خرج آلاف المغاربة إلى الشوارع في مدينة الحسيمة شمال البلاد أمس الاثنين لليوم الرابع احتجاجا على مقتل بائع سمك سحقا في شاحنة لجمع القمامة بعد مواجهة مع الشرطة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها منه الشرطة.
وأدى مقتل محسن فكري في الحسيمة يوم الجمعة إلى أحد أكبر الاحتجاجات على مستوى البلاد منذ عام 2011 عندما نظمت حركة 20 فبراير مظاهرات تطالب بالإصلاح الديمقراطي مستلهمة انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في مختلف أرجاء المنطقة.
ويندر وقوع مظاهرات كبيرة في المغرب الذي يملك فيه الملك السلطة المطلقة، ونجح المغرب في تهدئة احتجاجات على غرار تلك التي شهدتها بلدان الربيع العربي عام 2011 من خلال الإصلاحات والإنفاق وتشديد الإجراءات الأمنية. بينما أطاحت تلك الاحتجاجات بحكام تونس ومصر وليبيا.
وألقت موجة من التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي وهتافات المحتجين باللوم على المخزن في إشارة إلى الديوان الملكي.
وقال حسين المرابط أحد منظمي الاحتجاجات إن الاحتجاجات ستستمر لحين معاقبة كل المسؤولين عن الجريمة. وأضاف أنهم يريدون ضمانات بعدم حدوث ذلك مرة أخرى، ودعا إلى تطهير الإدارة العامة من الفاسدين.
ويحمل موت فكري سمات الشرارة التي أشعلت انتفاضة تونس عام 2011 إذ اندلعت الاحتجاجات بعدما أشعل رجل النار في نفسه لأن شرطية صادرت الفاكهة والخضار التي كان يبيعها، وبعدها اشتعلت الانتفاضات في مختلف أرجاء المنطقة.
واندلعت الاحتجاجات بالمغرب في لحظة حساسة بينما تستعد المملكة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2016 في نوفمبر تشرين الثاني في حين يبدأ رئيس الوزراء تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي أجريت في وقت سابق الشهر الماضي.
ونظمت احتجاجات أصغر أيضا مساء يوم الاثنين في عدد من المدن والبلدات الأخرى بما في ذلك العاصمة الرباط ومدينة وجدة بشرق البلاد ومدينة سطات بوسط المملكة، وقال نشطاء إن طلابا بالمدارس الثانوية احتجوا في وقت سابق يوم الاثنين في بلدة بشمال البلاد.