قبل ساعات من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية مازال كثير من الأمريكيين لم يحسموا رأيهم بعد بالتصويت سواء لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أو لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب وهو ما يوضح أن التأرجح وعدم الحسم ليس في بعض الولايات فحسب بل وعند الأفراد أيضا.
ويقول الأمريكي إيدي فالديز، والبالغ من العمر 28 عاما، الذي يعمل في أحد متاجر الهواتف بواشنطن قبل يومين من إجراء الانتخابات إنه لم يحدد بعد من سينتخب، مشيرا إلى أن كثيرا من الأمريكيين لا يؤيدون سواء ترامب أو كلينتون لانهما في حقيقة الأمر لا يعكسان ما يطمح إليه الناخب الأمريكي في رئيسه. وأوضح فالديز أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه المرة هي اختيار بين أمرين كلاهما سيئ.
وتسببت حرب التسريبات والفضائح المتبادلة بين كلينتون وترامب في حالة ارتباك لكثير من الناخبين الأمريكيين الذين لم يرجحوا كفة أي منهما إضافة إلى ضيق الفجوة الشديد بين المرشحين في استطلاعات الرأي التي أجريت على مدار الاسابيع الأخيرة وحتى الآن وقبل يوم من إجراء الانتخابات.
فبعد أن نشرت صحيفة الواشنطن بوست في اوائل شهر اكتوبر تسجيل الفيديو الذي تباهى فيه ترامب بتحرشه بالنساء جنسيا تقدمت كلينتون عليه في استطلاعات الرأي بفارق متوسطه سبع نقاط كفيل بحسم الفوز لصالحها إن تحقق في الانتخابات. وحافظت كلينتون على هذا الفارق لفترة حتى أعلن جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي -وهو جمهوري- قبل عشرة أيام فقط من إجراء الانتخابات إعادة فتح التحقيق في قضية استخدام كلينتون لخادم بريد الكتروني خاص في مراسلات حكومية اثناء عملها وزيرة للخارجية. وكان هذا التحقيق أغلق في يوليو وانتهى بتبرئة كلينتون.
واتهم عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي تيم كين مكتب التحقيقات الفيدرالي بتعمد تسريب المعلومات في ذلك التوقيت بالذات ليلحق ضررا متعمدا بالمرشحة الديمقراطية كلينتون منتهكا ميثاق شرف المكتب الذي يفرض عليه عدم مناقشة القضايا الحساسة قبل الانتخابات.
وقد أدى هذا الأمر إلى تقارب شديد في استطلاعات الرأي بين كلينتون وترامب يجعل التنبؤ بنتيجة الانتخابات الرئاسية مهمة شبه مستحيلة رغم كل الأخطاء الفادحة التي وقع فيها ترامب من التحرش الجنسي إلى تصريحاته المعادية لقطاعات عديدة من الشعب الأمريكي كالمسلمين الذين قال انه سيحظر دخولهم إليها والمكسيكيين الذين شبههم بالمغتصبين والمجرمين بل وحتى إهانته لشعوب أمريكا اللاتينية بوجه عام.
وتشير أحدث استطلاعات للرأي لقناة أيه.بي.سي و صحيفة الواشنطن بوست إلى أن الفجوة بين المرشحين أصبحة ضيقة للغاية لدرجة أن الفارق أصبح في نطاق هامش الخطأ.
وقال تشارنجيد شارما وهو سائق سيارة أجرة – 51 عاما- إنه ليس مهتما بالعملية الانتخابية حيث أنه لا يرى فارقا كبيرا بين المرشحين يدفعه إلى انتخاب أي منهما. وأشار شارما وهو من أصول هندية إلى أنه من أبناء الطبقة المتوسطة المنشغلة بكسب قوت يومها وإن كان في السابق يميل إلى الديمقراطيين غير انه سئم من سياساتهم.