ستمر الأزمة بين الحكومة والبرلمان إلى "لاشيئ"، ستنطفئ تصريحات أعضاء محلس النواب كما تنطفئ أضواء الشمعة مع أول موجة هواء خفيفة، لن يسحب البرلمان الثقة من الحكومة، ولن يقال أي وزير في خضم تلك التصريحات فهي مجرد "شو إعلامي" و"حلاوة روح".
كانت هذه أبرز تعليقات المصريين على الأنباء التي تم تداولها بشأن اتجاه البرلمان المصري بسحب الثقة من الحكومة، أمس الاثنين، وذلك على خلفية عدة ازمات ظهرت مؤخرًا منها أزمة السكر وارتفاع الأسعار وسيول رأس غارب، والتي انتهت إلى "لاشيئ" فعليًا، وهذه عدة أسباب ربما قادت إلى "تجمد" موقف مجلس النواب ضد الحكومة...
1/ سحب الثقة يتطلب عددًا من الإجراءات:بعدما تقدم عدد من النواب، يتوقيعات لسحب الثقة من الحكومة، لم تكن هذه التوقيعات كافية، حيث حدد الدستور عدة آليات لسحب الثقة من الحكومة، كما حددت اللائجة الداخلية للبرلمان إجراءات أخرى مكملة لإجراءات الدستور، والتي تبدأ باستجواب الحكومة بشكل رسمي في البرلمان.
2/ موقف النواب من الحكومة:عدة مواقف وتصريحات لعدد من النواب فيما يتعلق بإنجازات الحكومة، ومحاولاتها -رغم الانتقاد- استبعدت فكرة أن يطيح البرلمان بالحكومة، رغم أنه سبق وكان له دور بارز في إقالة وزير التموين خالد حنفي، وهي معادلة صعبة بعض الشيئ، لكنها واضحة.
في تصريح للنائب محمد السويدي، رئيس ائتلاف "دعم مصر"، قال إنه لا يمكن لأول اختلاف مع الحكومة، طلب بسحب الثقة منها، قائلًا: "القرارت الإصلاحية تحتاح حسما"، مضيفًا: "يجب أن نوجه طلبات معينة للحكومة حتى تستطيع أن تنفذها، وأن لم تنفذها، سنتخذ القرار الصعب في الوقت المناسب".
3/ شهر العسل مازال مستمرًامع خروج التصريحات بأن النواب قد انقلبوا على الحكومة أو بمعنى أكثر دقة "قرروا محاسبة الحكومة" لكن هذا الانطباع انتهى بعد فترة وجيزة، بعدما انتهى البرلمان من جلساته العامة دون تحديد مصير الاستجواب الخاص بالحكومة أو إبداء تلميحات بشكل رسمي يعطي مؤشرًا لإمكانية سحب الثقة من الحكومة، وهو ما يعني استمرار "شهر العسل" بين الحكومة والبرلمان.
4/ انقسام النواب واحتجاج تحت القبةالاختلاف شيئ طبيعي، لكن تحت القبة الاختلافات اتسمت بطابع خاص، آخرها الاختلاف حول طرح "فكرة سحب الثقة" فيعد أن وقع عدد من النواب على طلب سحب الثقة من الحكومة، هاجم النائب محمد أبو حامد، عضو ائتلاف دعم مصر، هؤلاء النواب، مما أثارة حالة من الغضب الشديد والانفعال لدى بعض النواب ضده وبينهم نواب تكتل (25 ـ 30).
"أبو حامد" اعترض قائلًا":"محدش يتكلم باسم الأغلبية، رئيس ائتلاف دعم مصر ائتلاف الأغلبية عندما تحدث عن بعض المشاكل لم يتحدث من قريب ولا من بعيد عن سحب الثقة من الحكومة، والبعض يستغل الموقف والحديث عن المشكلات ويقول إن الاغلبية مع سحب الثقة، وهذا غير صحيح .. أردت تصحيح هذه المعلومة الخاطئة التى قالها أحد الزملاء".
5/ رأس البرلمان يدافع عن الحكومةخلال الجلسة العامة التي حضرها رئيس مجلس الوزراء، قال الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، إن المجلس يتضامن مع الحكومة في جميع القرارات الصعبة التي تتخذها للخروج من الوضع الاقتصادي الراهن.
وأضاف عبد العال، في جلسة أمس:« لسنا أقل من أي دولة مرت بظروف اقتصادية صعبة»، وذلك تعليقًا على تصريح المهندس شريف إسماعيل بإن الأزمات الحالية التي تشهدها مصر، نتيجة إلى تراكمات الماضي، وبسبب الحكومات السابقة التي كانت تخشى المخاطرة والمجازفة.