كارثة تكررت على مدار أعوام، تجاهلتها الحكومة، حتى عادت "أنيابها" تنهش في أرزاق المصريين، عام بعد عام، لا يحدث جديد، سوى اختلاف عدد المتضررين من السيول والامطار.
في متابعة للموقف، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بالمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الري الموارد المائية.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن وزير الموارد المائية والري استعرض خلال الاجتماع الإجراءات التي تقوم بها الدولة في إطار التعامل مع السيول التي تعرضت لها بعض أنحاء البلاد، ولاسيما محافظات البحر الأحمر والصعيد والوادي الجديد، والحد من الأضرار الناجمة عنها.
وأشار الوزير إلى أن الأيام الماضية شهدت سقوط كميات ضخمة من الأمطار نتيجة ظاهرة تغير المناخ، وصلت إلى 120 مليون متر مكعب على البحر الأحمر خلال 6 ساعات، و45 مليون متر مكعب في الوادي الجديد خلال يومين.
وأكد وزير الري والموارد المائية على أن المشروعات التي قامت الدولة بتنفيذها على مدى العامين الماضيين للحماية من السيول، والتي تضم سدود لحصاد الأمطار وسدود إعاقة وبحيرات صناعية، ساهمت بشكل حيوي في الحد من الخسائر الناتجة عن السيول، والتي كانت ستتضاعف بدون وجود هذه المشروعات.
وأوضح الوزير أن الخسائر الناتجة عن السيول تركزت في مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر نظرًا لطبيعة الأرض، فضلًا عن تركز التجمعات السكانية بالمدينة في مجري السيول.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن وزير الري والموارد المائية عرض خلال الاجتماع خطة الدولة للحماية من السيول، والتي تم البدء في تنفيذها منذ عام 2014 بقيمة 4.2 مليار جنيه، حيث أوضح الوزير أنه تم انجاز 160 مشروع للحماية من السيول بمناطق "شمال وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، والساحل الشمالي الغربي، ومرسي مطروح، والصعيد، والدلتا"، بما يبلغ قيمته 2 مليار جنيه، مضيفًا أنه جاري تنفيذ مشروعات جديدة في إطار هذه الخطة بحوالي 2.2 مليار جنيه خلال الثلاث سنوات القادمة تُركز على إعطاء أولوية لحماية المدن ذات الكثافات السكانية العالية، فضلًا عن تنفيذ السدود والبحيرات التي لها القدرة على حصاد أكبر كمية من الأمطار لتعظيم الاستفادة منها.
وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس وجه خلال الاجتماع بسرعة استكمال خطة الدولة للحماية من السيول وإعطائها الأولوية اللازمة في برنامج الحكومة، كما وجه مختلف أجهزة الدولة والقوات المسلحة بالعمل على تعزيز الجهود المبذولة لمساعدة الأهالي بالمناطق المتضررة وتوفير الدعم اللازم لهم.
وأكد الرئيس كذلك على أهمية قيام الأجهزة المعنية بوضع تصور متكامل لكيفية التعامل مع تداعيات ظاهرة تغير المناخ للحد من أثارها الضارة وتعظيم الاستفادة من تزايد معدلات هطول الأمطار في بعض المناطق، ومراعاة ذلك في تصميم المدن والتجمعات العمرانية الجديدة.
كما أكدت نتائج نماذج التنبؤ بالأمطار بمركز التنبؤ بقطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والرى، استقرار حالة الطقس مع انعدام فرص سقوط الأمطار حتى غدا الاثنين.
وأضافت النتائج، أن حالة عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، مع احتمال سقوط الأمطار على الساحل الشمالى الغربى ستمتد إلى غرب الدلتا ابتداء من بعد غد الثلاثاء، وطالب مركز التنبؤ المحافظات بضرورة توخى الحذر واتخاذ كافة التدبير والاحتياطات اللازمة.
وأكد المركز أنه سيتم متابعة التنبؤات والموافاة بالتوقعات فى حينه مدعومة بخرائط الأمطار وشدتها وكميات المياه المتوقع سقوطها.
وتشير خرائط توزيعات الطقس، إلى أنه ستنخفض درجات الحرارة على كافة الأنحاء مع بداية النصف الثانى من الأسبوع القادم.
ومن جانبه أعلن الدكتور "علي عبد العال"، رئيس مجلس النواب، تشكيل لجنة برلمانية لزيارة المحافظات المتضررة من كارثة السيول التى ضربت محافظات الصعيد ومحافظة البحر الأحمر، للوقوف على مدى الآثار الواقعة والأضرار وتحديد المسئول عنها.
وقال "عبد العال"، خلال الجلسة العامة المنعقدة، اليوم الأحد، إن اللجنة ستضم أعضاء مجلس النواب بالمحافظات المتضررة، مضيفًا: "تلك الواقعة لن تمر مرور الكرام، وسنقف أمام جميع ملابساتها".