خبر لم يكن مفاجأ، تلقته مصر عبر إيميل رسمى من شركة أرامكو السعودية جاء فيه: وقف إمدادانا من المواد البترولية حتى أشعار أخر، وألمح وزير البترول طارق الملا فى اجتماع بلجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب الشهر الماضى إلى أن الشركة لم تفسخ العقد لكن "هذا أمر طبيعى ويحدث بين شركة وأخرى فقد يكون لدى الشركة السعودية ظروف لم تمنكها من استئناف توريد مصر متطلباتها".
كانت السعودية وافقت على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام.
وبموجب الاتفاق تشتري مصر شهريا منذ مايو أيار من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود وذلك بخط ائتمان بفائدة اثنين بالمئة على أن يتم السداد على 15 عاما.
من جانبه قال النائب طلعت السويدى، رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن وزير البترول طارق الملا أكد للجنة أن احتياجات مصر من المواد البترولية مؤمنة، ولن تواجه أزمات بعد إخطار "أرامكو" السعودية وقف إمداداها المواد البترولية للقاهرة.
وأضاف السويدى، أن وزارة البترول طرحت مناقصات عالمية ووقعت عقود مع شركات عالمية وأمدت مصر احتياجاتها بالفعل خلال شهر أكتوبر الماضى، وكان ذلك بعد أيام قليلة من إبلاغ "أرامكو" أنها لن تمد مصر بالوقود ذلك الشهر.
وشدد على أن الدولة المصرية من حقها استيراد احتياجاتها من الوقود من أى دولة فى العالم طالما أنها تدفع المقابل، كما أن مجلس النواب يعنيه فى المقام الأول توافر الوقود دون خلق أزمة للمواطنين.
من جانبه، أكد النائب محمد رشوان، وكيل لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن مصر لن تحتاج إلى استيراد احتياجتها من إيران كما يتردد حيث إنها أمنت احتياجاتها من دولة العراق.
وقال رشوان فى تصريحات خاصة "مش عايزين نقلق الناس خالص، احنا مأمنين كل احتياجتنا من دول أخرى غير السعودية وعقد أرامكو، والوزير سافر للعراق وقبل كدا منعت أرامكو إمدادنا من الوقود ولم نشعر بأزمة".
وأضاف "ما نشر عن سفر طارق الملا وزير البترول إلى إيران للاتفاق على امدادانا باحتياجتنا من البترول أمر غير صحيح وتواصلنا كلجنة مع مسئولى الوزارة ونفوا لنا ذلك، وأكدوا أنها إشاعات".
وتابع: كيف لدى مصر أزمة فى المواد البترولية وتقوم بتحريك أسعار البنزين والسولار".
فيما قال النائب علاء سلام، أمين سر لجنة الطاقة والبيئة، إن شركة "أرامكو" سبق وأن امتنعت عن إمداد مصر بالوقود، واستطاعت وزارة البترول سد العجز، بالاستيراد من دول أخرى، مشددًا على ضرورة مراعاة طبيعة العلاقة بين مصر والسعودية، والتى تستوجب عدم اتخاذ موقف تجاه "أرامكو".
وأضاف"سلام"، فى تصريحات له، أن العقد الموقع بين القاهرة و"أرامكو" كان يحمل ميزات كثيرة أهمها على الاطلاق أنها كانت طويلة الأجل، وبدون فوائد، مضيفًا: الأمر أشبه بالمنحة لأن مصر كانت بتدفع براحتها.
وكشف عن وجود عدة اتفاقيات للتنقيب عن البترول معروضة على اللجنة، موقعة بين مصر وشركات بترول أجنبية وعربية، مؤكدًا أنها تحمل الكثير من الخير.
كما طالب النائب عبدالحميد كمال، عن حزب التجمع، بضرورة استدعاء وزير البترول، لإعلان الموقف الخاص بالوقود داخل مصر وخطة وزارته لمواجهة كيفية معالجة هذه الأزمة، والاستراتيجية التى يعتمد عليها بشأن توفير الوقود.