"واشنطن بوست":الشعب الأفغاني يتسائل عن مصيره بعد الانتخابات الأمريكية

الشعب الأفغاني
كتب : وكالات

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة، اليوم الثلاثاء، أن الشعب الأفغاني، الذي تفصله مئات الآلاف من الأميال عن الأراضي الأمريكية، شغوف وحريص على التفكير في مدى تأثره في المستقبل بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي بدأت اليوم داخل الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني إن دولا قليلة تأثرت بشكل كبير بالتحولات والمنعطفات في السياسة الخارجية الأخيرة للولايات المتحدة، ومنها أفغانستان التي تلقت دعما كبيرا من واشنطن ذات يوم لاعتبارها مسرحا بديلا للحرب الباردة، ثم سرعان ما تخلت واشنطن عنها لتتركها نهبا للصراعات الداخلية، ثم تغيرت سياسات واشنطن وقررت تحرير كابول من قمع المتطرفين حتى عجت بالجنود الأمريكيين تحت حكم الرئيس باراك أوباما وبدت تتخذ منهجا حديثا للديمقراطية الاسلامية.

وأضافت الصحيفة، لذلك لايجب أن يندهش أحد لدى معرفة أن الشعب الأفغاني مثل الشعب الأمريكي بدأ منقسما بين معسكري الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فالبعض منه يأمل في استمرار انخراط واشنطن العسكري والسياسي داخل أفغانستان، بيد أن آخرين ينتظرون ويرغبون في حدوث تحولات راديكالية في المشهد برمته داخل بلادهم".

ورصدت الصحيفة، تناقض تناول الانتخابات الأمريكية داخل العاصمة كابول؛ ففي ظاهر الأمر تبدو كابول بعيدة للغاية عن مناقشة الأمر، فأخبارها المسائية اهتمت في المقام الأول بأخر تفجير انتحاري نفذته حركة طالبان أو بالتناحر بين افراد الحكومة، ولم تجر أي استطلاعات رأي محلية حول آراء الشعب الأفغاني حيال الانتخابات الأمريكية، بيد أن أروقة المكاتب والمقاهي وحافلات نقل الركاب في كابول شهدت مناقشات المواطنين وتحليلات للشجار البعيد الذي نشب بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، متساءلين عن مدى جدية الأخير في منع دخول المسلمين للأراضي الأمريكية، وما إذا كانت كلينتون ستبقي على القوات الأمريكية داخل أفغانستان أم لا؟!.

وأردفت الصحيفة قائلة، بينما أبدى بعض الأفغان خلال عدة لقاءات حوارية خشيتهم من أن نهج رئاسة ترامب سيكون معاديا للمسلمين من جميع الاجناس، استنكر آخرون تعليقاته القاسية خلال حملته الانتخابية. فقد دعا المرشح الجمهوري في بادئ الأمر إلى منع دخول المسلمين للأراضي الأمريكية، لكنه أكد لاحقا أنه يرغب فقط في تحديد المهاجرين القادمين من الدول الراعية للإرهاب".

وفي هذا، أعرب بعض الأفغان عن اعتقادهم بأن ترامب لن يستطيع بشكل صارم تقييد دخول المسلمين، وذلك نظرا لتنوع المجتمع الأمريكي واحتفاظه بحرياته وحرية معتقداته.

وتعليقا على الأمر، يقول نور أخطر، وهو طالب هندسة في جامعة كابول، إن ترامب ربما يكون عنصريا، ولكنه في الوقت ذاته يبدو شخصا قادرا على حل المشكلات.. فالاسلام دين له تاريخ منذ 1400 عاما، بينما تعود ظاهرة الارهاب إلى قبل 20 عاما فقط"..مشيرا إلى أن العديد من المهاجرين المسلمين يعيشون داخل الولايات المتحدة، ولا يوجد سبب للومهم على أخطاء غيرهم.

وعادت "واشنطن بوست" لتضيف:"أن العديد من المواطنين الأفغان يعتقدون أن البيت الأبيض سيكون من نصيب كلينتون وأنها ستستمر في نهج السياسة الخارجية لإدارة أوباما، التي وصفها البعض بالمتفتحة والداعمة للديمقراطية، واعتبرها البعض الأخر انصبت على بحث سبل هزيمة طالبان والقاعدة، مما أغرق أفغانستان في سنوات حرب عديدة خلفت العديد من القتلى في صفوف المدنيين واظهرت مشاكل جديدة داخل المجتمع الأفغاني".

ومن جانبهم، أعرب العديد من المحللين والسياسيين الأفغان عن اعتقادهم بإنتخاب كلينتون رئيسة للولايات المتحدة وأنها ستتصرف كزعيمة دولية معقولة. فيقول وحيد موجدا، الباحث السياسي، إن العديد من الأفغان يعتقدون أن كلينتون ستفوز، ولكن آخرين يرون أن ترامب يمثل الوجه الحقيقي لأمريكا. وهي أمريكا مختلفة. فلو جاء إلى السلطة، سيكون أسوأ بكثير من اسلافه، ليس فقط بالنسبة لأفغانستان، ولكن بالنسبة للعالم الاسلامي برمته".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الريان وبرسبوليس (1-1) بدوري أبطال آسيا للنخبة (لحظة بلحظة) | خطيييييرة من العين