أصبحت 11/11، دعوى الإخوان "العلنية" ضد الدولة، خاصة بعد انتشار دعوات للتظاهر في الشوارع والميادين فيما أطلق عليه "ثورة الغلابة" التي انتشرت بشكل كبير في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن العجيب في الأمر أنه لم تتبنى أي جهة معارضة بارزة أو مغمورة لهذه الدعوات فكلها جهات في الخفاء، فيما أعلنت جماعة الإخوان "الإرهابية" دعمها للتظاهرات، وطالبت أتباعها بالنزول إلى الشوارع، وعلى الجانب الأخر أعلن وزير الداخلية استعداد الأمن للتصدي لأي عمليات تخربية، ووضع خطط أمنية للحفاظ على مؤسسات الدولة خاصة المواقع الشرطية والسجون.
والإستعانة بتشكيلات من الأمن المركزى والعمليات الخاصة ووحدات التدخل السريع والإستعانة بأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة والتشويش.
واليوم نشرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا تعلن فيه موقفها من تظاهرات 11-11 وذلك على لسان المتحدث الإعلامي بإسم جماعة الإخوان المسلمين طلعت فهمي حيث قال "إن مشاركة جماعه الاخوان المسلمين في مظاهرات الجمعة المقبلة مرهونة بخروج المصريين إلى الشوارع" كما قال "طلعت مخاطبا الشعب المصري نحن معكم ولن نقرر بدونكم فإن قررتم الخروج والثورة فنحن في القلب منكم وإن رأيتم غير ذلك فنحن في إنتظاركم في الميدان".
ووضعت جماعة الاخوان المسلمين بيانا مكون من 11 بند هما:
1-هوية مصر وطنية عربية إسلامية شارك في بنائها كل أبناء مصر وجماعتها الوطنية بكل تنوعاتها.
2-استرداد الإرادة الوطنية وتفكيك الدولة العميقة، وتطهير المؤسسات من العناصر الفاسدة.
3-استعادة حيوية المجتمع بكل مؤسساته المدنية والدينية والأهلية وتحريره من تبعيته للسلطة التنفيذية وتمكينه من أداء دوره الريادي كقاطرة للتنمية والنهوض.
4-عدم الاعتراف بما وقعه الانقلاب العسكري من اتفاقيات وقوانين وتشريعات وما ترتب عليه من آثار؛ لأنها دون سند شرعي وليست صادرة عن رئيس ولا مؤسسات شرعية ودستورية.
5-عودة الجيش إلى ثكناته للقيام بوظيفته في حماية البلاد والدفاع عن الوطن.
6-تبني كل السبل لاستعادة المسار الديمقراطي، والالتزام الكامل بالسلمية واللاعنف كمبدأ أصيل واستراتيجية ثابتة.
7-إدارة المرحلة الانتقالية على أسس توافقية وتشاركية على أن تتخذ كل القرارات بالتوافق بين الجميع، وفي القرارات المصيرية والمختلف عليها يُحتكم فيها إلى الشعب، ويكون من أولويات المرحلة ما يلي:
8-الإفراج الفوري عن المعتقلين وتحقيق القصاص العادل وسرعة الوفاء بحقوق كل الشهداء والمصابين والمضارين، من خلال نظام مستقل للعدالة الانتقالية؛ يضمن كشف الحقائق، وجبر اﻷضرار، ومحاسبة المتورطين، والإصلاح المؤسسي، والمصالحة المجتمعية.
9-البدء بتحقيق منظومة للعدالة الاجتماعية وإنهاء الظلم الاجتماعي وضمان حقوق الفقراء ولا سيما العمال والفلاحين والفئات المهمشة، وتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الفساد واستعادة اﻷموال المنهوبة، وإنهاء كل أسباب الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة وتحقيق اﻷمن الإنساني.
10-إعادة صورة القضاء المصري المستقل واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك.
11-إعادة هيكلة الداخلية وعدم تجاوز دورها وصيانة الحريات وكرامة المواطن وسيادة القانون ومنع التعذيب وتجريمه بأي صورة.
وقال "نبيل نعيم" الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية عن دعوات تظاهرات الغد وعن بيان الاخوان ودعواتهم للتظاهر: "لن يحدث شئ فالاخوان فاشلون وضعفاء ولايستطيعون الحشد، أما إذا حدثت ثورة فستكون بسبب الغلاء في الاسعار وتدني الحالة الاقتصادية وليس لدعم الاخوان المسلمين".
وأضاف "نعيم" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن الجماعات الارهابية موجودة بالفعل وتقوم بأعمال إرهابية خسيسة من وقت للاخر وهي مدعومة من الاخوان وحاولوا ان يفجروا اماكن حيوية ولكن كانت الشرطة والاجهزة الامنية لهم بالمرصاد وضربت ضربات استباقية ضعفتهم بشكل كبير جدًا.
مؤكدًا أن الإخوان ليس لديهم قدرة على الحشد على الاطلاق ولايستطيعون أن يحكموا على شباب الجماعة، وأن الشعب المصري انخدع فيهم مسبقًا ولم ينخدع فيهم مجدداُ "فالمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين، كما أن هناك انشقاقات من وقت للاخر وهناك اختلاف في بعض المناهج بالنسبة للشباب وكبار الجماعة.
وقال خبير شؤون الجماعات الإسلامية، إن الجماعة لاتملك الًان إلا التخبيط في النظام وليس لديهم رؤية او هدف واضح، وخلطوا بين الدعوة والسياسة، وان القيادة في الجماعة هم من يغتنمون الاموال والغنائم والشباب هو الضائع المضحوك عليه.
وأضاف "نعيم" أن الأجهزة الأمنية تحارب المهربين والارهابين بشراسة في سيناء ولكن في النهاية ستنتصر الدولة عليهم وذلك بسبب تخبط وضعف الجماعات الإرهابية، وانشقاقها وعدم تنظيمها.
وقال إسلام الكتاتني المنشق عن جماعة الإخوان، إن دعوات الاخوان للخروج: "بعد حل جماعة الاخوان المسلمين وإدراجها تحت بند الجماعات الارهابية تنتهز اي فرصة لاشعال الفتنة وسيادة حالة من التفرقة وكانت قبل ذلك تستغل ذلك وهناك صفحات تابعة لهم تدعو لغد منذ فترة".
وأضاف "الكتاتني" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن الإخوان حاليًا في أضعف حالاتهم وفاقدين لوعيهم، ويحاولون ان يخلقوا تكتلات وائتلاف مع الحركات الاخري مثل 6 ابريل ومكملين وغيرها من الجماعات التخريبية ولكن ليس لديهم اي حاضنة شعبية.
وأوضح الكتاتني، أن كل ماتمتلكه الجماعة الآن هو الاعلام التحريضي من خلال قنواتهم التي تُبث من تركيا وقطر ومواقع التواصل الاجتماعي التي يصعب السيطرة عليها، فهم يستغلون الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ويبداون بالتحريض والنفخ في النار.
كما صرح بأن الشعب المصري الان مابين نارين فهو رافضًا لدعوات الغد ولكن يريد ايضًا حل من موجة الغلاء المستمر والتي لايتحمل اعبائها المواطن البسيط، وعلى الجانب الاخر يجب علي الدولة وقيادتها ان تُقدر هذا الشعب وان يعيدوا النظر إلى حزمة القرارات السياسية التي تم اتخاذها، فالمعادلة صعبة من جانب الشعب.
وقال "الكتاتني" إن موقف الإخوان انتهى مع فوز "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك بعد أن وصفهم ترامب بالجماعة الارهابية وان الرئيس السيسي نموذج يجب أن يُحتذي به ومثال رائع للقيادة، مضيفًا: "نحن لانعلم صراحة من وراء هذه الدعوات، ولكن هناك صفحة تسمي "حركة غلابة" يترأسها شخص يُدعي ياسر العمدة وبعض الصفحات التابعة للاخوان هم من وراء هذه الدعوات".