مافيا حقيقة تدير سوق الدواء في مصر، أباطرة تتغذي على دماء الفقراء، وعلى ملايين الكبار أيضا، حيث وجدت مافيا الأدوية طريق آخر لجمع ثرواتهم، عن طريق تهريب عقاقير خاصة بالمناعة، والسرطان والفشل الكلوي والكبد لفئات معينة وخاصة جدا، وهي فئة الـ "VIP"، فيما يصل سعر بعض العقاقير المهربة لتلك الطبقة الي ما يقرب من مليون ونصف المليون، وخاصة الأدوية الخاصة بالمناعة.
سرطان الجلد
يعتبر سرطان الجلد في مقدمة القائمة حيث يعتبر من أغلي الأدوية في العالم، ومنها عقار "بلنستية"، من إنتاج شركة "أمجين"، والذي يصل سعره دوليًا إلى 89 ألف دولار، وفي حالة تهريبه الي مصر يصل سعره الي مليون ونصف 1513000، بعد شرائه بسعر السوق السوداء في مصر يليه عقار "يرفوي"، من إنتاج شركة "بريستول ماير"، ويصل سعره في الخارج 29.232 ألف دولار، ويصل سعره في مصر 496.944 ألف جنية.
ويأتي عقار "أوبيديفوا"، من إنتاج نفس الشركة السابقة سعره بالدولار 14.861 ألف دولار بينما يصل سعره بالمصري 252.637 ألف جنيه مصري، وعقار "تاجريزوا"، من إنتاج شركة "إسترازينسكا"، ويصل سعره 14.114 ألف دولار، وبالمصري يصل الي 239.938 ألف جنيه مصري، يليه عقار "أرفيدجي"، من إنتاج شركة "روتش"، يصل سعره في الخارج الي 10.714 ألف دولار وبالمصري الي 182.138 ألف جنيه مصري، وعقار "ودومترو" من إنتاج شركة "نوفارتس"، ويصل الي 10.511 ألف دولار بينما يصل في مصر الي 178.687 ألف جنيه.
ويليه عقار كيتريلا من إنتاج شركة "MCD"، ويعتبر الأكثر في تهريبه الي مصر حيث يصل سعره الي 4.644 ألف دولار، ويصل سعره في السوق السوداء بعد ارتفاع سعر الدولار الي 78.948 ألف جنيه مصري، يليه عقار تافينلر من إنتاج شركة "جلاسكو سميث"، ويبلغ 9.761 ألف دولار، ويصل سعره بالمصري 165.937 ألف جنيه مصري.
ومن المتداول ايضا في مصر عقار "برلكسن" من إنتاج شركة نوفارتس يصل سعره بالدولار الي 3.022 ألف جنيه، بالمصري 51.374 ألف.
سرطان الدم
تأتي أدوية سرطان الدم في المرحلة الثانية بتلك القائمة، حيث يتصدر عقار "أنسيليج"، من إنتاج شركة "أرايد" الي 17.300 دولار بينما يصل سعره في مصر الي 294.100 ألف جنيه، يليه عقار "أمريفوكا"، من إنتاج شركة "فارما سيكيلز"، سعره بالدولار 14.516 ألف، بينما يصل سعره بالمصري الي 246.772 ألف جنيه مصري.
ويليه عقار "بسولف"، من إنتاج شركة فايز سعره 12.772 ألف دولار، بينما يصل سعره بالمصري الي 217.124 ألف جنيه مصري، وعقار "سبرسيل" من إنتاج شركة بريستول ماير، وسعره بالدولار 12.011 ألف، وسعره بالمصري 204.187 ألف جنيه مصري، وعقار "موزيل" من إنتاج شركة "جننزيم"، ويصل بالدولار الي 7.530 ألف بينما يصل بالمصري الي 128.010 ألف جنيه مصري.
الأكثر تداولا
وهناك أنواع أخرى أقل سعرا وأكثر تداولا في مصر بين الطبقات المتوسطة، وهي ترجرتن من إنتاج شركة "إيساي"، 2.846 ألف دولار وسعره بالمصري 48.382 ألف جنيه وعقار جليفيك من إنتاج شركة نوفارتس يصل سعره 11.750 ألف جنيه مصري، وعقار "أرزيرا"، من إنتاج شركة "جلاسكو سميث"، وسعره 576 دولار وسعره بالمصري 9.792 ألف جنيه مصري، وعقار "تاسجنا"، من إنتاج شركة نوفارتس ويصل سعره الي 5.700 جنيه مصري.
الغدة الدرقية
تتصدر ادوية الغدة الدرقية أيضًا أسعار خاصة جدًا، حيث يصل عقار "ستيفارجا"، من إنتاج شركة بير الي 14.462 ألف دولار بينما يصل بالجنية المصري الي 245.854 ألف جنيه مصري، يليه عقار "كابرليسا"، من إنتاج شركة "إسترازينكا"، حيث تصل تسعيرته عالميا الي 6.726 ألف دولار وبالمصري 114.342 ألف جنيه مصري.
وعقار "زيلديج"، من إنتاج شركة "جلايد"، والذي يستخدم في علاج أورام الغدد اللينفاوية، حيث يصل سعره الي 10.160 ألف دولار، وبالمصري 172.720 ألف جنيه مصري، يليه "أدسيترس"، من إنتاج شركة "سيتال"، ويصل سعره الي 4.500 ألف دولار وبالمصري 76.500 ألف جنيه، وعقار "ستيفارجا" من إنتاج شركة "بير"، والذي يستخدم في علاج سرطانات الغدد اللينفاوية وهناك عقارات أخرى تعتبر الأكثر تداولا بين تلك القائمة الكبيرة وهي عقار "دوزلكس"، من إنتاج شركة "جانسن" يصل الي 30 ألف جنيه مصري.
سرطان الثدي
يأتي سرطان الثدي في مقدمة الأورام المنتشرة في مصر، ولذلك هناك تفاوت كبير وواضح في أسعار عقاقير هذا المرض، حيث يبدأ سعر عقار "قدسيلا"، من إنتاج شركة روتش الي 5.325 ألف دولار بينما يصل سعره بالمصري 90.525 ألف جنيه مصري، يليه عقار "إبرانس"، من إنتاج شركة "فايزر"، ويصل سعره الي 10.806 ألف دولار، وبالمصري وصل الي 183.702 ألف جنيه.
وهناك أنواع أخرى متداولة بشكل كبير داخل مصر وتقوم الدولة بالتعاقد عليها، واستيرادها بتخفيضات كبيرة لتوزيعها في مستشفيات الأورام الحكومية، وهي عقار وعقار "هيرسينيس"، من إنتاج شركة روتش ويصل الي 5671 دولار، وعقار "تايكرب" من إنتاج شركة "جلاسكو سميث" الي 4.297 ألف دولار.
سرطان الكبد والكلي
تأتي ادوية سرطان الكلي والكبد في نهاية قائمة الاستيراد يصل لا تتعدي القائمة خمس أنواع فقط في مقدمتهم عقار "سيلاترون"، من إنتاج شركة ميرك، ويصل سعره بالدولار 2.568 ألف دولار بينما يصل سعره بالمصري الي 43.656 ألف جنيه مصري، يليه عقار "فوترينت"، من إنتاج شركة "جلاسكو سميث"، ويصل سعره 3.400 جنيه مصري.
وعقار عقار واحد فقط هو الوحيد الذي يدخل الي مصر ويعتبر الأوحد في سرطان الكبد وهو عقار "فيكسفار"، من إنتاج شركة بير، ويصل سعره الي 10.200 جنيه مصري.
قال الدكتور محمد اللطيف عميد معهد الأورام بجامعة القاهرة ان اغلب الأدوية باهظة الثمن في علاج الأورام لا تستخدم للعلاج، وليس لها فاعلية في الشفاء كما يتوقع البعض، ولكن تستخدم لوقف انتشار المرض فقط، وخاصة في سرطانات الجلد، والخلايا الصبغية، والغير منتشرة في مصر بالطبع.
مؤكدا لأن أغلب أنواع السرطان المنتشرة في مصر هي سرطان الثدي، ولذلك تقوم الدولة باستيراد أنواع من تلك الأدوية والتي تساعد في الشفاء، حيث يصل أسعار بعض العقاقير الي 5 الاف دولار، وتقوم الدولة باستيرادها بسعر 8 الاف جنية، وتعتبر سعر مدعم بشكل كبير لما تساعده في زيادة نسبة الشفاء.
عميد معهد الأورام اشار الي ان تلك الأنواع من العقاقير لا تتداول في التأمين الصحي بدول انتاجها وخاصة انجلترا حيث تنظر الي المكسب قبل اي شيء اخر، موضحا ان إنتاج تلك الأنواع من الأدوية تتعدي المليارات.
اللطيف أوضح أن هناك ادوية تستخدم كأنواع ثانوية وليس أساسي في العلاج، مشيرًا إلى أن مصر بها 120 مريض سرطان من مجمل 100 ألف شخص طبيعي، حيث لا يوجد احصائية ثابتة عن عدد مرضي السرطان في مصر، لافتا إلى أن هذا الرقم غير كبير كما يتوقع البعض، ولكن يظهر بهذا الحجم لعدم وجود مراكز عديدة لعلاج الأورام كما هو منتشر في كافة دول العالم.
فيما أكد أحد الأطباء بإحدى صيدليات السلاسل الشهيرة أن تلك الأنواع من الأدوية كانت تباع، تبعًا لسعر الدولار في السوق السوداء وليس بالسعر الرسمي، مشيرًا إلى أن أغلب الذين يتعاملون مع تلك الأنواع هي المراكز الشهيرة في الدولة، والخاصة بالتعامل مع فئة معينة من المجتمع.
مشيرا إلى أن تلك الأسعار السابق ذكرها تعتبر سعر أمبول واحد فقط وسعر شريط واحد فقط وليس كورس كامل من العلاج، حيث تصل بعص الكورسات الي ما يتعدى الملايين في الشهر الواحد.
وأضاف الطبيب أن أغلب الأدوية الأكثر تداولا في تلك الفئة من المجتمع هي عقاقير رفع جهاز المناعة، ويتم إدخال أغلب تلك الأدوية عن طريق كونتنرات الأدوية المستوردة "للجهات السيادية"، وذلك لعدم تعريضها للتفتيش أو الجمركة.
المصدر اشار الي ان حقن رفع عدد خلايا المناعة من إنتاج شركة "سانوفى أفينتس بأسم جرانيوسيت" (Granocyte34) يتم تفكيك الدواء الى كرتونة خارجية و(Vial) يحتوي على المادة الفعالة وسرنجة تحتوي على المحلول المذيب وبالطبع يتم تهريب كل جزء لوحده وطبعا هذه الخطوة تهدف لتضليل مسئول الجمارك وتسهل عملية التهريب وتضمن عدم التحفظ على الدواء المهرب.
ومن جهة أخرى هناك عملية أخرى تسمي بالاستيراد الخاص وأشهر من يقوموا بذلك صيدلية " الـ......" وصيدلية " ع. ع"، وهذه العملية تتم تحت مسمى استيراد فرانكو (طلبات جهات سيادية).
اما عن طريقة دخولها مصر ان طريقة دخولها مصر يتم عن طريق وضع الأدوية المهربة في كراتين أو شنط سفر تدخل بالوزن من ضمن أغراض وأمتعة أحد المسافرين (يتم دفع 5 دولار نظير الكيلو الواحد وقد تم رفع تلك التعريفة الى 25 دولار.
فيما أكد الدكتور محي الدين عبيد نقيب الصيادلة ان اغلب الأدوية المهربة الي مصر تكون غير مسجلة وغير مصرح لها بالتداول في مصر، مشيرا الي انه لا يتم السماح بتداول اي دواء داخل مصر إلا بعد التفتيش على المصنع وتحليل المادة الفعالة والتأكد من ان المصنع والمادة تخضع لمعايير الجودة.
موضحا ان دور النقابة هو توفير علاج امن للمواطنين، وقد قام الدكتور حاتم الجبلي بعمل حصر للأدوية المهربة الي مصر والتي تعدت الـ 90 صنف تقريبا.
عبيد أكد أن تهريب الأدوية يقتصر على صيدليات معروفة وشهيرة، وتعتبر تلك الصيدليات من أكبر موردي الأدوية للجهات السيادية في مصر.
موضحا أنه كان يتم بيع جرعات علاج فيرس سي بأكثر من 360 ألف جنيه، وبعد تسجيل الدواء في مصر وصلت الي 1100 جنيه، مؤكدا انه لا توجد رؤية لوقف تلك المافيا والمعروفة بالأسماء علي مرمي ومسمع من الجميع، والتي تحقق ارباح خيالية، فمن مصلحة المهرب عدم تسجيل الأدوية في مصر حيث ان عقار "الهارفوني"، الخاص بعلاج فيرس سي كان يصل سعر العلبة الواحدة الي 30 ألف دولار، ولكن بعد تسجيله في مصر اصبح سعره 1100 جنيه، الي جانب ادوية السرطان والتي يهتم بها الفئة الراقية في المجتمع حيث يصل سعر الأمبول الي 20 ألف دولار، الي جانب بعض العقاقير والتي تصل الي 69 ألف جنيه للعلبة الواحدة.
نقيب الصيادلة اشار الي ان سلاسل الصيدليات تقوم حاليا بتأجير شقق قريبة من فروعها وتقوم بتخزين تلك العقاقير بها، وذلك خوفا من التفتيش المفاجئ للصيدليات.
وأشار نقيب الصيادلة إلى أن إسرائيل تتصدر العالم في تصدير الأدوية حيث تصل صادراتها الي 300 مليار سنويا، اما بالنسبة لمصر فحج صادرتها من الأدوية لا يتعدى 300 مليون دولار سنويا، حيث ان الدولة تعتبر ان الأدوية من مكملات وزارة الصحة وليس اقتصاد تقوم علية دول عظمي، مؤكدًا انه في حالة النظر الي تجارة الأدوية بانها يمكن ان تخرج من أزمتها، ووضع رؤية بان تجارة الأدوية يمكن ان تكون قناة السويس الحقيقة في مصر.