رسالة تم اعتبارها "وعد" نافذ، استغرق تنفيذه أعوامًا لكنه استمر قيد التنفيذ، حتى أصبح واقعُا، فتوطن اليهود في القدس، ومازالوا يسعون لإقامة وطن كامل لهم، بعد ما يقرب من قرن من الزمان، على وعد "بلفور" الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور في الثاني من نوفمبر عام 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، لا تزال فلطسن قابعة تحت الاحتلال، ومازالت مناطق أخرى لا يقطنها يهود لكنها لم تعد إلى أصحابها الأصليين، ورغم اختلاف المحتلين لكنها أيضًا محتلة.
"أم الرشراش"منطقة معروفة في إسرائيل باسم "إيلات" احتلتها إسرائيل في وقت كانت فيه القوات المصرية ملتزمة بعدم إطلاق النار حسب اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل لإنهاء حرب 1948، فقد غدرت قوات الاحتلال، وقامت بمذبحة قتل فيها أفراد شرطة مصريين واحتلت أم الرشراش وحولوها إلى ميناء إيلات 1952، تبلغ مساحتها 1500 متر مربع.
"الرشراش" منطقة حدودية لمصر مع فلسطين، سميت بذلك نسبة إلى قبيلة عربية استقرت قديمًا فيها وكانت تحمل الاسم ذاته، حيث كانت طريقًا بريًا لمرور الحجيج من شمال إفريقيا إلى الأراضي المقدسة في السعودية، وتصرّ قوات الاحتلال على الاحتفاظ بأم الرشراش، لعدة أسباب منها القضاء على فرضية أن البحر الأحمر “بحيرة عربية”، بكل ما لهذا من تداعيات على الاستراتيجيات العسكرية لحماية الحدود البحرية شديدة الامتداد لمصر والسعودية والسودان واليمن، كذلك بهدف طرح بديل لقناة السويس بمشروع قناة أم الرشراش “إيلات” إلى البحر الميت.
"مدينتا سبتة ومليلية"“سبتة ومليلية” مدينتان عربيتان من بقايا العهد الإسلامي بالأندلس، موقعهما الاستراتيجي على ساحل الأطلسي بين أوروبا وأفريقيا ساهم في أن تكونا محل أطماع إيزابيلا ملكة إسبانيا في القرن 15 الميلادي، وقد أصبحت المنطقة منذ عام 1992 تتمتع بصيغة للحكم الذاتي داخل إسبانيا بقرار البرلمان الإسباني عام 1995.
تقع مدينة سبتة البالغ مساحتها حوالي 28 كيلومترًا مربعًا في أقصى شمالي المغرب على البحر الأبيض المتوسط، وقد تعاقب على احتلالها البرتغاليون عام 1415 يليهم الإسبان عام 1580، أما مليلية الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب والبالغ مساحتها 12 كيلومترًا مربعًا، فتديرها إسبانيا منذ عام 1497.
وتعمل إسبانيا على جعل معالم المدينتين أكثر انسجامًا مع الجو الإسباني، وتعمد إلى انتهاج أساليب عديدة، عن طريق الترغيب مرة بإغراء الشباب المغاربة من أهالي سبتة ومليلية لحمل الجنسية الإسبانية مقابل الاستفادة من منح التجنس وتسهيلات أخرى كالحصول على عمل والإعفاء من الضرائب التجارية، أو بالترهيب مرة أخرى عبر التضييق ومنع بناء المساجد أو فتح الكتاتيب القرآنية، إلا أن تقريرًا إسبانيًا دق ناقوس الخطر بشأن التحول الديموغرافي الذي تعرفه كل من سبتة ومليلية، والذي يشير إلى ارتفاع نسبة المغاربة القاطنين في المدينتين المحتلتين، وهو الأمر الذي قد تنجم عنه تغييرات سياسية واجتماعية “لا تكون في صالح إسبانيا”.
ومؤخرًا أكد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغايو أن المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية أصبحتا قاعدتين لإرسال المقاتلين إلى بؤر التوتر بكل من سورية والعراق.
"هضبة الجولان"
احتلت إسرائيل ثلث هضبة الجولان في حرب يونيو 1967 (تقدر مساحتها الإجمالية بـ1860 كيلومترًا مربعًا)، وفي ديسمبر الأول 1981 قرر الاحتلال ضم الجزء المحتل من الجولان لأراضيه، غير مبال برفض مجلس الأمن والمجتمع الدولي، ولم تستطع سوريا تحرير الهضبة في حرب عام 1973، وما يزال الدخول إلى بعض المناطق المجاورة لخط الهدنة ممنوعًا بحسب تعليمات السلطات السورية إلا بتصريح خاص.
تقع هضبة الجولان إلى الجنوب من نهر اليرموك وإلى الشمال من جبل الشيخ، وإلى الشرق من سهول حوران وريف دمشق، وتطل على بحيرة طبرية ومرج الحولة غرب الجليل. وتعتبر مدينة القنيطرة أهم مدينة في الهضبة التي تبعد خمسين كيلومترًا إلى الغرب من مدينة دمشق.
وضع الاحتلال الإسرائيلي نقاطًا عسكرية في الهضبة، أهمها حصن عسكري في جبل الشيخ على ارتفاع 2224 مترًا عن مستوى سطح البحر، كما أقام قاعدة عسكرية جنوب الجولان وفَّرت له عمقًا دفاعيًا، وبات مصدر تهديد لدمشق عبر محور القنيطرة دمشق، وكذلك عبر محاور حوران.
"الجزر الإماراتية (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، أبو موسى)"
سيطرت إيران بالقوة العسكرية على جزر إماراتية كانت تحتلها قوات بريطانية، وهي طنب الكبرى، وطنب الصغرى، قبل 48 ساعة من إعلان قيام الاتحاد الإماراتي، وذلك عام1971.
وأجبرت السكان على المغادرة إلى الإمارات تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم، بينما احتلت الجزيرة الثالثة “أبو موسى” بموجب مذكرة تفاهم مبرمة بين حاكم الشارقة والحكومة الإيرانية تحت إشراف الحكومة البريطانية في نوفمبر عام 1971.
وتهدف إيران من وراء هذا الاحتلال إلى فرض وجودها الإقليمي في المنطقة خاصة بعد نهاية حرب الخليج الثانية وتدمير آلة الحرب العراقية، وذلك للخروج من حالة العزلة الدولية التي تعاني منها إيران منذ قيام الثورة الإسلامية، مما أثر سلبًا على دورها التقليدي في المنطقة، كما تهدف إيران من وراء هذا الاحتلال إلى إشعار الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب أن أي ترتيبات سياسية أو أمنية في المنطقة لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن مشاركة إيجابية لإيران، القوة الإقليمية الكبرى والوحيدة في المنطقة.
وتقدمت الإمارات العربية المتحدة أكثر من مرة باقتراحٍ بعرض النزاع على التحكيم الدولي بجميع أشكاله، سواء كان ذلك عبر محكمة العدل الدولية أو عبر أية جهة قضائية، إلا أن إيران كما يقول الخبراء تعلم مسبقًا بأن أي تحكيم قانوني دولي للنزاع في ظل ضعف أسانيدها القانونية كان سيفضي لا محالة إلى الحكم بمشروعية السيادة الإماراتية على الجزر الثلاث لما يتضمنه الملف الإماراتي من أسانيد وحجج قانونية سوف تؤكد الحق الإماراتي بالجزر الثلاث.
"مزارع شبعا اللبنانية"
احتلت مزارع شبعا من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، وفي عام 2006 رفضت إسرائيل تسليمها مع انسحابها من لبنان، بل تصر على اعتبارها سورية، وليست لبنانية، وبالتالي فإن ذلك يعني أن مصيرها مرتبط بالمفاوضات المستقبلية مع سوريا وليس مع لبنان.
وتحاول لبنان دائما التأكيد على لبنانية المزارع عبر الوثائق والأدلة القاطعة، والاعتراف السوري بهذه اللبنانية، وأيضا بدعم المقاومة، واعتبارها حقًا مشروعًا طالما بقيت أراضٍ لبنانية محتلة، أسوة بالموقف الرسمي في دعم المقاومة إبان احتلال الجنوب.
مزارع شبعا تقع في أقصى الجهة الجنوبية – الشرقية من لبنان، على مثلث الحدود اللبنانية – السورية – الفلسطينية، ذات أهمية إستراتيجية بالغة على ملتقى الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، وتتميز هذه المنطقة بقممها الجبلية العالية التي تصل إلى حوالي 2600م المشرفة على هضبة الجولان وسهل الحولة والجليل وجبل عامل وسهل البقاع.