موقف تكرر وتكرر معه "صمت" مصري، ليس تجاهلًا ولكن مراعاة للعلاقات المشتركة بين القاهرة والمملكة العربية السعودية، إلا أن تتابع الهجوم على مصر لم يعد مسموحًا به، فقررت وزارة الخارجية المصرية وضع "نقطة" للتوقف وبحث الأزمة التي تدور رحاها بين البلدين من منطلق "الأخوة" بين دولتين "صديقتين".
"مصر: طفح الكيل من الإهانة"في تصريح مباشر، ردًا على تصريحات الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بحق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أدان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، تصريحات أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، باعتبارها تجاوزًا جسيمًا في حق القيادة السياسية للدولة المؤسسة للمنظمة.وأكد "شكري" أن تلك التصريحات لا تليق بشخص أمين عام المنظمة، فضلًا عن تاثيرها بشكل جوهري على نطاق عمله وقدرته على الاضطلاع بمهام منصبه، وهو الأمر الذى يدعو مصر لمراجعة موقفها إزاء التعامل مع سكرتارية المنظمة وأمينها العام.
"سمير غطاس: الرد تأخر كثيرًا ولا نتحمل "تراهات" الحكم السعودي"قال النائب سمير غطاس، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، والخبير الاستراتيجي، إن مصر تأخرت كثيرًا في الرد، على مندوب السعودية في الأمم المتحدة فيما يتعلق بتصويت مصر على قرار مجلس الأمن، فهذا كان يستوجب الرد عليه منذ اللحظة الأولى، فمصر لم تقصر في حق علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.وأضاف "غطاس" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنه كان يحب الرد على موقف السعودية بموقف وقف النفط عن مصر فيما يتعلق بأزمة "أرامكو"، مؤكدًا: "استغربت تصريح الوزير سامح شكري بأنه لا يوجد ازمة بين مصر والسعودية"، فلا أحد يسعى للتصعيد في الأزمة كذلك فنحن لا نقبل الإهانة، وإن كان هناك أزمة لابد من مناقشتها على المستوى السياسي.وتابع : "الإهانة لمصر في المحافل الدولية "مقصود" لان السعودية اعتقدت أنه يمكن شراء موقف مصر في الأزمة السورية، رغم ان موقف مصر ثابت ومعلن، فمصر ترفض التدخل العسكري في سوريا، فلا يجب ان تتصرف السعودية وكأن مصر تابع لها، وأن يكون هناك مساحات للخلاف على مستوى الدول الصديقة والتحالفية، واكثر الأمثلة على هذا موقف إسرائيل والولايات المتحدة.وأضاف: أعتقد أن السعودية تعيش فترة صعبة للغاية، نتيجة تراجع مكانتها لدى الولايات المتحدة، كما أن هناك 22 أمير لم يبايع الملك على الحكم، هناك تدخل فظ في الشأن السوري - لا مبرر له على الإطلاق- بالإضافة إلى توتر علاقة السعودية بعدد من الدول بالمنطقة، ولكن بأي حال من الاحوال لا يجب أن تتحمل مصر "ترهات" الحكم السعودي.
"خبير سياسي: مصر ستواجه تحالف سعودي كويتي إماراتي.. والسعودية تعاقبنا"قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن تصعيد الخارجية المصرية على تصريح "إياد مدني" لأن الوزير المصري أخطأ في الرد على الموقف لأنه ليس لديه حنكة سياسية، والتصعيد سببه أن هذه تعد المواجهة المباشرة بين مصر والسعودية تكشف بان هناك ازمة حقيقية بين مصر والسعودية - رغم محاولات الطرفين إخفاء الأمر- وعلى الجانب الآخر، فمصر أدانت إطلاق صاروخ باتجاه السعودية، وكأن القاهرة اختارت أن تصعد في اتجاه واحد فقط، وهو ما يسمى "نصف حل ونصف خيار".وأضاف "فهمي" في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" أن الإعلام المصري لا يتابع ما يكتبه الأكاديميون السعوديون، فمثلا الهجوم على السيسي "عبد الله الكاتب" كأحد الأمثلة حيث كتب منذ يومين أن مصر إلى خراب وأن السيسي عليه أن يرحل، الكتاب المصريين توقفوا عن الهجوم على السعودية، لكن الكتاب السعوديون مستمرون في الهجوم على مصر. وتابع الخبير السياسي، أنه سيتم تصعيد الأزمة، بعيدًا عن الدبلوماسية، فالسعودية قد تتجه لمعاقبة مصر فيما يتعلق بـ"الغاز" وهي ما يتعلق بشركة أرامكو، فقد نواجه أزمة بتجميد الغاز تمامًا خلال الشهرين المقبلين، والحديث عن السعودية تبدأ إجراءات عقابية بمجلس التعاون الخليجي ضد مصر بالتعاون مع الإمارات والكويت وهذا مخطط لابد من الانتباه له، والتصعيد ضد مصر في الملف السوري، خاصة ومصر تتبنى قرار مع اسبانيا والاكوادور فيما يتعلق بسوريا وهو ما تعتبره السعودية "مناكفةً" لموقفها فيما يتعلق بالقضية السورية، وهذا سببه الأساسي رفض مصر أن تكون تحت الولاية السعودية في الملفين السوري واليمني.وأضاف "فهمي": "أعتقد أن مصر لها فرص أكثر من السعودية في هذه الأزمة، ملف إيران يطل على الخليج بأكمله، وفمصر لديها أوراق ضغط منها ملف إيران في اليمن، فيمكن أن توظف مصر ملف إيران وعلاقته بأمن الخليج لتحقيق مصالحها المباشرة اقتصاديًا، وكذلك اتجاه السعودية بعسكرة الملفات والعلاقات وهذا ليس في مصلحة السعوديين، السعودية مدركة أن هناك كماشة طرفيها "أمريكا بقانون جاستا وإيران" فهي ستحاول تسترضى الدولة المصرية، والقاهرة "هتلعبها سياسة" مبادل الاقتصاد بالسياسة، وهذه لغة تبادل مصالح.