صورة "خامنئي" تتسبب في إقالة رئيس قناة الغد.. و"عرش أردوغان" يثير غضب الجهات الأمنية ورواد مواقع التواصل.. وعبد اللطيف المناوي يودع القناة ببيان مؤثر

خامنئي

"الصورة بألف معنى"، لم تكن صور المرشد الإيراني علي خامنئي في شوارع القاهرة صورا عادية، ولكن كان لها الكثير من المعاني التي أثارت الجدل بين المصريين وخلقت عداوة بين الاعلام والشعب، ونشرت قناة الغد صور إعلانية في شوارع القاهرة تحمل تلك اللوحات صور المرشد الإيراني، علي خامنئي، وهو يلتقط صورة على طريقة "سيلفي" من هاتف محمول، وفي الخلفية عدد من المعالم الخليجية الشهيرة؛ ما تسبب في هجوم واسع على القناة الإخبارية.

كما ضمت تلك الحملة الإعلانية «بنرات» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يجلس على «كرسي العرش»، وخلفه معارضيه، وتسببت الصورتان في حالة كبيرة من الجدل، دفعت وزارة الداخلية لإزالة هذه «البنرات» من على شوارع وجسور القاهرة الكبرى، في سابقة هي الأولى من نوعها.

قامت علي خلفية ذاك العديد من الجهات الأمنية بتقديم بلاغات عديدة ضد القناة لإلزامها بإزالة تلك الإعلانات، وهو ما تم في النهاية، بخلاف هجوم لمشاهير سعوديين على الأمر ذاته.

تسببت تلك الصورة في الإطاحة بالاعلامي عبد اللطيف المناوي، الذي قدم استقالته من قناة "الغد العربي"، المملوكة للقيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان، عبر بيان أعلن فيه قطع علاقته معها، وترك منصب رئاسة القناة مكتفيًا بالحديث عن صعوبة الاستمرار لعدم اتفاق وجهات نظر الأطراف المختلفة.

وأضاف "المناوي" في بيان الاستقالة: قبل حوالي العام ونصف العام، سعدت بقبول التحدي لإنشاء أول قناة إخبارية عربية في مصر، بدافع وطني ومهني، واستطعت مع الزملاء، الذين معظمهم من المصريين بالإضافة إلى بعض الزملاء من دول عربية، أن نؤسس لقناة قادرة على المنافسة والبقاء.

وأضاف: كان الغرض الرئيسي من القناة أن تكون منصة إعلامية حرفية مهنية، تستطيع أن تحقق المفهوم الذي نعتقده للمهنية، الذي يعني في النهاية حق المتلقي في المعرفة، وهو ما بذلنا فيه كل الجهد لمحاولة التغطية في أماكن متعددة في العالم العربي وتناول قضاياه.

وتابع: بعد التطورات الأخيرة، يبدو أن الوقت قد حان لترك التجربة لتستمر في اتجاهها، مع الوصول إلى نقطة بات فيها صعبًا لدى الأطراف المختلفة الاستمرار في تولي المهمة، لذلك قررت أن أنهي علاقتي بالقناة.

لم يقتصر الرد على حديث الكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي؛ كذلك أصدرت فضائية «الغد» بيانًا قالت فيه «إن قوات أمنية تابعة لوزارة الداخلية أزالت حملة إعلانية تابعة للقناة من شوارع القاهرة.

وقال البيان:«في سابقة هي الأولى من نوعها، نفذت قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية حملة إزالة واسعة لرسائل إعلانية ضخمة لصالح قناة الغد الإخبارية».

وأضاف البيان: «فككت قوات الأمن الرسائل الإعلانية المثبتة أعلى مبنى دوحة ماسبيرو، التي تحمل صورة ضخمة تتهكم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تراوده أحلام الخلافة العثمانية، وهو جالس فوق كرسي العرش المزعوم، وفي خلفية الرسالة الإعلانية صورة تبين قمعه لمعارضيه الأتراك خلف القضبان».

وقبل عام ونصف انطلقت القناة من مقرها بلندن الي القاهرة، وبعد رحيل المناوي من رئاسة «الغد»، تولت الإعلامية هنادي جابر، مسئولية إدارة القناة.

منذ ثورة 25 يناير 2011 قرر المناوي ان يكتفي بكتابة المقالات في جريدتي «الأهرام» و«المصري اليوم» بعيدا عن الاحداث السياسية، ولكن مع اندلاع أحداث «30 يونيو»، والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من الحكم، وترشح عبد الفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة رسميًا، بدأ الكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي رحلة الظهور الثانية له، من خلال الانضمام لحملة «السيسي» الانتخابية؛ حيث اعترف بمشاركته في الحملة بـ «شكل تطوعي»، مؤكدًا أنه «لن يتولى منصبًا رسميًا في الحملة»، ولكن الحقيقة أنه كان يتولى مسئولية الإشراف على اللجنة الإعلامية في الحملة الانتخابية.

تولي "المناوي" مسئولية فضائية «الغد» التي بدأ التخطيط لبثها بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية للحكم، وقيل وقتها إن تمويلها إماراتي بمشاركة القيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، وقائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، ثم خرج هؤلاء فيما بعد لنفي علاقتهم بهذه القناة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً