من كتابة الأغنية ولأنه كان تجاوز مرحلة البدايات حيث قدم مع عبد الوهاب أغانى فلمه رصاصة في القلب، اتصل بأم كلثوم واتفقت معه على موعد لرؤية الأغنية.قدم لكوكب الشرق 4 اغاني، 3 منها من تلحين بليغ حمدى وهى أنساك يا سلام، كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك والرابعة فكانت من تلحين محمد عبد الوهاب وهى دارت الأيام، كما قدم مع عبد الحليم حافظ أكثر من عشر أغانى مع كبار الملحنين فمن ألحان عبدالوهاب وبصوت حليم كتب أنا لك على طول، عشانك يا قمر ومن ألحان كمال الطويل كتب بيني وبينك إيه، صدفة، نعم يا حبيبي نعم في يوم من الأيام، "كفاية نورك، حلفني، بعد إيه، إني ملكت في يدي زمامي.ورحل "الشناوي" في عام 1994 في 27 يونيو.
كتب : غادة نعيم