البرلمان الأوروبي في القاهرة.. رئيس الوفد: تواصلنا بشكل إيجابي بشأن "ريجيني" .. السيسي: لدينا مخاطر وتحديات مشتركة.. ولقاء مع البابا تواضروس و"عبد العال"

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بوفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع دول المشرق، كما التقى الوفد، الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، وكذلك بابا الكنيسة البابا تواضروس الثاني.

وقالت ماريسا ماتياس، رئيس وفد البرلمان الأوروبى للعلاقات مع دول المشرق، إن الحديث مع السلطات المصرية بشأن قضية ريجينى كان إيجابيًا، مشيرة إلى أن ايطاليا سوف تعين سفيرًا لها فى القاهرة يناير المقبل.

وأضافت "ماتياس" في مؤتمر صحفي، أن كلا من مصر وإيطاليا يعملان معًا بشأن هذه القضية، وبينهما تعاون مشترك.

وأشارت رئيس الوفد، إلى أن البرلمان يميل إلى انتقاد الأطراف الأوروبية أكثر من الجهات الأخرى، ويهتم بحقوق الإنسان ويسعى لوضع هذا البند فى جميع اتفاقياته.

وأوضحت أنه نظرا لوجود اتجاهات وأحزاب مختلفة فى البرلمان الأوروبي، فإنه أحيانا يكون هناك معايير مزدوجة، ويتم انتقاد بعض الدول أكثر من الأخرى، مضيفة :" نعمل على ألا يحدث هذا ونراقب عن كثب ما يحدث داخل البرلمان لمنع ذلك"، مؤكدة "نحن لسنا هنا للحكم على المصريين إطلاقا، ونعمل مع أحزاب وجهات مختلفة".

وأكدت "ماتياس": "لا يوجد أى حالات لقتل مصريين فى أوروبا، وإذا حدث وقتل أي مواطن، نبحث فى الأمر، وليس من المقبول أبدا أن يقتل أى مواطن خارج موطنه، سواء هنا أو فى أوروبا"، داعية إلى وجود الشفافية لمعرفة من القاتل فى أى من الحالات، مشيرة إلى أن البرلمان الأوروبي يؤمن بالعلاقات القائمة على التبادل، ولا يوجد أى نوع من التدخل، ولدينا مسئوليات لكننا لسنا مسئولين عن السياسة الخارجية الأوروبية.

وأشارت إلى أن وضع مصر خاص، نظرا لوجود تنظيم داعش الإرهابى فى سيناء ومشاركة البلاد للحدود مع ليبيا التى تعانى من تدهور الأوضاع الأمنية، مشددة "نسعى لدعم مصر فى مواجهة هذا الأمر".

وفيما يتعلق بالعلاقة مع مجلس النواب المصري، أكدت ماريزا ماتيس، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية مع دول المشرق بالبرلمان الأوروبي، تطلعهم لتدشين نوع من الحوار البناء بين البرلمانين المصري والأوروبي لتناول كافة القضايا محل الاهتمام المشترك في إطار من الثقة المتبادلة بين الجانبين، مؤكدة على ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات بين الجانبين مستقبلا، باعتبارها السبيل الأمثل لمناقشة ما يشغل ذهن كل طرف من شواغل تجاه الطرف الآخر.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر تبذل جهوداً لمكافحة الإرهاب والتطرف وتدعيم الأمن والاستقرار.

وأضاف الرئيس، خلال استقباله للوفد برئاسة "ماتيس": "رغم تثميننا لاهتمام البرلمان الأوروبي بالأوضاع في مصر، إلا أننا نعتبر أن هناك مبالغة في عدد القرارات الصادرة عنه حول الشأن المصري، والتي وصلت إلى 14 قرارًا خلال خمس سنوات.

وأكد السيسي، على أهمية أن يتفهم الجانب الأوروبي حقيقة الموقف في مصر، وأن يتعرف مباشرة من المواطنين المصريين على تقييمهم للتطورات، التي شهدتها البلاد، مشددًا على ارتباط الأمن الأوروبي بشكل مباشر بأمن واستقرار دول المنطقة، في ضوء قربها الجغرافي من أوروبا، وهو ما يتطلب من الاتحاد الأوروبي العمل على مساندة دول المنطقة وتمكينها من التغلب على ما تواجهه من صعوبات.

وأشار الرئيس السيسي، إلى أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي، خلال تلك الفترة في ضوء ما تشهده من تحديات ومخاطر مشتركة تؤثر على الشرق الأوسط وأوروبا، مثل انتشار التطرف والإرهاب وأزمة الهجرة واللاجئين، مؤكداً على أهمية إدراك جذور وأسباب تلك التحديات، وعدم تقييم الأوضاع في المنطقة من منظور أوروبي أو غربي فحسب بالنظر إلى اختلاف الظروف والتحديات الداخلية والإقليمية.

وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب بوفد البرلمان الأوروبي، مؤكداً حرص مصر على تطوير علاقاتها بدول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، لاسيما بالنظر إلى كون الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لمصر.

وقال البابا تواضروس، خلال لقائه مع وفد البرلمان الأوروبي: "لنا علاقات طيبة مع إخوتنا المسلمين ترجع إلى عدة قرون، من وقت لآخر تحدث اضطرابات فى بعض المناطق ونحن نحاول حلها في إطار العائلة المصرية، فمصر خريطة عبارة عن ألف كيلو في ألف كيلو وفى وسطها نهر النيل الذى نشرب منه الماء والاعتدالية المصرية".

وقال الدكتور علي عبد العال بالوفد إن مصر حريصة، على تعزيز العلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي (دولاً ومؤسسات) كأكبر شريك لمصر، وخاصة خلال تلك الفترة التي تشهد تنامي عددًا من التحديات المشتركة والمخاطر الجسيمة التى تواجه المنطقة، كتنامي خطر التطرف والإرهاب وأزمة الهجرة واللاجئين.

وأضاف البابا إن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر طيبة، لافتاً إلى أن مصر ينتظرها مستقبل واعد.

"نحن نملك علاقة قوية مع كل المصريين .. وقد أسسنا ما يسمى ببيت العائلة يضم الأزهر والكنيسة المصرية، ونتعاون معا خصوصا في القضايا المجتمعية، ويرأس بيت العائلة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبطريرك الكنيسة القبطية".

وتابع البابا "الآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نبنى مصر الجديدة من خلال المشروعات العظمى، سواء مشروع قناة السويس الجديدة أو استصلاح الأراضي او غيره من المشروعات الكبرى".

وأكد أن العلاقة بين المصريين قوية وكذلك علاقة الكنيسة مع الرئيس والمؤسسات المصرية سواء المدرسة أو الشارع أو العمل.

وقال البابا تواضروس :"مؤخرا عقد مؤتمر للشباب فى شرم الشيخ والشباب فى مصر نحو 40% من الشعب المصرى ونأمل أن المستقبل في مصر سيكون واعدا".

يذكر أن الوفد الأوروبي ضم كل من : ماريا ماتياس رئيسة الوفد (البرتغال)، فرانسيس جامبوس (أسبانيا)، كوزيلينو (إيطاليا)، رامونا مانوسكو نائبة الرئيس (رومانيا)، جيل بارجنو، نائب الرئيس (فرنسا). خافير نارت (أسبانيا)، إلدار ماميدوف، المستشار السياسي للمجموعية الإشتراكية (لاتفيا)، فرانسوا ماسولي (فرنسا) رئيس وحدة الشرق الأوسط في البرلمان.