دعت ألمانيا، اليوم الجمعة، الدول المتقدمة، لدعم خطة تعكف على وضع لمساتها النهائية لتعزيز اقتصادات إفريقيا بغية خلق وظائف جديدة، وتقليص تدفق المهاجرين من القارة إلى أوروبا.
وقال وزير التنمية جيرد مولر إن ألمانيا ستنشر في غضون الأسابيع المقبلة تفاصيل ما وصفه "بخطة مارشال" جديدة مع أفريقيا في إشارة إلى برنامج استثمارات أمريكي ضخم ساعد الاقتصاد الأوروبي والألماني، المنهار على التعافي بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال خلال مؤتمر صحفي "ينبغي أن نستثمر في هذه الدول وأن نمنح الناس أفقًا للمستقبل."
وتابع الوزير :"إذا لم يستطع شبان إفريقيا العثور على عمل أو مستقبل في بلادهم فلن يشق مئات الآلاف طريقهم نحو أوروبا بالملايين."
" إفريقيا طاردة لسكانها" قالت المنظمة الدولية للهجرة الأسبوع الماضي، إن قرابة 160 ألف شخص عبروا البحر المتوسط من أفريقيا إلى إيطاليا هذا العام بينما لقي 4220 شخصا حتفهم خلال المحاولة.
وبحسب ما نقلته "سكاي نيوز عربية" فأن مولر، قال إنه بالإضافة إلى المهاجرين الذين يتطلعون للتوجه إلى أوروبا بالفعل فإن هناك نحو 20 مليون نازح في إفريقيا، مضيفًا إن المجتمع الدولي بحاجة لأن يعي هذه القضايا، وإنه ينبغي أن تكون إفريقيا ممثلة في مجلس الأمن الدولي.وقال مولر إن خطته تهدف إلى تطوير حلول مشتركة مع دول إفريقيا مع تركيز كبير على برامج للشبان والتعليم والتدريب وتعزيز الاقتصادات وحكم القانون.
"مشروع مارشال هدفه أوروبا"
"مشروع مارشال" هو المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا، والذي اقترحه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير 1947 والذي أعلنه بنفسه في 5 يونيو من ذلك عام (1947) في خطاب أمام جامعة هارفارد، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.وكانت الحرب العالمية الثانية، تسببت في انهيار وكساد الاقتصاد الأوروبي إلى حد كبير وعميق، مما ادى إلى انتشار الفقر والبطالة بشكل واسع، مما خلق تربة خصبة لانتشار الشيوعية، كما كان هذا واضحاً من الخطط السوفيتية آنذاك ، فكان لابد من الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أقوى اقتصاد آنذاك والتي لم تتضرر كثيراً جراء الحرب ان تتصرف بسرعة وان تهتم بمحور الاقتصاد كاهم عامل مؤثر ، فكان مشروع مارشال بادرة أولية لإنعاش اقتصاديات غرب أوروبا.وأقامت حكومات غرب أوروبا، هيئة للإشراف على إنفاق 12.9925 مليار دولار أمريكي سميت "منظمة التعاون والاقتصادي الأوروبي"، حيث ساهمت هذه الأموال في إعادة اعمار وتشغيل الاقتصاد والمصانع الاوروبية.تحركت يومئذ الإدارة الأميركية، ومعها البرجوازيات الأوروبية واليابانية، في اتجاهين:1- مشروع مارشال لإعادة بناء رأس المال في أوروبا عموماً، بهدف إيقاف المدّ الثوري التحرّري في المقام الأول، وخاصة في فرنسا وإيطاليا، وأيضاً بهدف السيطرة على رأس المال في كل من هذين البلدين.2- إعادة بناء رأس المال في ألمانيا واليابان اللتين تميزت مجتمعاتهما بالضعف النسبي النقابي والسياسي، الأمر الذي كان يعني مردوداً ربحيًا أكبر لرأس المال الأميركي وللبورجوازيتين الألمانية واليابانية، ناهيكم عن توفّر القدرة الأكبر للنمو والتوسع في هذين البلدين."أمريكا تستغل العالم"ونجحت واشنطن في تحقيق سيطرتها عن طريق الاستثمارات وشراء المشروعات القائمة في تلك البلدان، مقابل وعود بالتسديد بالدولار، ومقابل إعطاء الدائنين شهادات بتلك الوعود، فكانت "برامج الإعمار" العملاقة التي جعلت أوروبا واليابان، بمصانعها وشركاتها وأسواقها، بلداناً تابعة يقتسم الاحتكاريون الأمريكيون منافعها وأرباحها.كما أن المخصصات الأمريكية لم تكن تكفي لإعادة الإعمار، بل هي كانت حقًا الجزء الأصغر من التكاليف، أما الجزء الأكبر فقد وقع على عاتق الشعوب في أوروبا واليابان، وحتى الجزء الأميركي الصغير لم يأت من خزائن الاحتكاريين الأميركيين، بل من مدّخرات المودعين والمساهمين الأميركيين الصغار، ومن دافعي الضرائب، ومن بعض المصارف الأميركية، فهم بالإجمال لم يوظفوا من جيوبهم ما يستحق الذكر، وجنوا الفوائد الضخمة والأرباح الطائلة التي عزّزت مواقعهم في النظام الاقتصادي الدولي، .