ما يقرب من خمسين ساعة، تفصل بيننا وبين اختيار الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، لتبدأ الساعات الأخيرة لأوباما في البيت الأبيض، ليكون القصر الرئاسي على موعد مع رئيس جديد مع مطلع الأسبوع المقبل.
المرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون، تصارع من أجل البقاء، في خضم المنافسة، بعد موجة الفضائح الأخيرة والتي لحقت بمساعدتها وزوجها السابق، فيما يحاول دونالد ترامب استغلال الموقف الذي وضعت فيه هيلاري من أجل حث الأمريكييين للتصويت له، بعد انخفاض مؤيديه بعد فضائحه الجنسية.
في تناول غريب لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن ترامب وكلينتون يثيران لامبالاة الناخبين.
وجاء في مقال الصحيفة:"قلص المرشح الجمهوري دونالد ترامب تخلفه عن منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي تراهن على إمكانياتها المتميزة في كسب الناخبين في المناطق.. ومع ذلك حسب رأي الخبراء، فإن فوز أي منهما بالكاد سيرضي الكونجرس".
ووفقًا لنتائج الاستطلاع الذي نظمته "أي بي سي" وصحيفة واشنطن بوست، تقدم الملياردير ترامب على منافسته وحصل على 46 بالمئة من الأصوات مقابل 45 بالمئة لكلينتون، هذا التغير ناتج من نشر مجموعة فضائح تمس كلا المرشحين.
وبحسب معلومات "سي أن أن" بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في علاقة ترامب برجال الأعمال في روسيا. مقابل هذا تلاحق كلينتون تهمة تخزين المعلومات السرية في خادمها الالكتروني الشخصي، مخالفة بذلك التوجيهات الرسمية. كما كشف المكتب وثائق التحقيق في عملية فساد قبل 15 سنة تتعلق ببيل كلينتون (الرئيس الأسبق وزوج هيلاري)، الذي يتهم بانتهاك القانون وبالاثراء غير المشروع على حساب رجل الأعمال مارك ريتش.
نظرا لعدم شعبية كلا المرشحين فسوف يكون اقبال الناخبين منخفضا جدا، حيث، حسب استطلاع بلومبيرج، 28 بالمئة يؤيدون كلينتون و26 بالمئة ترامب، وخير مثال على ذلك التصويت الأولي في ولاية فلوريدا. فمثلا في عام 2012 عمليا شارك جميع الناخبين من ذوي اصول أفريقية (الموالون عادة للحزب الديمقراطي) في الادلاء بأصواتهم لصالح اوباما، ولكن بعد مضي اربع سنوات لم يظهر هؤلاء دعمهم لهيلاري كلينتون.
وقالت صحيفة التايمز، إنه في انتخابات عام 2012 بصوته مبكرا 25 بالمئة من الناخبين ذوي اصول افريقية، في حين بلغت نسبتهم في الانتخابات الحالية 16 بالمئة فقط، ونفس هذا الأمر يلاحظ في ولاية كارولينا الشمالية.
ويقول مدير معهد الولايات المتحدة وكندا فاليري غاربوزوف، "على الرغم من ان لدى كلينتون نوعا من القدرة على كسب الناخبين، بيد أن مواهبها دون مواهب الرئيس الحالي".
ووفقًا لـ روسيا اليوم" تشير البيانات التي نشرها موقع Vox إلى أن كلينتون تتقدم على منافسها في مكاتب الانتخابات المبكرة المحلية في كافة الولايات، باستثناء اربع ولايات فقط. المهمة الرئيسية لهذه المكاتب هي تنسيق عمل النشطاء الحزبيين مع الناخبين. مثل هذه العملية، وفق حسابات المحللين السياسيين راين اينوس وانطوني فولير، قد ترفع اقبال الناخبين بنسبة 1 بالمئة. وعلى الرغم من صغر هذه النسبة إلا أنها في ظروف التنافس الشديد قد تكون حاسمة. هذا الأمر يخص الولايات المتأرجحة التي لم تقرر بعد لصالح مَن ستدلي بصوتها. وكلينتون تركز على هذه الولايات.
يقول غاربوزوف "هذه المكاتب تلعب دورا مهما خاصة في المرحلة النهائية من الحملة الانتخابية التي يضطر فيها المنافسون إلى زيارة هذه الولايات والتواجد بين الجماهير. كلينتون مغرية سياسيا أكثر من ترامب وتفهم جيدا اسلوب العمل مع الناخبين".