"الفنان الموظف" بين رامز جلال ومحمد رمضان.. نجوم استقالوا وآخرون وقفوا بجانب الدولة

رامز جلال ومحمد رمضان
كتب : صلاح حسن

تضُم وزارة الثقافة عددًا كبيرًا من العاملين بداخلها من نجوم الوسط الفني النجوم والمشاهير، وهؤلاء النجوم يتصدرون أفيشات أفلام السينما، ناهيك عن عملهم في التلفزيون، ومنهم من دخل المجال الإعلامي وقدم برامج تلفزيونية، ورغم أن أجور البعض منهم تتجاوز الملايين، إلا أنهم ما زالوا يعملون كموظفين بمسارح الدولة المختلفة، دون أن تستفيد منهم ولا يجلبون أي عائد مادي أو ثقافي للدولة.

كما أن علاقة هؤلاء النجوم بالوظيفة الموجودين بها تقتصر على الراتب الشهري والمكافآت السنوية التي يتقاضونها من الدولة، دون مشاركة الكثير منهم في أي عمل من الأعمال التي يقدمها البيت الفني للمسرح التابع إداريًا لوزارة الثقافة، ودائمًا تتنوع الحجج بين المرض أو عدم الرضا بالنص المقدم، ولكننا نعلم أن السبب هو عدم توفير الوقت للوظيفة الحكومية.

إستقالة رامز جلال

تقدم النجم الشاب رامز جلال، مؤخرًا باستقالته من فرقة المسرح القومي، حيث أنه يتقاضى راتبًا دون وجه حق وهو متوقف عن العمل، نظرًا لانشغاله بأعماله الخاصة، وهذا ما يُعد مخالفًا للقانون.

تعليق مدير المسرح القومى

من جانبه علقّ الفنان يوسف إسماعيل، مدير المسرح القومى، على الإستقالة قائلًا: إن الفنان رامز جلال تقدم باستقالته لوزير الثقافة حلمى النمنم، من فرقة المسرح القومى، لعدم استطاعته تقديم أي عمل مسرحى مع الفرقة، ولأنه منشغل بأعمال فنية أخرى، وأكد أن إدارة المسرح القومى ستقوم باستبعاد كل الفنانين الذي لم يقدموا أي أعمال مسرحية مع الفرقة خلال العامين المقبلين، أو منحهم إجازة بدون مرتب، لتوفير رواتبهم وظهور مواهب شابة جديدة.

تعليقات المسرحين على قرارت الإستقالة

قال حلمي فودة، مدير مسرح الشباب، "لا يوجد إجبار في الفن، لأن أي فنان من الممكن أن يتحجج، وقد يقول إن النص لا يعجبه، أو إنه مريض، والغريب أن المخصصات المالية كلها تذهب للموظفين الإداريين، وليس للفنانين، فالنظام كله فاشل، ووزارة الثقافة تعاني من غيبوبة منذ فترة، ولم تتخذ أي إجراء لجذب هؤلاء النجوم، وكأن الوزارة أصبحت خرابة.

وأضاف، الأزمة الحقيقية أنه ليس لدينا أموال من الأساس، وهذه الأزمة تتعلق بوزارة المالية، وليس البيت الفني للمسرح، ويجب على وزارة الثقافة أن تتواصل مع وزارة المالية، فنحن نمر بهذه المشكلة منذ سنوات، لكن يجب أن نعمل بمنطق الوضع الراهن وليس الوضع السابق.

وأشار إلى أن المشكلة ليست في الفنانين بقدر ما تتعلق بوزارة الثقافة نفسها التي يجب أن توفر نصًا محترمًا، وإنتاجًا ودعاية للعمل، موضحًا أنه من المهم وجود حافز للفنان الموظف أضعاف ما يتقاضاه حاليًا، لكي يتحمل عبء العمل بالمسرح.

وقال عبد الرحيم حسن، مدير مسرح الغد، لا توجد أي التزامات بالنسبة للفنانين، فالمسألة أخلاقية في المقام الأول، وأبسط الأشياء أن يحلل "الفنان الموظف" راتبه، أو يحصل على إجازة ويترك فرصة لغيره، وهناك نصوص جيدة تعرض عليهم، لكن أغلبهم يرفض، ومن المفترض أن يقدم كل فنان على الأقل عرضًا في السنة، لكنني لا أريد أن أظلمهم، فلابد أن يكون العمل الذي يقدمونه يليق بهم، لكي يستفيد منه البيت الفني للمسرح، وهم أيضًا يعملون، بدلًا من الاستعانة بممثلين من خارج البيت الفني ويحصلون على مقابل يصل إلى 70 ألف جنيه.

وقال ماهر سليم، رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق، لم يطلب أحد من أي فنان أن يستقيل وهناك فنانين يوافقون على المشاركة في عروض البيت الفني للمسرح، مثل ماجد الكدواني، موضحًا أن إدارة البيت الفني لم تجهز عروضًا ليشارك فيها فنانون كبار ومعروفون.

وأضاف، لدينا فنانون معروفون معينون في البيت الفني للمسرح ولا يقدمون أي أعمال، كما أن تعيين بعض هؤلاء الفنانين في المسرح خضع لمجاملات رهيبة، ولا يستطيع أحد أن يتخذ أي إجراءات ضد أي فنان موظف بالمسرح، لأنه ليس من سلطة أي مسؤول فصل أي موظف إلا بقرار من رئيس الجمهورية.

ظاهرة محمد رمضان

بالمقارنة مع إستقالة رامز جلال، الأخيرة مفضلًا أعماله الأخرى في السينما وبرنامج المقالب، إلا أنه لم يبد أي خطوة في إمكانية عودته للعمل من جديد لصالح الدولة، ورغم أن النجم محمد رمضان، لا يقل عنه شهرة ونجومية إلا أنه يهتم بأعماله المسرحية وقدم عرض "رئيس جمهورية نفسه"، ولاقى نجاحًا كبيرًا، وحاليًا يقدم عرض "أهلًا رمضات"، وأعلن مؤخرًا أنه يستمر في تقديمه حتى آخر العام الجاري.

أبرز المشاهير الموظفين في الحكومة

من أبرز مشاهير الوسط الفني الذين ما زالوا يحتفظون بدرجتهم الوظيفية بوزارة الثقافة، ماجد الكدواني، وأحمد السعدني، وطلعت زكريا، وماجدة زكي، وأشرف عبدالغفور، ورامز جلال، وياسر جلال، ونشوى مصطفى، وأحمد عبدالعزيز، وصبري فواز، وإيمان أيوب، ولقاء سويدان، وعمرو عبد الجليل، ورياض الخولي، وسامح الصريطي، وماهر سليم، والمخرج أحمد شفيق، وغيرهم الكثيرين.

توزيع الرواتب

يقوم عدد كبير من الفنانين بتوزيع رواتبهم الشهرية التي يتقاضونها من وزارة الثقافة على عمال المسرح البسطاء الذين يتقاضون مرتبات هزيلة لا تكفيهم، بينما لم تحاول الوزارة أو البيت الفني للمسرح جذب هؤلاء النجوم لتقديم أعمال مسرحية تعيد الجمهور وتحقق من خلال شهرتهم إيرادات تضاف لخزينة الدولة، أو توجيه أجور هؤلاء الفنانين لتقديم عروض أخري تساعد على عمل قطاع كبير من أعضاء نقابة المهن التمثيلية الذين لا يجدون فرصة المشاركة في الأعمال الدرامية والسينمائية.

ويرفض عدد كبير من الفنانين والمشاهير الأعمال المسرحية التي تعرض عليهم من الدولة خاصة وأنها تستغرق فترة للتحضير تتراوح ما بين شهر وشهرين بمقابل مادي أقل من المعروض عليهم في الأعمال الدرامية والسينمائية، كما أن العروض داخل مصر وسفر المسرحيات للعرض في أكثر من مهرجان خارج مصر يتطلب منهم تفرغ تام طوال تلك الفترة، وهو ما دفع عدد كبير منهم إلى تقديم إجازات بدون أجر.

أبرز المستقيلين سابقًا.. أحمد السقا وأحمد زكي ونقيب الممثلين

منذ فترة أيضًا قدّم الفنان أحمد السقا، استقالته من فرقة مسرح العرائس، وأرجع سبب استقالته لعدم قدرته على التفرغ للوظيفة الحكومية أو التقيد بمتطلباتها، وهو ما لا يستحق عليه أجرًا من الدولة، وفضّل أن يترك منصبه لآخر يستطيع أن يقدم ما لا يستطيع أن يقدمه هو، بالإضافة إلى أن هذه كانت وصية والده الفنان المبدع الراحل صلاح السقا.

كما كان النجم الكبير الراحل أحمد زكي والفنان يونس شلبي، والفنانة هناء الشوربجي، أعضاء بفرقة السامر المسرحية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وتقدم الفنان أحمد زكي باستقالته من الفرقة عام 1999، كما عملت الفنانة والإعلامية صفاء أبوالسعود، والفنانة عايدة رياض، كموظفات في مسرح البالون ولم يقدم أي منهم أعمال بهذه الفرق.

فنانين أظهروا ولائهم للمسرح رغم إنشغالاتهم

رغم عزوف عدد من الفنانين عن العمل بالفرق المسرحية التي تم تعيينهم علي قوتها إلا أن هناك عدد آخر منهم قدم وما زال يقدم أعمال بهذه الفرق ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الفنان صبري فواز، الذي أخرج مسرحية "اللي خايف يروح" وتم تقديمها على مسرح العائم وحققت اقبال جماهيري كبير، وكذلك الفنان ماجد الكدواني، قدم مسرحية "الإسكافي ملكًا" وهي آخر العروض المقدمة على المسرح القومي قبل حريقه ثم قدم مسرحية "في بيتنا شبح"، والفنان أشرف عبدالغفور، عرض له مسرحية "المحاكمة" على مسرح ميامي.

وتتراوح الدرجات الوظيفية للفنانين المعينين على قوة وزارة الثقافة من الدرجة الوظيفية التي يعين عليها الفنان عقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية بفنان أول ثم ثان وثالث وممتاز، إلى أن يصل إلى درجة فنان قدير ويحصل على راتب شهري قدره 7 آلاف و500 جنيه بينما يبدأ تعيينهم على مرتب قدره 1190 جنيه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً