أكد أستاذ الزراعة والمياه بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين، أن السبب الرئيسي في تحول لون نهر النيل من اللون الأزرق للون البني الذي يعاني منه حاليا، هو نتيجة السيول التي ضربت محافظات الصعيد بدءًا من الصف والعياط وحتى أسيوط وسوهاج وقنا وأسوان، لافتا إلى أن هذه المحافظات محاطة بمخرات السيول، والتي تأخذ مياه السيول لتلقيها في النيل.
وأضاف نور الدين، لـ"أهل مصر"، أن هذه السيول تكون محملة بكميات كبيرة من الرمال والطمي جراء سقوطها على الجبال ثم عبورها للزمام الصحراوي للمحافظات، لافتا إلى أنها تقوم أيضا بجرف بعض الأراضي الزراعية في نهاية الزمام، مما يجعلها تحمل كل هذه الرواسب معها الي نهر النيل.
وأكد أن تحول نهر النيل لهذا اللون ليس منه أي ضرر حيث تقوم محطات تنقية مياه الشرب بترسيبها أولا قبل تنقية المياه، مضيفا أن استخدامها في ري الأراضي الزراعية يفيدها من خلال تراكمات الطمي لهذه الأراضي.
وأشار إلى أنه من عيوبها انها تقوم بالاطماء والترسيب في الترع والمساقي والمراوي فتطميها وتقلل من سعة حملها للمياه، منوها بأن تلك الكميات المتواجدة حاليا بالنيل ليست بالكبيرة ولاتقارن بالكميات التي كانت تأتي مع فيضان النيل كل عام قبل بناء السد العالي والتي كانت تصل إلى 190 مليون طن سنويا، وكانت السبب في فكرة تطبيق السدة الشتوية بمنع المياه عن الترع لمدة شهر حتى تقوم الدولة بتطهير الترع من رواسب الطمي ولازلنا نطبقها حتى اليوم رغم بناء السد العالي وامتناع وصول الطمي إلى الترع.